الرئيسة/  مقالات وتحليلات

لكنها الدراهم ..!!!

نشر بتاريخ: 2024-08-14 الساعة: 05:10

 

كلمة الحياة الجديدة


على نحو الطوفان(..!!) اقتحم الوزير المتطرف "بن غفير" يوم أمس، باحات المسجد الأقصى، برفقة 2958 مستوطنا، ولأننا لسنا من حاملي الذاكرة السمكية، ولأجل صواب الرؤية والموقف، نتذكر هنا أن السنوار قبل السابع من أكتوبر، بزمن ليس بعيدا، كان قد هدد أن اقتحام المسجد الأقصى، سيكلف إسرائيل أثمانا باهظة، فثمة آلاف الصواريخ الحمساوية، ستنهال على تل أبيب، لتحيلها إلى خراب (لم يحدث ذلك حتى اللحظة) …!!

من بوسعه أن ينسى هذا التهديد، الذي اتضح الآن، أنه لم يكن سوى جملة، في خطاب شعبوي، حظي بكل التصفيق الذي كان ينشد في ذلك الوقت، والذي بات ينشد الآن صفقة تهدئة ..!!!.

الإرسال الواقعي قال، وما زال يقول إن الانهيالات الوحيدة التي حدثت، وما زالت تحدث منذ السابع من أكتوبر العام الماضي، هي انهيالات الصواريخ الإسرائيلية، على قطاع غزة التي دخلت شهرها الحادي عشر، وقد خلفت حتى الأمس 39929 شهيدا وشهيدة، و92240 جريحا،  وثمة ضحايا تحت الركام، لم نعرف عددهم بعد …!!!

هذا واقع ليس بوسع أحد أن يتجاوزه أو أن ينكر وجوده، حتى عميان البصيرة بوسعهم أن يروه، إذا ما تحلوا بقليل من التقوى، وأدركوا بعض تفاصيل هذه الفاجعة، لكن عميان البصيرة في الحقيقة، ليسوا في وارد هذا الإدراك، والتقوى بالنسبة لهم ما يعطل أرزاقهم، التي تغدقها عليهم شاشات الخديعة، ليواصلوا التوليف السينمائي للواقع الغزي (..!!!) خاصة المحلل العسكري، الذي لا يقيم وزنا للخراب الذي بات عليه قطاع غزة، فيدعو لتعميمه، ليطال الضفة الفلسطينية المحتلة، وهو يحرض عمليا الاحتلال الإسرائيلي، على أجهزة الأمن الوطنية، بتضخيم عددها، ليستخدم الاحتلال هذا التضخيم، ذريعة للانقضاض عليها..!!!، ثلاثون ألف منتسب لهذه الأجهزة، جنود أمن وطني، وشرطة سير، ومباحث جنائية، جعلهم محلل الحرام خمسة وسبعين ألفا، زاعما بافتراء منحط، أن هؤلاء هم من يعيق عمل المقاومة في الضفة…!! لا يريد هذا الافتراء سوى تحقيق الفلتان الأمني في الضفة المحتلة، وهذا ما يرجوه الاحتلال ويسعى إليه.

يعرف محلل الحرام أن أسلحة أجهزة الأمن الوطنية ليست أسلحة هجومية وهي بالمطلق أسلحة شرطية، ويعرف دون أدنى شك أن أسلحة الهجوم الحمساوية خاصة الصواريخ والقذائف، لم تردع جيش الاحتلال الإسرائيلي عن اجتياح واحتلال قطاع غزة، ولم توقف مذبحة إسرائيلية واحدة هناك، ومع ذلك يريد محلل الحرام هذا من بنادق قوات الأمن الوطني، أن تتصدى لدبابات الاحتلال وطائراته الحربية ..!!

قبل هذا التاريخ، في ثمانينيات القرن الماضي، وأثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان، دعانا الراحل معمر القذافي إلى الانتحار ..!! هذا ما يريده لنا اليوم محلل الحرام، ولا ندري إن كان يعي ذلك أم لا …؟ لكنها الدراهم على ما يبدو، وكلما زاد الاحتلال القتل والتدمير، زادت الدراهم في أرصدة هذا المحلل، وأمثاله من صبيان أكاديميات الإخوان المسلمين الذين عميت أبصارهم وبصيرتهم عن جريمة اغتيال أحد أبرز قادة "محورهم" إسماعيل هنية، في عاصمة هذا المحور، وفي أحصن بيوتها الأمنية،(…!!) وهو اغتيال لا تحقيق بشأنه حتى الآن، وهذا ما يطرح أكثر الأسئلة إزعاجا على الذين يغيبون هذا التحقيق…!!

ليس بوارد الوطنية الفلسطينية نبذ المقاومة، والتصدي لها، بل على العكس، وهي تعمل على أن تكون في إطار الوحدة الوطنية، وفي دروب الشرعيات القانونية، وفي شوارع التظاهرات السلمية، بلا رصاص يظل خلبا في مواجهة الدبابة، ودون شعارات العنتريات اللغوية، لسنا انتحاريين، بل نحن محاربون في دروب الحرية، بالواقعية النضالية، وبحكمة وأحكام المسؤولية الوطنية، ولهذا نعرف أن النصر لنا في المحصلة، طال الزمن أم قصر.

رئيس التحرير

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024