إنها الفتنة !!
نشر بتاريخ: 2024-07-28 الساعة: 23:00
موفق مطر
باتت المؤامرة مكشوفة، ولا يستطيع احد تغطية دوره التنفيذي فيها، فستار التمويه باستخدام مصطلحات نبيلة "كالمقاومة والجهاد" مهما بلغت كثافته سيبقى شفافا كالزجاج، لا يمنع الوطني العقلاني والموضوعي في رؤيته للأمور من تفعيل بصيرته وإدراك الأحداث وأبعادها، ناهيك أن هذا الستار ينكسر عند اول اصطدام بالحقائق والوقائع، هذا إن لم يكن مكسورا أصلا، فمستخدموه اليوم نسوا أن غيرهم قد بانت عورة اهدافه الفئوية، المرتبطة بأجندات خارجية، بينما كان يغرق الجماهير بفيضان هذه المصطلحات، ليتبين لكل ذي لب عاقل أنه مجرد اداة تنفيذية لقوى ودول في الاقليم، تسعى لأخذ الحق الفلسطيني كورقة مساومة، وليس للمقاومة، وتستخدم الدم الفلسطيني لمساومة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، على مناطق نفوذ وسيطرة في أهم منطقة استراتيجية في العالم.
سيكون متهما بالمؤامرة على المشروع الوطني الفلسطيني، وشريكا فعليا في الحملة الممنهجة لتدميرها عن قصد أو دونه، فهدم اركان السلطة الوطنية الفلسطينية ومنع قيام دولة فلسطينية هدف ثابت لمنظومة الاحتلال الاستيطانية العنصرية (اسرائيل)، ولا نعني بذلك استخدام السلاح وكسر قواعد النظام، وضرب سلطة القانون كما فعلت حماس في غزة سنة 2007 بالانقلاب وخلال سنوات قبله وحسب، بل باللجوء الى "الفتنة الأشد من القتل"، فهذه وحدها كفيلة بشرذمة الشعب الفلسطيني، وزلزلة جبل الوحدة الوطنية الفلسطينية، عبر تكريس الكراهية والعداء، وتشغيل افظع آلة، يمكن استخدامها لإخراج شعب من مدار الوجود المدني الحضاري، إنها آلة الفرز بين وطني وخائن، وبين شريف وعميل للعدو، وبين السلطة الوطنية الفلسطينية والشعب، ومقصده احداث انكسار عميق يفرق الشعب عن سلطته الوطنية وقيادة دولته، ورغم قناعتنا الثابتة بأن تحقيق هذا الهدف في باب المستحيل بسبب متانة وصلابة ورسوخ جبل الوحدة الوطنية الفلسطينية، لكن الحذر واليقظة واجبان، حتى لا ينجح ذوو المصلحة بإسقاط المشروع الوطني الفلسطيني من تحقيق أي مكسب في اطار اهدافهم العامة .. فهؤلاء ليسوا وحدهم بل تدعمهم دول وقوى اقليمية وتضع تحت تصرفهم وسائل اعلام تعتبر الأوسع انتشارا وتأثيرا على العامة، وهذا ما يجعلنا نفهم اهداف هذه الوسائل من نشرها خبر بيان لسرايا القدس التابعة لجماعة الجهاد الاسلامي التي وقع ممثلها على (اعلان بكين) فالخبر كما نشر تضمن "فتنة "مدمرة، ومحاولة لاغتيال الوحدة الوطنية بكل ما للكلمة من معنى، إذ نشرت هذه الفضائية الضالعة عن سرايا القدس أن: "السلطة تعتقل وتغتال المجاهدين المقاومين"!! أما المهنية واقلها التحري عن دلائل ووقائع تسند ما ورد في "بيان الفتنة " فقد شطبت، كمساهمة في شطب المشروع الوطني الفلسطيني!.
يعلم الذين اصدروا بيان الفتنة هذا أن ساسة وجنرالات حكومة الصهيونية الدينية لدى منظومة الاحتلال، يعملون على تدمير مقومات ومقدرات السلطة الوطنية الفلسطينية، لتبرير اعادة الاحتلال المباشر للضفة الغربية كما فعلوا في قطاع غزة، وهنا يجب ان يعلم هؤلاء أن أي محاولة لإضعاف أو فكفكة العقدة الوثيقة، والثقة القائمة بين جماهير الشعب الفلسطيني وحكومة ومؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية وتحديدا الأمنية إنما تصب في صالح منظومة الاحتلال، التي لا توفر بالقتل والاعتقال فلسطينيا على ارض وطنه، مدنيا كان أو عسكريا في سلك المؤسسة الأمنية الفلسطينية – والدليل ما يحدث في قطاع غزة وفي مدن ومخيمات الضفة الغربية والقدس – فليس هناك فلسطيني جيد، وآخر غير ذلك في حسابات المنظومة الارهابية، فكلنا جيدون بالنسبة لهم إذا كنا امواتا أو ضعفاء، أو محترقين في "أتون الفتنة" وليعلم هؤلاء ايضا أن تسييد الحكمة والتعقل، والالتزام بفلسفة المؤسسة الأمنية وعمادها قداسة الدم الفلسطيني، والحرص على وأد أي فتنة في مهدها، هو أقوى سلاح اخلاقي وطني نملكه لمواجهة مخطط منظومة الاحتلال. وهذه كلمتنا لوأد فتنة ستمنح الثلاثي بن غفير وسموترتش ونتنياهو بالغ السعادة بالشماتة بنا، إذا غلبت مصلحة الفئة وقسَمَت الشعب والوطن.