تعديات قبيحة ...!!

كلمة الحياة الجديدة

في تصريح للقيادي الحمساوي موسى أبو مرزوق قال فيه "إن قرار الحرب والسلم لا يخضع لحسابات الجمهور"...!! نسي أبو مرزوق هنا أن يضيف، أن هذا القرار لا يخضع كذلك، لحسابات حزبية، ولا جهوية، ولا مذهبية، بقدر ما هو قرار الإجماع الوطني الدستوري، وبمعنى أنه قرار الدولة، لا قرار الحزب، حتى لو كان هذا الحزب هو الحاكم فيها. 

لا نعتقد أن هذا القيادي، قد نسي هذه الإضافة، لكنه تجاهلها عمدا، وذهب إلى التعميم الذي يتعالى على الجمهور وحساباته، والأخطر الذي لا يقيم وزنا لتضحيات وخسارات هذا الجمهور، وقد باتت مهولة، في الأرواح، والأجساد، والبنايات، والبيوت، والشوارع، والحياة بحد ذاتها، بعد أن باتت حياة نزوح، وضنك، وجوع، وعطش، على مدار الساعة...!!!

لا تحتمل دروب الوحدة تعديات على الحقيقة من هذا النوع، فقرار السابع من أكتوبر لم يكن قرار حرب (..!!) ولا بأي معنى من معاني هذه الكلمة، ولم يكن حتى قرارا حزبيا، بل إقليمي على نحو لم يعد غامضا، كان هجوما تخطى حسابات الواقع، بكل ناسه وقواه السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، وتجاهل موازين القوى على نحو غير مسبوق، من أجل لحظة عاطفية عابره، في أحسن أحواله، هجوما عدته إسرائيل عملا حربيا، فاتخذته ذريعة، لتشعل حربها الدموية العنيفة، على فلسطين جنوبا وشمالا، وما عاد ذلك خافيا على أحد ..!!

وما زال هذا القرار يخطئ حسابات الواقع، والدفاع عنه لا يكون بالتعدي على الحقيقة، على طريقة رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" في "الكونغرس" الأميركي، حيث لم تبق بخطابه، حقيقة واحدة، من حقائق حرب الإبادة التي تواصلها حكومته، إلا وتعدى عليها، وباستعراض أراده فيلما من أفلام هوليوود "الآكشن" الساعية وراء الإبهار والتصفيق..!! ومثلما أراد "نتنياهو" في خطابه هذا أن تحب الضحية قاتلها، أراد أبو مرزوق من الضحية ألا تتدخل في شؤونه الحزبية، أيا كانت قرارات هذه الشؤون، فهذه لا تخضع لحسابات الضحايا ...!!!!

يبقى أن نشير إلى أن الجمهور الذي يقول أبو مرزوق أن قرار الحرب والسلم لا تخضع لحساباته، هو جمهور المقاومة وفقا لخطابات حماس ذاتها، فإن لم تراع "المقاومة" حسابات جمهورها، تغربت، وابتعدت عنه، وما عادت تقيم له وزنا فلا يعود جمهورها ولهذا لا نراه في قطاع غزة المكلوم، يصفق لهذه المقاومة، بمشاهد وأصوات مبحوحة، هذه المشاهد، وهذه الأصوات التي لا تأتي على ذكرها قنوات الخديعة الفضائية ...!!

رئيس التحرير