الرئيسة/  ثقافة

ثقافة / مدينة غزة

نشر بتاريخ: 2024-07-06 الساعة: 23:02

غَزَّة مدينة ساحلية فلسطينية، وأكبر مدن قطاع غزة وتقع في شماله، في الطرف الجنوبي للساحل الشرقي من البحر المتوسط. تبعد عن مدينة القدس مسافة 78 كم إلى الجنوب الغربي، وهي مركز محافظة غزة إداريًا وأكبر مدن السلطة الفلسطينية من حيث تعداد السكان، حيث بلغ عدد سكان مدينة غزة 2،141،000 نسمة في عام 2023م، ما يجعلها أكبر تجمع للفلسطينيين في فلسطين. تبلغ مساحتها 56 كم2، مما يجعلها من أكثر المدن كثافة بالسكان في العالم.

تعتبر مدينة غزة من أهم المدن الفلسطينية؛ لأهمية موقعها الإستراتيجي والأهمية الاقتصادية والعمرانية للمدينة، بالإضافة إلى كونها المقر المؤقت للسلطة الوطنية الفلسطينية، ووجود الكثير من مقراتها ووزارتها فيها.

أسس المدينة الكنعانيون في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، احتلها الكثير من الغزاة كالفراعنة والإغريق والرومان والبيزنطيون والعثمانيون والإنجليز وغيرهم. في عام 635م دخل المسلمون العرب المدينة وأصبحت مركزاً إسلامياً مهماً. يوجد بها قبر هاشم بن عبد مناف الجد الثاني للنبي محمد بن عبد الله، لذلك تُسمى أيضاً غزة هاشم، كما أنها مسقط رأس الإمام الشافعي الذي ولد عام 767م وهو أحد أئمة المذاهب الأربعة عند المسلمين السنة.

في التاريخ المعاصر، سقطت غزة في أيدي القوات البريطانية أثناء الحرب العالمية الأولى، وأصبحت جزءاً من الانتداب البريطاني على فلسطين. ونتيجة للحرب العربية الإسرائيلية عام 1948م، تولت مصر إدارة أراضي قطاع غزة وأجرت عدة تحسينات على المدينة. احتلت إسرائيل قطاع غزة عام 1967م (عام النكسة)، وبعد إتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993م، بموجب إتفاق غزة أريحا الموقَّع في 4 مايو عام 1994م انتقلت السلطة المدنية إلى سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني. بعد انتخابات عام 2006م اندلع قتال بين حركة فتح وحركة المقاومة الإسلامية حماس، حيث رفضت حركة فتح نقل السلطة في غزة إلى حركة حماس، ومنذ ذلك الحين وقعت غزة تحت الحصار من قبل إسرائيل ومصر. بعد الثورة المصرية في 25 يناير 2011م، فتحت مصر معبر رفح من أجل التسهيل على مواطني غزة، مع أن هذا القرار لم يُشكِّل فارقاً كبيراً.

الأنشطة الاقتصادية الأولية في قطاع غزة هي الصناعات الصغيرة والزراعة والعمل، ومع ذلك، فقد دُمر الاقتصاد من خلال الحصار الإسرائيلي والصراعات المتكررة.

التسمية
تُعتبر غزة أحد أقدم المدن التي عرفها التاريخ، أما سبب تسميتها بهذا الاسم فهو غير مُثبت بدقة، لأن هذا الاسم كان قابلاً للتبديل والتحريف بتبدل الأمم التي صارعتها، فهي عند الكنعانيين (هزاتي)، وعند الفراعنة (غزاتو)، أما الآشوريون واليونانيون فكانوا يطلقون عليها (عزاتي) و(فازا)، وعند العبرانيين (عزة)، والصليبيون أسموها (غادرز)، والأتراك لم يغيروا من اسمها العربي (غزة) أما الإنجليز ويطلقون عليها اسم (گازا) (بالإنجليزية: Gaza)‏.

اختلف المؤرخون - كعادتهم بالنسبة لكثير من المدن القديمة – في سبب تسميتها بغزة، فهناك من يقول إنها مشتقة من المَنَعَة والقوة، وهناك من يقول إن معناها: «الثروة»، وآخرون يرون أنها تعني: «المُميزة» أو «المُختصة» بصفات هامة تميزها عن غيرها من المدن. أما ياقوت الحموي فيقول عنها في معجمه: «غَزَّ فلان بفلان واعتز به إذا اختصه من بين أصحابه».

ارتبط العرب بغزة ارتباطاً وثيقاً فقد كان تجارهم يَفِدون إليها في تجارتهم وأسفارهم باعتبارها مركزاً مهماً لعدد من الطرق التجارية، وكانت تمثل الهدف لإحدى الرحلتين الشهيرتين اللتين وردتا في القرآن الكريم في «سورة قريش»: «رحلتا الشتاء والصيف»: رحلة القرشيين شتاءً إلى اليمن، ورحلتهم صيفاً إلى غزة ومشارف الشام. وفي إحدى رحلات الصيف هذه مات هاشم بن عبد مناف جد الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام، ودُفن في غزة بالجامع المعروف حالياً بجامع السيد هاشم في حي «الدرج».

