أن يكون قريبا من الضمير الوطني وليس مع ايران
نشر بتاريخ: 2024-08-08 الساعة: 00:47ملاحظة / كتبت هذه المقالة قبل 24 ساعة من تعيين السنوار رئيسا لحماس
موفق مطر
يحيى السنوار لن يقبل رئيسا لحماس ما لم يكن متقاربا مع ايران ! هذا مضمون وفحوى خبر نشرته وكالات أنباء وفضائيات نقلا عن مصادر موثوقة كما ذكرت الوسائل الاعلامية ، وهنا لا نرغب في طرح اسئلة حول سرعة استقاء موقف رأس حماس في قطاع غزة، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في طهران ( العاصمة الايرانية ) قبل حوالي اسبوع ، ولا حول كيفية تمكن مجلس شورى حماس من الاجتماع أو التشاور من بعيد عبر تكنولوجيا الاتصال ، في ظل متابعة استخبارية دقيقة من ( شاباك ) و(موساد )منظومة الاحتلال ( اسرائيل ) لأن الأمر يتعلق بما هو أعمق وأبعد ، فهذا الموقف المنقول عن السنوار يؤكد انعدام الحد الأدنى من البصيرة والعقلانية الوطنية لدى المتنفذين الأقوياء بالسلاح لدى حماس ، ودليل قاطع على أن اجندة الدول والقوى الاقليمية كانت وستبقى الناظم لسياسة الممسكين بقوة السلاح بمصير حماس ، وبمصير اكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة ، باتوا اسرى عقلية متجردة تماما من الحس الانساني ، والانتماء الوطني ، نكتب هذا ونحن على يقين أننا نحتاج الى معجزة – وقد لا تحدث ابداً - للاقتناع بانتقال حماس من الخندق المتقدم لحروب ايران وغيرها ، والتموضع في المكان الصحيح ، في الجغرافيا السياسية والتاريخية والحاضرة والمستقبلية للشعب الفلسطيني ، هنا حيث لا أولوية تتقدم على المصالح العليا لهذا الشعب ، وحيث ينظم العقل الوطني ، منهج حركة التحرر الوطنية الفلسطينية وبرنامجها السياسي ، وحيث تستخلص العبر ، وحيث يمضي القادة الوطنيون بحكمة وصبر وإخلاص في العمل وشجاعة وصلابة التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية ، فالأسلحة التقليدية والتكتيكية والإستراتيجية كافة ، لا قدرة لها على تدمير ايمان شعبنا بحقه التاريخي والطبيعي ، أما الغاء وجوده فمستحيل حتما ، ونعتقد ان رؤوس (المشروع الاستعماري الصهيوني ) باتوا على قناعة بهذه الحقيقة ، واتجهوا فعلا – بدافع تخوف وتشاؤم شديدين على وجودهم - للحفاظ على تماسك قواعد وركائز مشروعهم الاستعماري العنصري ، فاستغلوا عقلية السنوار غير العابىء بطوفان الدم الفلسطيني ، وطوفان الدمار في قطاع غزة لرفع وتيرة وفظاعة جرائمهم ومجازرهم ، وأحدثها حملة الابادة الجماعية الدموية على الشعب الفلسطيني كافة ، وذروتها في قطاع غزة ، حيث يتأكد العالم يوما بعد يوم ، احتدام خطر همجية الصهيونية الدينية والسياسية على السلام في الأرض المقدسة ( فلسطين) ، والمنطقة الحضارية في الشرق الأوسط ، وهذا ما يجب على رؤوس حماس ادراكه ، لأن من شأن ابقاء حماس كمستخدم في ( محور ) لا تعنيه فلسطين ، ولا تعنيه القدس ، ولا تعنيه حرية الشعب الفلسطيني والأسرى ، ومن يتابع تصريحاتهم وخطاباتهم يعلم تماما سياستهم ، التي لا تتجاوز حدود مصالحهم ، ومصالح الجماعات الفلسطينية المرتبطة معهم ، فنحن لم نسمع منهم سوى :" يجب ان تنتصر حماس ، ويجب ان تنتصر غزة " !!! ولم ينطقوا ولو لمرة واحدة بمبدأ الانتصار لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية ، ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، ولدولة فلسطين وعاصمتها القدس المحتلة ، ولم يقولوا يجب ان تنتصر فلسطين التاريخية والطبيعية !، وكأنهم لا يدركون أن الانتصار الحقيقي لأكثر من مليوني مواطن فلسطيني في غزة، هو بالعمل الجاد لإيقاف حملة الابادة الجماعية الصهيونية ، ومنح شعبنا جرعة أمل بالحياة ، وكذلك مساندة جهود رئيس دولة فلسطين في المحافل الدولية لتحقيق هذا الهدف ، وإفشال مؤامرة التهجير القسري من غزة والضفة الغربية بما فيها القدس .. وليس أمام اصحاب القرار في حماس ورئيسها الجديد ، إلا الاقتراب الى نقطة الصفر من الضمير الشعبي ، والتسلح بعقل وطني ، وبسياسة واقعية ، أما عكس ذلك ، فإن النتيجة ستكون توسع دائرة الكارثة والإبادة الجماعية.