الرئيسة/  مقالات وتحليلات

صوت الأغلبيات الحرة

نشر بتاريخ: 2024-04-28 الساعة: 11:49

 

هلا سلامة


لم تعد الأوساط الشبابية والطلابية في الولايات المتحدة الأميركية تحتمل خديعة الإعلام الصهيوني وسردياته المزيفة، من عليائها سقطت البروباغندا الإسرائيلية في معاداة السامية والدفاع عن النفس والتي استطاعت إسرائيل من خلالها وعلى مدى عقود من الزمن أن تجتاح الرأي العام العالمي.

أما وكان من الصعب إخفاء حجم المجازر في غزة ودماء الضحايا وصرخات المنكوبين عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في هذه الحرب المستعرة على غزة منذ سبعة شهور، الأمر الذي فرض واقعا يؤسس لمرحلة جديدة في رأي ووعي الشعب الأميركي كما مختلف شعوب العالم.

ها هي الرواية الفلسطينية تحتل الشوارع الأميركية والصوت يدوي من جامعات كولومبيا ولوس أنجلوس وتكساس ونيويورك وبوسطن وأوستن وأتلانتا وغيرها من الولايات الأميركية وتتمدد لتشمل مؤسسات تعليمية في إيطاليا وألمانيا وفرنسا وأستراليا، انتصارا للحق والعدالة، بوجه الطغيان الصهيوني والإدارات الأميركية التي دأبت على تغذيته بأسلحة القتل والدمار.

عاصفة إنسانية وفكرية عابرة للألوان والأديان والمصالح ومختلف الاعتبارات التقسيمية، تعصف بوجه إدارة بايدن الذي ينساق للرواية الإسرائيلية ويكيل الاتهامات بوجه الطلاب والكتاب والأساتذة لمعاداتهم للسامية دون أن يستدرك توجه الأجيال التي تسحل اليوم في باحات الجامعات وتساق إلى السجون في صورة تتناقض مع أميركا التي تصدر الاتهامات للعالم وللدول بعدم احترام حقوق الإنسان.

ونتنياهو الذي لم يرف جفنه أمام المذابح والمقابر الجماعية في غزة لا يستطيع أن يرى ما يجري في الولايات المتحدة واصفا إياه بـ "الغوغاء والمعادي للسامية" والذي يجب أن ينتهي، ردة فعل غير مستهجنة وهو يشهد زمن تحرر الشباب اليهودي من الميديا الصهيونية بشكل غير مسبوق وهم يرون الحقيقة بالمباشر، لا كراهية لأجل الكراهية، والعرب ليسوا حشرات وأهل غزة ليسوا وحوشا، العداء للحرب والاحتلال وليس لليهود الذين عاشوا مع الإسلام والمسيحية سويا على مدى عقود من الزمن قبل شبح الصهيونية.  

عاجلا أم آجلا ستسقط الحرب في أوحالها وتتكشف أحابيلها القبيحة لأن الحق لا يقبل الباطل والعدل لا يرضى بالظلم والسلام لا يستسيغ العنف والإرهاب وهذا هو صوت الأغلبيات الحرة في هذا العالم الآن.

 

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024