الرئيسة/  مقالات وتحليلات

ارتدادات رحيل نصر الله

نشر بتاريخ: 2024-09-30 الساعة: 00:55

 

 عمر حلمي الغول


زلزال هائل أصاب حزب الله اللبناني أمس الأول الجمعة 27 أيلول / سبتمبر الحالي مع اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، وهو تتويج لسلسلة كبيرة من الاغتيالات لقادة وكوادر الحزب خلال أيام معدودة بدءاً من 18 الشهر الحالي مع جريمة حرب البيجرز الإسرائيلية ضد قيادات وكوادر حزب الله في مختلف مناطق تواجده على الأراضي اللبنانية، بما في ذلك أعداد لا بأس بها من القيادات والكوادر في سوريا، بأقل من 10 أيام استطاعت إسرائيل تصفية أعداد بالآلاف من الصفوف الأولى والثانية والثالثة، منهم فؤاد شكر، وإبراهيم عقيل وأحمد وهبي وعلي كركي وقيادة الرضوان جميعا ومحمد حسين سرور، والقائمة تطول، ولا مجال لذكر كل الذين اغتالتهم دولة إسرائيل المارقة والخارجة على القانون.

نجم عن ذلك، اهتزاز وإحداث شلل عميق في مركبات الحزب القيادية والكادرية، وانقطاع الاتصال بين الهيئات القيادية، وفقدان السيطرة على مقاليد الأمور في الحزب سياسيا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا وماليا، بالإضافة لسقوط أعداد من ممثلي إيران الدبلوماسيين والعسكريين والأمنيين. والسبب الرئيس لهذا الزلزال الكبير، وغير المسبوق يعود لاختراقات أمنية عمودية وأفقية في مراكز القرار المختلفة بما فيها مقر حسن نصر الله نفسه من قبل إسرائيل، حيث انكشف ظهر حزب الله، كما لم يكشف من قبل، وتبين أن وضعه الداخلي هش إلى أبعد الحدود، وسقطت هيبة ومكانة الحزب في الساحة اللبنانية بشكل مريع وفاضح، وتلاشت هالته الكرتونية، رغم الترسانة التسليحية الكبيرة، التي لم تعد تجدي نفعا. رغم إطلاق بعض الرشقات الصاروخية أو الطائرات المسيرة على دولة إسرائيل الاستعمارية.

باختصار ودون إطالة لعرض التفاصيل المعروفة، ما هي الارتدادات المتوقعة على الحزب، والساحة اللبنانية، وعلى ما يسمى محور المقاومة، وعلى جمهورية إيران مرجعية وممولة الحزب وأقرانه من قوى المحور، وسأبدأ من آخر عنوان، وهو القيادة الإيرانية، وأعتقد أن وصول مسعود بزشكيان المعتدل لموقع الرئاسة في مطلع تموز / يوليو الماضي له ثمن في تغيير استراتيجية طهران، ومنها تقديم قربان لصالح ترتيب أوراقها مع الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وهو تقديم رؤوس إسماعيل هنية، رئيس حركة حماس، وحسن نصر الله، أمين عام حزب الله، وآخرين من العراق واليمن، بالإضافة لطي صفحة الملف النووي الإيراني. لا سيما أن المفاوضات لم تتوقف بين القيادتين الأميركية والإيرانية في أكثر من عاصمة، وتم الاتفاق على تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين، والإفراج عن أرصدة إيران في البنوك الأميركية والأوروبية، بعد نجاح كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية القادمة في 5 تشرين الثاني / نوفمبر القادم.

كما أن الترتيبات الجديدة لها علاقة بإعادة هيكلة الشرق الأوسط وفق المصالح الحيوية الأميركية والغربية الإمبريالية عموما، وتقاسم النفوذ في الإقليم بين إسرائيل وإيران.

أضف لذلك، إعادة هيكلة حزب الله بقيادته الجديدة وفق متطلبات المرحلة القادمة، ونزع أظافره العسكرية، واقتصار وجوده على العمل السياسي لحين من الوقت. وهو ما يعني فقدانه الثقل المركزي، الذي تمتع به بعد عام 2006 وهو ما سيسمح للبنان خلال المستقبل المنظور بانتخاب رئيس جمهورية جديد، وإجراء انتخابات برلمانية بعيدا عن هيمنة حزب الله، وتشكيل حكومة بعيدا عن الثلث المعطل، الذي كان يفرضه الحزب على القوى السياسية في الساحة اللبنانية سابقا.

وفي السياق، سيتم تقليم أظافر ما يسمى محور المقاومة في الساحات المتواجد فيها، وتدوير مهامه لحين وفق المعادلة الأميركية الغربية الإسرائيلية ومن يدور في فلكهم بتغيير خارطة الشرق الأوسط، التي أكد عليها بنيامين نتنياهو، وهي بالأساس هدف أميركي قديم جديد، في استباق للتحولات الجيو سياسية في المنظومة العالمية، وقبل تبلور النظام العالمي متعدد الأقطاب.

ولا أبالغ، إذا ما أكدت أن حزب الله، لم يعد بعد سلسلة الضربات الزلزالية التي أصابته، ذات الحزب الذي نعرفه، بعد أن ضعفت شوكته، وتراجعت مكانته في الساحة اللبنانية، حتى لو لم تكن هناك اتفاقات سرية بين طهران وواشنطن وتل أبيب. لأن الحزب بعد الزلزال الخطير سيتآكل من الداخل، لافتقاد قياداته وكوادره الباقية الثقة بينهم، واتساع دائرة الشك في صفوفهم، وبحث من تبقى عن اغتنام أكبر قدر من كعكة الحزب المالية والاقتصادية، والهجرة إلى غير بلد خارج لبنان، ورحم الله الجميع.

