الذريعة كهندسة فاشية
نشر بتاريخ: 2024-07-19 الساعة: 02:14الذريعة كهندسة فاشية
كلمة الحياة الجديدة
في الحروب العدوانية، ما ثمة هندسة، بل عبث، وفوضى وتدمير، لكن مشعلي نيرانها يبحثون دائما لغاية تسويقها، عن هندسة، تكون لحربهم إطارا أخلاقيا يبيح ويبرر لهم، العنف والتدمير والإبادة، فلا يجدون في هذا السياق سوى الذريعة ...!! وبحكم عنصريتهم المناهضة للجماليات الإنسانية والطبيعية، لن يعرفوا الهندسة إلا على نحو فاشي، فيهندسون الذريعة على هذا النحو ...!!!
تجد إسرائيل الحرب والعدوان، هذه الذريعة، سانحة، وهي شاخصة بأوضح الكلمات والصور في شاشات الخديعة الإخونجية، في الخطب والتصريحات التعبوية والاستعراضية، لمحور المقاومة (...!!) التي كلما تعالى صوتها بالتهديد والوعيد، توغلت إسرائيل في حربها العدوانية..!! نعرف ويعرف العالم أن إسرائيل هذه لا تحتاج إلى ذريعة، لتشعل حربا هي أساس وجودها، على أنه حين تكون الذريعة متاحة أمامها، وفي متناول يدها، وبمجانية مطلقة، فإنها لن تتوانى عن استغلالها وتفعيلها كهندسة فاشية، وهذا ما تفعله اليوم تماما بالذريعة التي تكونها، وإن كان لأسباب تعبوية، خطب "المقاومة" وتهديداتها، التي ليتها تكون رادعة، لكنها ليست كذلك حتى اللحظة، فحرب إسرائيل العدوانية، على قطاع غزة تحديدا، ما زالت مشتعلة، حتى بعد أن أحالت القطاع، إلى مكان تعبث به وحشية الخراب، وآفاته العديدة ..!!!
بالطبع لا شيء يبرر الجريمة حتى لو طالت فردا واحدا من البشر، ما من ذريعة بوسعها أن تكون هندسة لتؤطر حرب الإبادة، ولا بأي شكل من الأشكال، غير أنه لا بد من الاعتراف أن على من يشكلون هذه الذريعة، بخطبهم وتصريحاتهم الثورجية، ويشاهدون كيف تستغلها إسرائيل، أن يكفوا عن هذا التشكيل، لنزع الذرائع من يد الاحتلال، لفرض وقف النار في قطاع غزة، وإنقاذ المدنيين الأبرياء من ويلات العدوان الإسرائيلي، وأن يعملوا في المحصلة، على تغليب المصالح الوطنية العليا، بغية وقف هذه المذبحة المفتوحة بحق شعبنا.
لم يعد بالإمكان تجاوز هذا الأمر، نعني أمر الذريعة، فالمذبحة مروعة، وحرب الإبادة وفقا لسياسة الحكومة الإسرائيلية حرب مفتوحة وقذائف الهاون لم تعد ولم يكن ولن يكون بوسعها أساسا ردع هذه الحرب، كل من لا يرى هذه الحقيقة، سيظل مسؤولا أمام الله والناس، إذا ما تهرب منها، وما اعترف بها، لينزع الذريعة من يد الاحتلال الحربية الفاشية ..!!
لن تفيدنا سخرية بعض مسؤولي حماس من تصريحات نتنياهو هذه السخرية التي تغنى بها خليل الحية ولا بلاغة الترويج التعبوي عن قيادات يخضون المعركة بكل قوة وعزيمة فيما الواقع يقول إن أثر هذه القوة والعزيمة، ليس غير دم الضحايا المسفوح على أرض القطاع المكلوم، من شماله حتى جنوبه، ومن شرقه حتى غربه ...!!
الساكت عن الحق شيطان أخرس، وبلاغة المقاومة، بلا وحدة ورؤية وطنية تظل مدخلا لإسرائيل الحرب والعدوان لتواصل ما تريد من حرب الإبادة لفلسطين شعبا وقضية ومستقبلا ..!!
رئيس التحرير
mat