الرئيسة/  مقالات وتحليلات

نحن في غزة لنا حجنا ومناسكنا وشعائرنا !

نشر بتاريخ: 2024-06-20 الساعة: 14:52

الحاج/ احمد هشام حلس

في غزة يا قوم مكة أخرى وكعبة أخرى يُحرِمُ إليها الشهداء بالأكفان، ويطوف حول ركامها الموت الجارف سبعين مرةً كل يوم، وفيها يسعى الناس بين المقابر والمخيمات سبع مرات في الأسبوع، في غزة يا بشر يفيض الناس إلى شهدائهم بالدموع والبكاء والحسرة والألم، في غزة اليوم شعب ينفر إلى الله أفواجا بلا مال ولا أمن ولا أكل ولا ماء، في غزة اليوم حجاج الى الله زمرا حلَقَت صواريخ الموت شعورهم ومزقت القنابل أجسادهم بنيران من جهنم، فذابت أرواحهم الطرية على مذبح الحرية، في غزة اليوم نُسخ من عرفة، جبال من ركام المباني تحيطها أشلاء الأبرياء الذين خانتهم أمانيهم وغدرت بهم أحلامهم نحو الكرامة، في غزة اليوم يرمي الناس عدو الله وعدوهم بجمراتٍ مكرماتٍ من تراب تقدست حباته عبر الزمن، وفي غزة اليوم يبيت الناس في مِنى، في المقابر والشوارع وعلى قارعة الطريق، ينتظرون لقاء الله، يرتوي الحجيج في غزة من كؤوس الجوع والعطش كل الوان الخوف والفزع، ففي غزة اليوم شعائر معقدة لحجاج تقدست عباداتهم بالدم، عبادات مركبة ومضنية، نَسجت تفاصيلها معاناة ممتدة عبر سبعين عاماً من الوجع، وتلخصت تفاصيلها بصراخ عميق في سبعة اشهر يعقبها سبعة،  في غزة اليوم اضاحٍ من بشر، قرابينَ من اطفالٍ ونساء، لحوم طرية طاهرة تفوح منها روائح المسك والعنبر، ولونها كلَون الزعفران، نحن في غزة يا عرب لنا حجنا ومناسكنا وشعائرنا التي نتقرب بها الى الله على طريقتنا الفريدة والخشنة،، فحجاً مبروراً يا أهل غزة، وسعياً مشكوراً يا سكانها الأطهار، ولا نامت أعين الجبناء....
 

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024