[email protected]ارتدادات رحيل نصر الله

نبض الحياة - عمر حلمي الغول


زلزال هائل أصاب حزب الله اللبناني أمس الأول الجمعة 27 أيلول / سبتمبر الحالي مع اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، وهو تتويج لسلسلة كبيرة من الاغتيالات لقادة وكوادر الحزب خلال أيام معدودة بدءاً من 18 الشهر الحالي مع جريمة حرب البيجرز الإسرائيلية ضد قيادات وكوادر حزب الله في مختلف مناطق تواجده على الأراضي اللبنانية، بما في ذلك أعداد لا بأس بها من القيادات والكوادر في سوريا، بأقل من 10 أيام استطاعت إسرائيل تصفية أعداد بالآلاف من الصفوف الأولى والثانية والثالثة، منهم فؤاد شكر، وإبراهيم عقيل وأحمد وهبي وعلي كركي وقيادة الرضوان جميعا ومحمد حسين سرور، والقائمة تطول، ولا مجال لذكر كل الذين اغتالتهم دولة إسرائيل المارقة والخارجة على القانون.

نجم عن ذلك، اهتزاز وإحداث شلل عميق في مركبات الحزب القيادية والكادرية، وانقطاع الاتصال بين الهيئات القيادية، وفقدان السيطرة على مقاليد الأمور في الحزب سياسيا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا وماليا، بالإضافة لسقوط أعداد من ممثلي إيران الدبلوماسيين والعسكريين والأمنيين. والسبب الرئيس لهذا الزلزال الكبير، وغير المسبوق يعود لاختراقات أمنية عمودية وأفقية في مراكز القرار المختلفة بما فيها مقر حسن نصر الله نفسه من قبل إسرائيل، حيث انكشف ظهر حزب الله، كما لم يكشف من قبل، وتبين أن وضعه الداخلي هش إلى أبعد الحدود، وسقطت هيبة ومكانة الحزب في الساحة اللبنانية بشكل مريع وفاضح، وتلاشت هالته الكرتونية، رغم الترسانة التسليحية الكبيرة، التي لم تعد تجدي نفعا. رغم إطلاق بعض الرشقات الصاروخية أو الطائرات المسيرة على دولة إسرائيل الاستعمارية.

باختصار ودون إطالة لعرض التفاصيل المعروفة، ما هي الارتدادات المتوقعة على الحزب، والساحة اللبنانية، وعلى ما يسمى محور المقاومة، وعلى جمهورية إيران مرجعية وممولة الحزب وأقرانه من قوى المحور، وسأبدأ من آخر عنوان، وهو القيادة الإيرانية، وأعتقد أن وصول مسعود بزشكيان المعتدل لموقع الرئاسة في مطلع تموز / يوليو الماضي له ثمن في تغيير استراتيجية طهران، ومنها تقديم قربان لصالح ترتيب أوراقها مع الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وهو تقديم رؤوس إسماعيل هنية، رئيس حركة حماس، وحسن نصر الله، أمين عام حزب الله، وآخرين من العراق واليمن، بالإضافة لطي صفحة الملف النووي الإيراني. لا سيما أن المفاوضات لم تتوقف بين القيادتين الأميركية والإيرانية في أكثر من عاصمة، وتم الاتفاق على تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين، والإفراج عن أرصدة إيران في البنوك الأميركية والأوروبية، بعد نجاح كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية القادمة في 5 تشرين الثاني / نوفمبر القادم.

كما أن الترتيبات الجديدة لها علاقة بإعادة هيكلة الشرق الأوسط وفق المصالح الحيوية الأميركية والغربية الإمبريالية عموما، وتقاسم النفوذ في الإقليم بين إسرائيل وإيران.

أضف لذلك، إعادة هيكلة حزب الله بقيادته الجديدة وفق متطلبات المرحلة القادمة، ونزع أظافره العسكرية، واقتصار وجوده على العمل السياسي لحين من الوقت. وهو ما يعني فقدانه الثقل المركزي، الذي تمتع به بعد عام 2006 وهو ما سيسمح للبنان خلال المستقبل المنظور بانتخاب رئيس جمهورية جديد، وإجراء انتخابات برلمانية بعيدا عن هيمنة حزب الله، وتشكيل حكومة بعيدا عن الثلث المعطل، الذي كان يفرضه الحزب على القوى السياسية في الساحة اللبنانية سابقا.

وفي السياق، سيتم تقليم أظافر ما يسمى محور المقاومة في الساحات المتواجد فيها، وتدوير مهامه لحين وفق المعادلة الأميركية الغربية الإسرائيلية ومن يدور في فلكهم بتغيير خارطة الشرق الأوسط، التي أكد عليها بنيامين نتنياهو، وهي بالأساس هدف أميركي قديم جديد، في استباق للتحولات الجيو سياسية في المنظومة العالمية، وقبل تبلور النظام العالمي متعدد الأقطاب.

ولا أبالغ، إذا ما أكدت أن حزب الله، لم يعد بعد سلسلة الضربات الزلزالية التي أصابته، ذات الحزب الذي نعرفه، بعد أن ضعفت شوكته، وتراجعت مكانته في الساحة اللبنانية، حتى لو لم تكن هناك اتفاقات سرية بين طهران وواشنطن وتل أبيب. لأن الحزب بعد الزلزال الخطير سيتآكل من الداخل، لافتقاد قياداته وكوادره الباقية الثقة بينهم، واتساع دائرة الشك في صفوفهم، وبحث من تبقى عن اغتنام أكبر قدر من كعكة الحزب المالية والاقتصادية، والهجرة إلى غير بلد خارج لبنان، ورحم الله الجميع.

[email protected]

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024