التاريخ
 

كانت غزة تتخذ مكانا محوريا في طرق القوافل التجارية في العالم القديم.
أسس المدينة الكنعانيون في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. وطيلة تاريخها، لم يكن لغزة حكم مستقل، حيث احتلها الكثير من الغزاة كالفراعنة والإغريق والرومان والبيزنطيون والعثمانيون وغيرهم. وكانت أول مرة تذكر فيها المدينة في مخطوطة للفرعون تحتمس الثالث (القرن 15 ق.م)، وكذلك ورد اسمها في رسائل تل العمارنة. بعد 300 سنة من الاحتلال الفرعوني للمدينة نزلت قبيلة من الفلستينين وسكنت المدينة والمنطقة المجاورة لها، عام 635 م دخل المسلمون العرب المدينة وأصبحت مركزا إسلاميا مهما وخاصة أنها مشهورة بوجود قبر الجد الثاني للنبي محمد، هاشم بن عبد مناف فيها ولذلك أحيانا تسمى غزة هاشم. وتُعتبر المدينة مسقط رأس الإمام الشافعي 767 م الذي هو أحد الأئمة الأربعة عند المسلمين السنة. سيطر الأوروبيون على المدينة في فترة الحملات الصليبية، لكنها رجعت تحت حكم المسلمين بعد أن انتصر صلاح الدين الأيوبي عليهم في معركة حطين عام 1187. ازدهرت المدينة في آخر أيام الحكم العثماني، حيث تأسس فيها أول مجلس بلدي عام 1893. سقطت غزة في أيدي القوات البريطانية أثناء الحرب العالمية الأولى، وأصبحت جزء من الانتداب البريطاني على فلسطين. ونتيجة للحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، تولت مصر إدارة أراضي قطاع غزة وأجريت عدة تحسينات في المدينة.

احتلت إسرائيل قطاع غزة عام 1967 (النكسة)، ولكن في عام 1993، تم تحويل المدينة إلى السلطة الوطنية الفلسطينية. بعد انتخابات عام 2006، اندلع قتال بين حركة فتح وحركة المقاومة الإسلامية حماس، حيث رفضت حركة فتح نقل السلطة في غزة إلى حركة حماس. ومنذ ذلك الحين وقعت غزة تحت الحصار من قبل إسرائيل ومصر. لكن بعد الثورة المصرية، قامت مصر بفتح معبر رفح من أجل التسهيل على مواطنين غزة، مع أن هذا القرار لم يعمل فرق كبير.

الفترة القديمة

كانت غزة واحدة من خمسة بنتابوليس تابعة للفلستينين في أرض فلسطين.
يعود الاستيطان البشري في منطقة قطاع غزة إلى تل السكن، وهو حصن مصري قديم، والذي بني في الأراضي الكنعانية إلى الجنوب من قطاع غزة في الوقت الحاضر. كما أن مركز آخر في المناطق الحضرية المعروفة باسم تل العجول بدأ ينمو على طول وادي مجرى النهر في غزة.

خلال العصر البرونزي الأوسط، أصبحت تل السكن أقصى مدن جنوب كنعان، وكانت وظيفتها بمثابة حصن. في عام 1650 قبل الميلاد، عندما احتل الهكسوس مصر، تم إعمار مدينة ثانية على أنقاض تل السكن. ومع ذلك، هجرها في القرن 14 قبل الميلاد، في نهاية العصر البرونزي.

أصبحت غزة في وقت لاحق عاصمة مصر الإدارية في أرض كنعان. في عهد تحتمس الثالث، أصبحت المدينة محطة على طريق القوافل بين مصر وسوريا، وجاءت في رسائل تل العمارنة باسم "Azzati".

بقيت المدينة تحت السيطرة المصرية لمدة 350 عاما حتى غزاها الفلستينيون في القرن 12 قبل الميلاد، وأصبحت جزءا من البنتابوليس "pentapolis" الخاص بهم. ووفقا لسفر القضاة، فإن غزة كانت المكان الذي كان قد سجن فيه شمشون من قبل الفلستينيين حتى وفاته.

بعد أن سيطر الآشوريون والمصريون على المدينة، حققت غزة الاستقلال النسبي والازدهار في ظل الامبراطورية الفارسية. ولقد حاصر الاسكندر الأكبر غزة، حيث بقت آخر مدينة تقاوم غزوه في طريقه إلى مصر، لمدة خمسة أشهر قبل احتلالها أخيرا سنة 332 قبل الميلاد، وكان سكانها إما قتلوا أو تم سبيهم. أحضر الإسكندر البدو المحليين ليسكنوا غزة، ونظم المدينة إلى بوليس (أو دولة المدينة). وقد اكتسبت المدينة سمعة طيبة كمركز مزدهر للتعلم اليونانية والفلسفة.

شهدت غزة حصارا آخر في 96 قبل الميلاد من قبل الحشمونيين الذين «أطاحوا تماما» في المدينة، مما أسفر عن مقتل 500 من أعضاء مجلس الشيوخ الذين كانوا قد فروا إلى معبد أبولو للسلامة.

العهد الروماني والبيزنطي

 


أُعيد بناء المدينة بعد دمجها في الإمبراطورية الرومانية في 63 قبل الميلاد تحت قيادة بومبيوس الكبير، ثم أصبحت غزة بعد ذلك جزءا من أحد مقاطعات الدولة الرومانية في بلاد الشام. وكانت المدينة مستهدفة من قبل اليهود خلال تمردهم ضد الحكم الروماني في 66 وقد دمرت جزئيا. وظلت مع ذلك مدينة مهمة، خاصة بعد تدمير القدس. طوال العصر الروماني، كانت غزة مدينة مزدهرة وتلقى المنح واهتمام عدة أباطرة. كان 500 عضو في مجلس الشيوخ يحكم غزة، وكان سكان المدينة مجموعة متنوعة من مختلف الأعراق، منهم الفلستينيين والإغريق والرومان والكنعانيين والفينيقيين واليهود والفراعنة والفرس، بالإضافة إلى البدو. وكانت تصدر في غزة عملات معدنية تزين مع تماثيل الآلهة والأباطرة. وخلال زيارته للمدينة في 130 م، قام الإمبراطور هادريان بافتتاح حلبة المصارعة شخصيا، في ملعب غزة الجديد، الذي أصبح معروفًا من الإسكندرية إلى دمشق. وقد زينت المدينة في العديد من المعابد الوثنية، وكان الإله الرئيسي "Marnas"، وهو واحد من الآلهة القديم التي انتشرت عبادته في سوريا القديمة منذ النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد، وكان يطلق عليها داجون. وقد خصصت المعابد الأخرى لزيوس، هيليوس، أفروديت، أبولو، أثينا، وتيشي المحلية.

