ميسرة ابو حمدية .. الثائر العاشق لفلسطين
نشر بتاريخ: 2024-04-03 الساعة: 21:18بقلم د. منى ابو حمدية *
اعتقلوك كلما اقتربت أكثر لتجسد معنى العشق لوطنك فلسطين ! غيبوك في غياهب معتقلاتهم القميئة مرات ومرات ! حتى اصبح المنفى سبيلهم الأخير ، ، لكنهم لا يدركون أن ابعادك عن أرضها سيجعل من صورة " الثائر العاشق ميسرة " ايقونة .
مكثت في معسكرات حركة فتح في الشتات والمهجر ، وقاتلت يا حامل البندقية … فشهدت لك الميادين في أقاليم لبنان وسوريا حتى وصلت الى وطنك فلسطين مرة اخرى .
كم ارهقوا عودتك لفلسطين ! ألهذا الحدّ كان وجودك يرعبهم !
بالرغم من كل محاولاتهم في اغتيال حلمك بالعودة إلا انك انتصرت ! فعدت للوطن بعد عقود من النضال والكفاح .
لكنك عدت ميسرة حقاً !! لكن لم تكن بعيداً عن عيونهم ! ، لقد ظلوا يلاحقونك ويطاردونك ! ليغتالوا روح الثورة في ميسرة ! ويجردونك من عتادك الروحي وعشقك الابدي لوطنك فلسطين.
اعتقلوا ميسرة .. فكان هذا الاعتقال الاخير لميسرة قبل ارتقاء روحه … الى سماء الاطهار .. ارتقى مكبلاً ليتحرر من قيده الحديدي في سماوات العلا .
ارتقى الاسد الجنرال .. ارتقى المفكر المعلم ميسرة ، وحملته جماهير الخليل في ذاكرتها وقلوبها ، قبل اكتافها ، والغضب على القاتل الصهيوني ، كأنه قسم الوفاء للثورة والثوار ، ارتقى ملتحفاً بكوفية الياسر ومحلقة روحه الى سماء فلسطين ، ، وعلى أرض الوطن إرث عريق في حبها ومنهج الثورة .
كانت مفاجأة ربيع ٢٠١٣ م أمرا صعبا على الجماهير وعشاق الثورة في فلسطين ، فقد رحل الجنرال الكبير تاركاً وراءه آلاف الاسرى ممن شاركهم الحلم يوما في تنسم الحياة وعبق الحرية ، رحل المفكر والمعلم الذي جعل من السجن صرحاً وملاذاً للعلم ، مؤكداً على ان درساً في تاريخ الثورة وفلسطين يزيدنا اصراراً ، وان هذه القضبان زائلة يوما ما ، ودرسا اخر في الجغرافيا يعيد الروح اقوى ، في اعماق العاشقين للارض ، تلك الروح التي لم يرهقها ظلام السجون وقسوة القضبان.
جاء الربيع ذو القلب الحاني يقترب من الثائر الذي انهكه المرض الطويل في عُتمة الزنازين ، يقترب اكثر ويحنو على الاسد ، يأخذه عالياً حيث غيمات الربيع متعطرا برائحة زهر اللوز ، ملتحفاً بكوفية الثائر ، في الربيع ارتقت روح الجنرال الشهيد ميسرة ابو حمدية .
- في الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد اللواء ميسرة ابوحمدية في زنازين منظومة الاحتلال الاسرئايلي الصهيوني
*أكاديمية وباحثة