الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الفرق بين مفاوضات الدولة على حدود 1967 وحدود 7 أكتوبر 2023.

نشر بتاريخ: 2024-07-19 الساعة: 01:30

كتب عبدالخالق النجار 


يُعَدّ الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني واحدًا من أطول الصراعات في التاريخ الحديث ، ومع ذلك تبقى مسارات الحلول المقترحة وأدوات التفاوض مختلفة بشكل كبير ،، تتباين الرؤى والمطالب بين من يفاوض على دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 وبين من يفاوض على حدود 7 أكتوبر 2023، ما يعكس تحولات جذرية في السياسة والمطالب والواقع الميداني.
في عام 1993وُقعت اتفاقية أوسلو كاتفاق مرحلي بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وكانت تهدف إلى وضع أسس لدولة فلسطينية على حدود 1967. 
وقد نصت الاتفاقية على إجراء مفاوضات تنتهي بانسحاب تدريجي للاحتلال الإسرائيلي من الضفة الغربية وقطاع غزة، وصولاً إلى إقامة مؤسسات الدولة الفلسطينية، وانسحاب الاحتلال من القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين. 
رغم الطموح الكبير الذي حملته هذه الاتفاقية ، واجهت معارضة شديدة من عدة أطراف، من بينها حماس على الجانب الفلسطيني، وحزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو على الجانب الإسرائيلي .
حماس التي رفضت اتفاقية أوسلو معتبرة إياها خيانة للقضية الفلسطينية، وأصرت على المطالبة بفلسطين التاريخية بكاملها. 
ومن جهة أخرى، عارض الليكود الاتفاقية بشكل قاطع، حيث وعد نتنياهو بتفكيكها عند وصوله للسلطة . 
هذه المعارضة الحادة من كلا الجانبين أسهمت بشكل كبير في وضع عراقيل أمام تنفيذ الاتفاقية وتحقيق أهدافها.
مشهد متكرر بعد 31 عامًا :- 
بعد مرور 31 عامًا على اتفاقية أوسلو، نجد أنفسنا أمام مشهد مشابه ولكن بملامح جديدة ،، بنيامين نتنياهو وحماس الآن في مفاوضات مباشرة بعد الأحداث التي بدأت في 7 أكتوبر 2023 ،، هذه المفاوضات تعكس تغيرات جوهرية في المواقف والمطالب ولن نحكم عليها لأنها لم تنتهي بعد ولكن خطوطها العريضة لا تتحدث عن الثوابت السياسية والوطنية الفلسطينية ولكنَ هناك مقارنة حقيقية في المطالب وفي المفاوضات:-
-عند النظر إلى مطالب منظمة التحرير الفلسطينية في 1993، نجد أن الهدف كان واضحًا: 
إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967. -أما بعد 7 أكتوبر 2023 :
نجد أن المطالب تغيرت و قد تقلصت نتيجة لتغير الظروف السياسية والميدانية علماً أن مسلسل الإبادة وشلال الدم الذي ينزف يتطلب أن يكون هناك استحقاق سياسي كبير للقضية الفلسطينية.
من المهم ولكل معني بالقضية الفلسطينية وخصوصاً الشباب أن يقارن بين مدة المفاوضات والمطالب الفلسطينية المشروعة في الماضي والحاضر ،، فالفارق الشاسع بين من يفاوض على دولة ضمن حدود 1967 ومن يفاوض على حدود 7 أكتوبر 2023 يعكس تحولات عميقة في الاستراتيجيات والأهداف.
إن مقارنة مطالب المفاوضات الفلسطينية عبر الزمن تكشف عن تغيرات عميقة في الديناميكيات السياسية والتحديات الميدانية. 
في الوقت الذي كان الهدف في 1993 هو تحقيق دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967، نجد اليوم مطالبنا قد تكون مختلفة تمامًا نتيجة لتعقيدات الصراع والمواقف الدولية والإقليمية وحالة المراهقة السياسية وارهان القرار الفلسطيني في أيدي خارجية من قبل حركة حماس . 
لهذا فإن فهم هذه التحولات والمطالب المختلفة يعد أمرًا ضروريًا لكل الأجيال الناشئة الجديدة والتي تحاول بعض القوى الترويج على ما يدور منذ ال٧ من أكتوبر على أنه مكسب سياسي للشعب الفلسطيني .

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024