بدأت المسيحية بالانتشار في جميع أنحاء منطقة غزة في 250 م، بما في ذلك في ميناء غزة. وقد تسارع اعتناق المسيحية في منطقة غزة في فترة القديس Porphyrius بين 396 و 420. في 402، أمر ثيودوسيوس الثاني بتدمير كل معابد المدينة الوثنية الثمانية، وبعد أربع سنوات كلفت الإمبراطورة ايليا ببناء كنيسة فوق أنقاض معبد Marnas.

وبعد انقسام الإمبراطورية الرومانية في القرن 3 م، كانت غزة لا تزال تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية الشرقية التي بدورها أصبحت الإمبراطورية البيزنطية. ازدهرت المدينة، وكانت مركزا هاما لبلاد الشام.

الحكم الإسلامي
في عام 635م حاصر المسلمون غزة وسيطر عليها جيش الخلفاء الراشدين تحت قيادة عمرو بن العاص بعد معركة أجنادين بين الإمبراطورية البيزنطية والخلافة الراشدة في وسط فلسطين. وكان وصول العرب المسلمين قد جلب تغييرات جذرية على غزة، في البداية تم تحويل بعض الكنائس إلى مساجد، بما في ذلك المسجد الكبير الحالي في قطاع غزة (الأقدم في المدينة)، كما أن شريحة كبيرة من السكان اعتنقت الإسلام، وأصبحت اللغة العربية هي اللغة الرسمية.

وتعتبر المدينة مسقط رأس الشافعي (767) الذي هو أحد الأئمة الأربعة عند المسلمين السنة. والذي عاش طفولته المبكرة هناك. وكان الشافعي قد أسس فلسفة إسلامية سنية في الفقه، وسُمي المذهب الشافعي تكريما له. وعلى الرغم من حظر الكحول في الإسلام، سمح للجاليات اليهودية والمسيحية للحفاظ على إنتاج النبيذ والعنب، وهو محصول نقدي رئيسي في المدينة، وكانت أساسا للتصدير إلى مصر. لأنه تحدها الصحراء، وكانت غزة عرضة لقتال جماعات البدو.

في 796م دمرت غزة خلال حرب أهلية بين القبائل العربية في المنطقة. ومع ذلك، تم إعادة بناء المدينة من قبل الخلافة العربية الثالثة التي يحكمها العباسيون. وقد وصف الجغرافي العربي المقدسي غزة في 977م حين كان يحكمها الفاطميون «بأنها بلدة كبيرة تقع على الطريق الرئيسي لمصر على الحدود مع الصحراء.» وقد كان في تلك الفترة اتفاق مع السلاجقة، تم بموجبه سيطرة الفاطميين على غزة والأراضي الواقعة جنوبها، بما في ذلك مصر.

الصليبيون والمماليك


احتل الصليبيون الأوروبيون المدينة من الفاطميين في عام 1100م، وقام الملك بلدوين الثالث ببناء القلعة التي استخدمها فرسان الهيكل في غزة في عام 1149. كما تحول الجامع الكبير إلى كاتدرائية القديس يوحنا. في 1154، كتب الرحالة العربي الإدريسي عن غزة «المدينة اليوم من حيث عدد السكان كبيرة للغاية، وهي في أيدي الصليبيين».

في 1187م قامت القوات الأيوبية، بقيادة صلاح الدين الأيوبي، بالسيطرة على غزة ودمرت تحصينات في وقت لاحق في المدينة في 1191. وقد أمر ريتشارد قلب الأسد بتدعيم المدينة مرة أخري في 1192، لكن تم تفكيك الجدران مرة أخرى نتيجة لمعاهدة الرملة المتفق عليها في 1193. ولقد استمرت الفترة الأيوبية حتى 1260، بعد تدمير المدينة تماما على يد المغول تحت قيادة هولاكو، حيث أصبحت غزة أبعد نقطة إلى جنوب يتقدم إليها الجيش المغولي.

بعد تدمير غزة على يد المغول، بدأ الجنود المماليك بإدارة المنطقة في عام 1277م. وقد جعل المماليك غزة عاصمة المحافظة التي تحمل اسمها «حاكمية قطاع غزة». هذه منطقة تمتد على طول السهل الساحلي من مدينة رفح في الجنوب إلى الشمال مباشرة من قيسارية، وإلى الشرق. بقدر ما المرتفعات الغربية وتلال الخليل المدن الرئيسية الأخرى في المحافظة وشملت اللد والرملة. وقد استخدم غزة التي دخلت فترة من الهدوء خلال الفترة المملوكية بها كموقع في هجماتهم ضد الصليبيين التي انتهت في 1290.

في عام 1294م وقوع زلزال دمر غزة، وبعد مرور خمس سنوات دمر المغول مرة أخرى كل ما استعيد من قبل المماليك. وقد وصف الجغرافي الدمشقي (الذي توفي عام 1327) غزة باعتبارها «مدينة كثيرة الشجر، كسماط ممدود لجيش الإسلام في أبواب الرمل ولكل صادر ووارد إلى الديار المصرية والشامية.» وفي 1348 انتشر وباء الطاعون في المدينة، مما أسفر عن مقتل غالبية سكانها. كما عانى قطاع غزة من الفيضانات المدمرة في عام 1352، والتي كانت نادرة في ذلك الجزء القاحل من بلاد الشام الجنوبية.

