خطباء الخديعة ..
نشر بتاريخ: 2024-07-16 الساعة: 18:53
كلمة الحياة الجديدة
في تقرير للأمم المتحدة ثمة 350 مليون طن من الركام في قطاع غزة، سيحتاج خمس سنوات لرفعه، هذا إذا ما اشتغلت على ذلك، معدات حديثة على مدار الساعة يوميا، وثمة صراع بين دول عديدة للاستحواذ على هذا الركام في مقدمتها دولة الاحتلال إسرائيل لترصف به ميناء أسدود..!! 350 مليون طن من الركام يعني أن قطاع غزة قد دمر تماما، ولم يعد مكانا صالحا للعيش...!!
هذا التدمير يعترف به رئيس المكتب السياسي لحماس في الخارج، خالد مشعل، ويراه ثمنا للمقاومة التي لا بديل عنها (...!!) دون أن يقول ماذا أخذت وماذا حققت المقاومة جراء هذا الثمن الباهظ..؟؟ وحتى دون أن يتحدث كيف لها أن ترفع هذا الركام، هذا إذا ما ظلت على حالها، وهي اليوم ليست على أي حال يذكر..!!
مشعل، ومجموع قيادات "حماس" والناطقون باسمها، ومحللوها السياسيون من فتيان الاخونجية، يقفزون بصلف قبيح كل يوم، عن مشهد الركام والضحايا الشهداء، وقد بلغ عددهم حتى اليوم اكثر من 38 الف شهيدة وشهيد، الى مشهد الخطاب الحافل بأوهام قوة "حماس" وحتمية انتصارها..!!
تستميت "حماس" اليوم في مفاوضات الصفقة، لاقرار جملة واحدة: وقف الحرب بضمانات أميركية، وبما يعني إذا ما ظلت على حالها، وهو أمر لم يعد واقعيا، لن تطلق رصاصة واحدة، تجاه الاحتلال الإسرائيلي وقوات جيشه..!! هذه حقيقة لم تعد قابلة للدحض، ومع ذلك مشعل الطارئ على الحركة الوطنية، طبقا لفريح أبو مدين، يرى أن من سينهار هو كيان إسرائيل، وقد فقد مبررات وجوده..!! ويجد مشعل من يشد على أزر أوهامه هذه، الناطق العسكري الحمساوي، الذي ما زال يتحدث عن قدرات أقوى وأعظم لمواصلة القتال...!!!
كل قذيفة "هاون" حمساوية، يقابلها قصف مدفعي وصاروخي إسرائيلي لا يستهدف موقع القذيفة، بل ما بقي من ملاذات للنازحين، ودائما ما يخلف هذا القصف المئات من الشهداء والجرحى..!! المعنى حتى مع غاية المقاومة التي تحملها هذه القذيفة، فإنها ما عادت تحقق ردعا للعدوان، لكي لا يظل أهلنا في غزة، في مرمى النيران الإسرائيلة..!! ما ثمة التباس في رؤية مشعل وجماعته، بل نكران مطلق للواقع وتشبث أحمق بأوهام الخطاب الشعبوي..!!
غير الركام، ثمة الجوع والعطش، وقد باتا أثقل من كل ركام، جوع ينهش أجساد الطفولة وقد رأينا صورا كثيرة لأطفال باتوا مثل هياكل عظمية. وعطشا يحيل الحياة في غزة إلى يباس متخم لكن مشعل وجماعته في باحات الولائم الباذخة، لا يريدون أن يروا ذلك، أو الاعتراف به؛ لأن اعترفا بهذا الشأن، لن يبقي لهم حجة تبيح لهم مواصلة خطاب النكران والتمكن من تلك الولائم...!!
مرة أخرى إنها الجائحة، فلا بد من مواجهتها بالكلام الحق، والتصدي لها بالعمل والموقف الوطني المسؤول، حتى لا يضعنا التاريخ في خانة خطباء الخديعة ، والنكران الأهوج ..!!
رئيس التحرير