إلا أن الرحالة العربي والكاتب ابن بطوطة عندما زار المدينة في 1355، كتب عنها «انها كبيرة ومزدحمة بالسكان، وفيها العديد من المساجد». وقد ساهم المماليك في الهندسة المعمارية في غزة عن طريق بناء المساجد والمدارس الإسلامية، والمستشفيات، والحمامات العامة. كما سمحوا لليهود بالعودة إلى المدينة، وقد شهد العصر المملوكي ازدهار المجتمع اليهودي في المدينة. في 1481 كتب الرحالة موشلام «إنها أرض جيدة، ذات أشجار فاكهة وثمار والتي هي من نوعية ممتازة، وهناك الخبز والخمر، والذي هو من صنع اليهود فقط، وفيها عدد كبير من السكان، هناك 70 عائلة يهودية 4 عائلات سامرية». في نهاية العصر المملوكي كانت الطائفة اليهودية في غزة ثالث أكبر جالية يهودية في فلسطين، بعد صفد والقدس.

وقد بنى المماليك واحدا من أهم المعالم في غزة، وهو قصر الباشا، الذي كان يُستخدم لحكم المدينة وإدارتها. ويقع القصر في البلدة القديمة وهو اليوم مدرسة للبنات، بالقرب من مقبرة حرب الكومنولث، غالبًا ما يشار إليها بمقبرة الحرب البريطانية، والتي تحتوي على قبور جنود الحلفاء الذين سقطوا في الحرب العالمية الأولى وهي في حي التفاح.

العهد العثماني

دخلت المدينة تحت حكم الخلافة العثمانية الإسلامية في القرن السادس عشر وبقيت تحت حكمهم حتى سنة 1917 عندما استولت عليها القوات البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى بعد ثلاثة معارك ضارية راح ضحيتها الآلاف من كلا الجانبين. وكانت غزة تتبع متصرفية القدس العثمانية، والتي كانت تتبع مباشرة للباب العالي دون أن تتبع أيا من الولايات. وكانت المتصرفية تضم بالإضافة إلى قضاء غزة، كل من أقضية يافا وبئر السبع والخليل. وقد حافظت متصرفية القدس حتى أواخر العهد العثماني- باستثناء الفترة من 1906 حتى 1909 عندما ضم إليها قضاء الناصرة- على حدودها.

يذكر أنه في الحرب العالمية الأولى عندما صمد لواء واحد من الجيش العثماني مؤلف من أقل من ثلاثة آلف جندي فلسطيني في وجه فرقتين بريطانيتين أمام غزة وكبدهم خسائر فادحة وأرغمهما على التقهقر حتى العريش عام 1917 م، أصدر أحمد جمال باشا القائد التركي الذي اشتهر بخصومته للعرب، بيانا رسميا أشاد فيه بالشجاعة الفذة التي أبداها أولئك الجنود الفلسطينيون في غزة أمام أضعاف أضعافهم من جنود الأعداء، وأنها بسالة خارقة تذكر بالشجاعة التي أبداها آباؤهم من قبل عندما حموا هذه البقاع المقدسة بقيادة صلاح الدين الأيوبي.

العصر الحديث
الانتداب البريطاني
في عام 1917، سقطت غزة بيد الجيش الإنجليزي، ودخلت المدينة مع باقي مدن فلسطين مظلة الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1920، وأصبحت غزة مركزا لقضاء غزة في تلك الفترة حتى وقوع النكبة، أصبحت جزءا من فلسطين في فترة الانتداب البريطاني وتم اضافتها إلى الدولة الفلسطينية المقترحة عندما أصدرت الأمم المتحدة قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية عام 1947، ولكن قامت مصر بدخول المدينة عام 1948. في فبراير عام 1949 وقعت كل من مصر وإسرائيل هدنة تقضي باحتفاظ مصر بالمدينة ولذلك كانت مأوى لكثير من اللاجئين الفلسطينيين عند خروجهم من ديارهم. وبقيت تحت الحكم المصري حتى حرب 1967.

قرار التقسيم

قامت هيئة الأمم المتحدة عام 1947 بمحاولة لإيجاد حل الصراع العربي الإسرائيلي القائم على فلسطين، وقامت هيئة الأمم بتشكيل لجنة UNSCOP المتألّفة من دول متعدّدة باستثناء الدّول دائمة العضوية لضمان الحياد في عملية إيجاد حلّ للنزاع.

قامت اللجنة بطرح مشروعين لحل النزاع، تمثّل المشروع الأول بإقامة دولتين مستقلّتين، وتُدار مدينة القدس من قِبل إدارة دولية. وتمثّل المشروع الثاني في تأسيس فيدرالية تضم كلا من الدولتين اليهودية والعربية. ومال معظم أفراد لجنة UNSCOP تجاه المشروع الأول والرامي لتأسيس دولتين مستقلّتين بإطار اقتصدي موحد. وقامت هيئة الأمم بقبول مشروع لجنة UNSCOP الدّاعي للتقسيم مع إجراء بعض التعديلات على الحدود المشتركة بين الدولتين، العربية واليهودية، على أن يسري قرار التقسيم في نفس اليوم الذي تنسحب فيه قوات الانتداب البريطاني من فلسطين.

أعطى قرار التقسيم 55% من أرض فلسطين للدولة اليهودية، وشملت حصّة اليهود من أرض فلسطين على وسط الشريط البحري (من إسدود إلى حيفا تقريبا، ما عدا مدينة يافا) وأغلبية مساحة صحراء النقب (ما عدا مدينة بئر السبع وشريط على الحدود المصرية). ولم تكن صحراء النّقب في ذاك الوقت صالحة للزراعة ولا للتطوير المدني، واستند مشروع تقسيم الأرض الفلسطينية على أماكن تواجد التّكتّلات اليهودية بحيث تبقى تلك التكتّلات داخل حدود الدولة اليهودية.

وكانت غزة في ذلك الوقت مركزا لقضاء غزة، التي تم الحاقها بالدولة العربية المُقترحة.

حكومة عموم فلسطين


هي حكومة تشكلت في غزة في 23 سبتمبر 1948  وذلك خلال حرب 1948 برئاسة أحمد حلمي عبد الباقي. نشأت فكرت تكوينها عندما أعلنت بريطانيا عن نيتها التخلي عن انتدابها على فلسطين وأحالت قضيتها إلى الأمم المتحدة. أدركت القيادة الفلسطينية عندئذ، ممثلة آنذاك بالهيئة العربية العليا لفلسطين بزعامة الحاج أمين الحسيني، أهمية التهيؤ لهذا الحدث واستباقه بإيجاد إطار دستوري يملأ الفراغ الذي سوف ينجم عن انتهاء الانتداب البريطاني وكان هذا الإطار هو إقامة حكومة عربية فلسطينية.

كان قبل ذلك فولك برنادوت قد أعلن في تقرير له في 16 سبتمبر 1948 أن العرب لم يبدوا أي رغبة في تشكيل حكومة في القسم العربي من فلسطين مما قد يؤدي إلى ضمه إلى شرق الأردن. وقد قوبل إعلان هذه الحكومة بالرفض من عدة أنظمة عربية هي الأردن والعراق ومصر. وظل تمثيلها شكليا لفلسطين في الجامعة العربية لعدة سنوات قبل انهيارها.

الحكم المصري


بعد حرب 1948، أُلحقت المدينة مع كامل قطاع غزة بمصر، حيث بقت تحت الحكم المصري حتى حرب 1967.

في فترة العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 قامت إسرائيل باحتلال المدينة والسيطرة على شبه جزيرة سيناء المصرية، لكن الضغط العالمي على إسرائيل اضطرها للانسحاب منها.

حيث حدث في ربيع 1956 عدّة اصطدامات عسكرية بين مصر وإسرائيل حدثت في قطاع غزة. إسرائيل اتّهمت مصر باستعمال المنطقة كقاعدة للغارات الفدائية على إسرائيل. في أكتوبر/تشرين الأول 1956، هاجمت إسرائيل منطقة قناة السويس في مصر بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا، استولت القوّات الإسرائيلية على قطاع غزة وتقدّمت إلى سيناء.

في مارس/آذار التالي حلّت قوة طوارئ الأمم المتّحدة محل القوات الإسرائيلية، ومصر استعادت السيطرة على الإدارة المدنية للشريط. وأعيد احتلال المدينة في حرب الستة أيام (5 يونيو 1967 - 10 يونيو 1967).

النكسة

سقطت المدينة في يد إسرائيل بعد عام 1967، لتظل تحت الاحتلال لمدة 27 سنة وتعاني من الإهمال الإسرائيلي لها كباقي المدن العربية الفلسطينية المحتلة. وقد صادرت سلطات الاحتلال مساحات شائعة من أراضي غزة وأقامت عليها العديد من المستوطنات.

كانت مساحة المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة تبلغ 155 كيلومترا مربعاً تقريباً، وبالنسبة للكتلة المحيطة بمدينة غزة، وهي الكتلة الشمالية، فتتوزع المستوطنات التي تتصل بإسرائيل عبر طرق عرضية تضمن لها سهولة الاتصال، تضم:

مستوطنة إيرز: أنشئت عام 1968 م على الحدود الشمالية لقطاع غزة مباشرة.
مستوطنة إيلي سيناي: تقع على بعد 1 كم إلى الشرق من شاطئ البحر ملاصقة تماما لحدود قطاع غزة الشمالية، وهي مستوطنة زارعية أنشئت عام 1983 لاستيعاب عددا من المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من سيناء في أعقاب اتفاقية السلام المصرية ـ الإسرائيلية.
مستوطنة نيسانيت: تقع على بعد 5 كم إلى الشرق من شاطئ البحر، فهي من المستوطنات الزراعية أيضاً أنشئت عام 1982 لتستوعب أعدادا من المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من سيناء.
مستوطنة نتساريم: أنشئت عام 1972 م لتقسم قطاع غزة إلى قسمين شمالي وجنوبي، فهي تقع على بعد 1 كم إلى الشرق من شاطئ البحر، وعلى بعد 1 كم إلى الغرب من الطريق الرئيس، وعلى بعد 4 كم جنوب غزة، ونظرا لاتساع مساحة هذه المستوطنة، وموقعها المتميز جنوبي مدينة غزة، والمشاكل الناجمة عن هذه المستوطنة، جعلت منها كتلة استيطانية قائمة بذاتها.
في عام 1987، انخرط سكان مدينة غزة بوقت مبكر في الانتفاضة الفلسطينية الأولى. وكانت القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة، تقوم بتوزيع النشرات الأسبوعية في شوارع غزة مع جدول زمني للإضراب المتصاحب مع الاحتجاجات اليومية ضد الدوريات الإسرائيلية في المدينة. وفي المظاهرات، تم أحراق الإطارات في الشوارع، كما ألقى الحشود الحجارة والزجاجات الحارقة على جنود الاحتلال. ورد الجيش الإسرائيلي بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وأغلقت المدارس في مدينة غزة قسرا، وفتحت تدريجيا لبضع ساعات. ونفذت الاعتقالات خارج البيوت، وفرض حظر التجول ومنع السفر، ما اعتبره الفلسطينيون بأنه عقاب جماعي. ردا على إغلاق المدارس، وتنظيم دورات تعليم سكان المنزل لمساعدة الطلاب على استدراك المادة الفائتة، وهذا أصبح واحدا من الرموز القليلة من العصيان المدني.

يشار بالذكر إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلية قد انسحبت من قطاع غزة في 15 آب / أغسطس 2005 وذلك بقرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون بعد إنشاءها منذ 38 عاما، تم بعدها تفكيك 21 مستوطنة بقطاع غزة و4 مستوطنات بالضفة الغربية.

الجغرافيا

موقع مدينة غزة شمال قطاع غزة، فلسطين.

شاطئ غزة.
يقع وسط غزة على تلة بارتفاع 45 قدما (14 متر) فوق مستوى البحر. بُنيت جزء كبير من المدينة الحديثة على طول السهل أسفل التل، وخصوصا في الشمال والشرق، وتشكّل ضواحي غزة. يقع كل من شاطئ وميناء غزة على بعد 3 كم (1,9 ميل) عن مركز مدينة غزة. تبعد مدينة غزة 78 كيلومترًا (48 ميل) إلى الجنوب الغربي من القدس، و 71 كيلومترًا (44 ميل) جنوب تل أبيب،  وعلى بعد 30 كيلومترًا (19 ميل) شمال مدينة رفح. مواقع محيطة تشمل بيت لاهيا وبيت حانون، وجباليا إلى الشمال، وقرية أبو مدين، ومخيم البريج ومخيم النصيرات ومدينة دير البلح إلى الجنوب.

تبلغ مساحة الأراضي التابعة للبلدية ما يُقارب 45 كم مربع (17 ميل مربع). في الانتداب البريطاني، شكلت المناطق الحضرية (المبنية) ما يقارب 7,960 كيلو متر مربع (3070 ميل مربع) أما المناطق الريفية شكلت 143,063 كيلو متر مربع (55,237 ميل مربع). بلغت مساحة الأراضي المروية 24,040 كم مربع (9,280 ميل مربع) والأراضي المزروعة بالحبوب حيث بلغت مساحتها 117,899 كم مربع (45,521 ميل مربع).

وردة الرياح    بيت حانون    جباليا، بيت لاهيا    البحر المتوسط    وردة الرياح
دير البلح    
يعتمد سكان غزة على المياه الجوفية كمصدر وحيد للشرب والاستخدام الزراعي والمنزلي. يعد وادي غزة أقرب جدول مائي جنوبا. والذي يحتوي على كمية قليلة من الماء في الشتاء أما صيفا فيكاد لا يحتوي على ماء. يتم تحويل معظم إمدادات المياه فيها إلى إسرائيل. المياه الجوفية على طول ساحل قطاع غزة هو الخزان الرئيسي للماء في قطاع غزة وتتكون معظمها من الحجر الرملي العصر الجليدي. مثل معظم قطاع غزة، مغطى غزة بتراب رباعي.

المعادن الطينية في التربة تمتص الكثير من المواد الكيميائية العضوية وغير العضوية والتي قد خففت جزئيًا مدى تلوث المياه الجوفية. تلة معروفة في جنوب شرق غزة تسمى (المنطار) وهو ذات ارتفاع 270 قدم (82 م) فوق مستوى سطح البحر.

مناطق المدينة

ش. عمر المختار، حي تل الهوى بغزة.
تشكل البلدة القديمة جزء رئيسي من نواة غزة. وتتكون من حي الدرج في الشمال (المعروف أيضًا باسم الحي مسلم) وحي الزيتون في الجنوب. تعود مُعظم المباني إلى العصر المملوكي أو العصر العثماني وبُنيت على بعض المباني القديمة. وتبلغ مساحة البلدة القديمة حوالي 1,6 كيلومتر مربع (0.62 ميل مربع). تتكون غزة من 11 حي، يقع حي الدرج وحي الصبرة ما بين حي الرمال والبلدة القديمة.

حي الشجاعية: من أكبر أحياء مدينة غزة، وينقسم إلى قسمين الشجاعية الجنوبية (التركمان) والشجاعية الشمالية (الجديدة)، بُنى خلال عهد الأيوبيين، يسكنه أكثر من 300 ألف نسمة، ويعمل معظم سكانه بصناعات خفيفة مثل الخياطة والزراعة وغيرها كما أنه يمتاز بأنه منطقة تجارية فيها كل الأشكال التجارية والورش، به مقبرتان القديمة، ومقبرة الشهداء، وبه أكبر منطقة صناعية في غزة، وبه معبر المنطار التجاري. وقد شهد هذا الحي العديد من الاجتياحات الإسرائيلية.
حي التفاح: تعود هذه التسمية لكثرة أشجار التفاح التي كانت تنتشر في هذا الحي وهو من الأحياء القديمة بمدينة غزة.
حي الرمال: ويعتبر من أرقى أحياء مدينة غزة وأكبرها مساحة بُني في ثلاثينيات وأربعينيات القرن 20، وينقسم إلي الرمال الشمالي والجنوبي. ويمتد الشمالي منه من بداية حي الشيخ رضوان (الشارع الأول) إلى شارع المختار والرمال الجنوبي من شارع عمر المختار إلى بداية حي تل الهوى.
حي النصر: سُمي الحي بالنصر احترامًا للجمال عبد الناصر الذي بُني في خمسينيات القرن 20.
حي الزيتون: سمي بذلك لكثرة أشجار الزيتون المزروعة فيه، ولكن تم اقتلاع وتجريف الكثير منها خلال انتفاضة الأقصى وبخاصة في الحرب الأخيرة من قبل الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة بتاريخ 27/12/2008 م، ويعتبر حي الزيتون أحد أكبر أحياء مدينة غزة، حيث يقطنه أكثر من 100 ألف نسمة.
حي الدرج: وكان يسمى سابقاً «حي بني عامر» نسبة لقبيلة بني عامر العربية التي سكنته مع بداية الفتح الإسلامي ثم حي«البرجلية» نسبة للمحاربين المدافعين عن أبراج المدينة في العصر المملوكي.
حي الصبرة: من أحياء غزة القديمة نسبيًا ويقع بعد شارع الثلاثيني.
حي الشيخ رضوان: يمتد من الشارع الأول إلى الشارع الثالث شمالاً ومن شارع النصر غرباً ومن قرية جباليا النزلة شرقاً ويقع الحي على بعد 3 كيلومتر (1.9 ميل) شمال البلدة القديمة.
حي تل الهوى: وهو أحد الأحياء الجديدة وبرزت فيه العمارة بعد قدوم السلطة الفلسطينية إلى غزة حيث أقيمت أغلب المؤسسات الحكومية في هذا الحي، وعند قدوم حكومة حركة المقاومة الإسلامية حماس عن طريق الانتخابات قامت بتسميته بتل الإسلام، لكن لم تنجح في ذلك، وبقي الناس ينادوه بتل الهوى.
حي الشيخ عجلين: هو حي يقع في جنوب مدينة غزة بالقرب من الطريق الساحلي. في 18 نوفمبر 2002، هاجمت قوات الدفاع الإسرائيلية الحي، ودمّرت مكاتب جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الوطنية الفلسطينية.
المخيمات

مخيم جباليا: يقع شمال مدينة غزة ويعتبر أكبر المخيمات ولكنه يتبع لمحافظة شمال غزة وليس لمحافظة غزة.
مخيم الشاطئ: يقع غرب المدينة مقابلاً للساحل.
مخيم النصيرات: يقع على بعد 8 كم جنوب مدينة غزة وعلى بعد 6 كم شمال بلدة دير البلح ويقع المخيم في وسط قطاع غزة
المناخ
تمتاز غزة بمناخ متوسطي وشتاء معتدل جاف، والصيف حار ساخن. يبدأ فصل الربيع في شهر مارس أبريل وأكثر الشهور حرارة يوليو وأغسطس. أما متوسط أرتفاع درجات الحرارة يبلغ 33 سلسيوس (91 درجة فهرنهايت). ويعد شهر يناير أبرد شهور السنة متوسط الدرجات الحرارة المنخفضة يبلغ 7 سلسيوس (45 درجة فهرنهايت). الأمطار شحيحة وتهطل بين شهري نوفمبر ومارس، ويبلغ معدل الأمطار السنوية قرابة (116 ملم). وتهب الرياح على المدينة من الناحية الجنوبية الغربية. يصل أعلى معدل لسرعة الرياح في الشتاء إلى 60 كم في الساعة (نحو 7.3 عقدة/ساعة)، وأعلى سرعة للرياح في كامل السنة هي في شهر يناير بنحو 7.6 عقدة/ساعة، وقد ترجع هذه السرعة إلى مرور المنخفضات الجوية التي عادة ما تصاحبها رياح شديدة. تبلغ سرعة الرياح أدنى معدلاتها في فصل الصيف، فيبلغ المتوسط الفصلي حوالي 5 عقدة/ساعة، وينخفض متوسط سرعة الرياح في فصل الربيع عما هو في فصل الشتاء ليبلغ 6.7 عقدة/ساعة، وتقل سرعة الرياح في الخريف عن فصل الشتاء والربيع بينما تزيد عن فصل الصيف إذ تبلغ 5.6 عقدة/ساعة.

 

تحتوي غزة على العديد من مباني العبادة القديمة من أبرزها الجامع العمري، كنيسة القديس برفيريوس ومسجد السيد هاشم حيث يرقد قبر جد الرسول محمد.



الأزياء والتطريز

تعتبر غزة الموطن الأصلي الشاش، القماش من أجل «ثوب غزة» يتم نسجة بالقرب من المجدل (عسقلان). القطن الأسود أو الأزرق أو المقلمة باللونان الزهري والأخضر، والتي تم تصنيعها في المجدل استمرت بالانتشار في باقي مناطق قطاع غزة من قبل اللاجئين من قرى السهل الساحلي حتى التسعينيات. يتميز الثوب الغزاوي بأكمام ضيقة ومستقيمة. وكان التطريز أقل كثافة من تلك المطبقة في الخليل. ومن الزخرفيات تشمل: مقص، مشط وحجاب والتي رتبت في كثير من الأحيان في مجموعات ثلاثية أو خماسية أو سباعية. ويعتبر استخدام الأرقام الفردية في الفولكلور العربي أن يكون فعالا ضد العين الحسود.

المعالم
من أهم معالم غزة
المجلس التشريعي الفلسطيني
وهو بمثابة البرلمان في الأراضي الفلسطينية، له مقرآن، أحدهم في رام الله والثاني في غزة (تعرض للتدمير في حرب غزة عام 2009)، مربوطان بالأقمار الصناعية. شهد المجلس في يناير 1996 أول انتخابات عامة ديمقراطية حرة ومباشرة؛ لاختيار رئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية، واختيار ممثلي الشعب الفلسطيني في المجلس.

جامعة الأزهر
تأسست جامعة الأزهر في العام 1991. وهي مؤسسة أكاديمية مستقلة من مؤسسات التعليم العالي في فلسطين، تعمل بإشراف وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية.


الجامعة الإسلامية
تأسست الجامعة الإسلامية بغزة في العام 1978. وهي مؤسسة أكاديمية مستقلة من مؤسسات التعليم العالي في فلسطين، تعمل بإشراف وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية. خلال الهجوم على قطاع غزة (2008 - 2009) تعرضت الجامعة لقصف إسرائيلي من الجو في منتصف ليل الإثنين 29 ديسمبر 2008، وقد استهدف القصف مبنى المختبرات العلمية في الجامعة والمكون من خمسة طوابق.


الجامع العمري الكبير
يقع في حي الدرج يعتبر هذا الجامع بمئذنة الرشيقة أكبر المساجد الأثرية وأهمها في مدينة غزة وأقدم جزء في الجامع العمري بازيليكي الطراز ويعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي. كان في الأصل معبد وثني، وقد كرسه البيزنطيين إلى كنيسة الأرثوذكسية اليونانية، ومن ثم حولوه العرب إلى مسجد في القرن الثامن. وقاموا الصليبييون بتحويله إلى كنيسة مرة أخرى، ولكن في النهاية قاموا المسلمين بتحويله إلى مسجد. والذي يعتبر الأكبر والأقدم في قطاع غزة.، وقد أضيف للجامع عدة إضافات في العصر المملوكي والعثماني.


جامع السيد هاشم
يقع بحي الدرج "مدينة غزة القديمة"، ويعد من أجمل جوامع غزة الأثرية وأكبرها، وهو عبارة عن صحن مكشوف تحيط به أربع ظلات أكبرها ظلة القبلة وفي الغرفة التي تفتح على الظلة الغربية ضريح السيد هاشم بن عبد مناف جد الرسول محمد الذي توفى في غزة أثناء رحلته التجارية "رحلة الصيف". وقد أنشئ المسجد على يد المماليك، وجدده السلطان عبد الحميد سنة 1850 م-1268 هـ، وسميت مدينة غزة "بغزة هاشم" نسبة إليه.

كنيسة الروم الأرثوذكس
تقع بحي الزيتون، ويعود تاريخ بنائها إلى بداية القرن الخامس الميلادي أما الأبنية الحالية فتعود إلى القرن 12 م، تمتاز هذه الكنيسة بالجدران الضخمة المدعمة بأعمدة رخامية وجرانيتية تثبت بوضع أفقي لدعم الجدران بالإضافة إلى الأكتاف الحجرية، ولقد جددت الكنيسة سنة 1856 م، وفي الزاوية الشمالية الشرقية منها يوجد قبر القديس برفيريوس الذي توفى سنة 420 م. 

يشار إلى أن عدد المسيحيين في قطاع غزة هو في حدود 2000 مسيحي فقط. وأن 70% منهم هم من الأرثوذكس ويتبعون مرجعية القدس أما الباقي فهم من الكاثوليك ويتبعون مرجعية روما.

ساحة الجندي المجهول
تقع في حي الرمال، هو نصب تذكاري مُخصص لمقاتلة فلسطينية مجهولة التي لقت حتفاها في حرب عام 1948. في عام 1967، قامت القوات الإسرائيلية بهدم النصب، وبقت قطعة من الأرض الرملية، حتى تم بناء حديقة عامة هناك بتمويل من النرويج.


المسجد المغربي
يقع في حي الدرج محلة بني عامر وهو مساجد الأثرية القديمة، أنشئ في القرن التاسع وأقام فيه الولي الصالح الشيخ محمد المغربي واتخذه كزاوية له فاشتهر به ولما توفي دفن بمغارة كبيرة تحت إيوان وبني بساحته قبر إشارة له ومكتوب عليه تاريخ وفاته سنة 864هـ، وكان سقفه من جريد النخل ويعرف بمسجد السواد وتجدد في القرن الثالث عشر وكانت هناك العديد من التصليحات عليها على مر العوام.


مطار ياسر عرفات الدولي بالقرب من مدينة رفح والذي دمر على يد الجيش الإسرائيلي
يمتد شارع رشيد الساحلي والذي يمتد على طول ساحل غزة ويربطها مع بقية الساحل الشمالي في قطاع غزة ومع جنوبه. الطريق الرئيسي في قطاع غزة، هو شارع صلاح الدين (فيا ماريس الحديثة) والذي يمر عبر وسط مدينة غزة، والذي يربط بدوره دير البلح وخان يونس ورفح في جنوب القطاع وجباليا وبيت حانون في شمال قطاع غزة. المعبر الشمالي من شارع صلاح الدين في إسرائيل هو معبر بيت حانون ومعبر من مصر هو معبر رفح. وقد تم إغلاق المعابر من قبل إسرائيل ومصر منذ عام 2007، ولكن بعد الثورة المصرية قد تم إعادة فتح معبر رفح ولن دون تغيرات تذكر.

يعتبر شارع عمر المختار الشارع الرئيسي في مدينة غزة للتنقل من الشرق إلى الغرب وبالعكس، وهو فرع من شارع صلاح الدين، والذي يمتد من ساحل الرمال في المدينة القديمة وينتهي في سوق الذهب. وقبل الحصار المفروض على قطاع غزة، كان هناك خطوط منتظمة لسيارات الأجرة نحو مدينتان رام الله، القدس والخليل في الضفة الغربية.

مطار ياسر عرفات الدولي والذي تم أفتتاحه عام 1998 بالقرب من مدينة رفح، ويقع على بعد 40 كم (25 ميل) جنوب قطاع غزة. تضررت المدارجات والمنشآت التابعة للمطار إلى حد كبير خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية على يد الجيش الإسرائيلي وهو معطل عن العمل حالياً. يقع مطار بن غوريون الدولي في إسرائيل على بعد 75 كم (47 ميل) شمال شرق المدينة.، وبطبيعة الحال لا يمكن استخدامه من قبل المواطنين الفلسطينيين.

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024