ممنوع الحكي ..كم كان مؤلما !
نشر بتاريخ: 2024-03-29 الساعة: 00:50
الكاتب / د.أحمد هشام حلس
صار كل الوطن وكل الشعب وكل الناس مرتبط مصيرهم بمصير اكم شخص, اكم فرد, اكم عنصر, مصيرنا كلنا في ايد شخص او شخصين, من راسهم وافكارهم شو بيشوفوا مناسب الهم ولاهدافهم وخططهم ومنهجيتهم بيعملوا وبينفذوا, احنا ما النا اي قرار, ما النا أي رأي او وجهة نظر, حتى عن ارواحنا وارواح أطفالنا وارزاقنا ومصالحنا وممتلكاتنا, المطلوب منا لما تشد وتسخن نحمي حالنا من حالنا, ولما نتحاصر احنا نحاول نهرب, ولما نجوع او نعطش او نبرد او نتقطع في الشوارع علينا مسؤولية تأمين حالنا, ومطلوب منا ما نستسلم ابدا, ولا نظهر أي علامات الخوف والهلع او الحاجة, مطلوب منا نكون خارقين في القوة, اساطير في الصمود, هائلي الثبات والورع والتقوى,,, ومطلوب منا نخرس, ممنوع نحكي على حماس او نلوم السنوار والضيف الي بيقرروا عنا الهم عشرين سنة, احنا كلنا ما بنفهم اكتر منهم, ولا عنا دين اكتر منهم, ولا بينا وبين ربنا تواصل زيهم, هما الي بيشوفوا وبيفهموا, احنا شوية هبل وعميان ما عنا تفكير عميق ولا عنا رؤية, ولا النا حق نتشاور او ياخدوا راينا, هما ماخدينا على الجنة خاوة, في اجمل من هيك, واحد ماخدك على الجنة غصبن عنك, ومش عاجبك, فعلا شعب نمرود اواظ ما بيعجبه اشي, احنا ما بنعرف وين مصلحتنا, هما اعلم منا بمصلحتنا, ومصلحة أولادنا, ولازم انحافظ على الجبهة الداخلية من الكلام الفاضي الي بيوصف معاناتنا, وممنوع التعبير عن الراي, ولا حتى التلميح او التورية, ممنوع الاستعارة المكنية او الجناس الناقص, هو الوضع ناقص, ممنوع نتنفس, هادا فقط هو الي بيهد وبيدمر الجبهة الداخلية وبيزعزعها, وبياثر على حاضنة المقاومة, مش الصواريخ ولا القنابل ولا سرقة المساعدات والواح الطاقة الشمسية تبعت محطات التحلية العامة, الاحتلال بيعمل كل يوم عشرين استفتاء على كل تفاصيل الدولة, بما فيها رئيس الحكومة بحاله وعلى كل اشي عندهم, احنا ممنوع حدا يحكي, لانه مش وقته, وبياثر على الجبهة الداخلية, اما الموت والقتل والدمار والجوع والعطش والتشرد وجهنم الي انحطينا فيها ابدا ابدا هادا ما بيأثر على الجبهة الداخلية, بالعكس هادا بيحمي الجبهة الداخلية وبيحافظ عليها....
حسبنا الله ونعم الوكيل... وبس
كم كان مؤلما ومهينا رؤية مظلات المساعدات التي القيت علينا في القطاع وكاننا في غابة للوحوش الهائجة يصعب دخولها، سيرك لسعراضات سخيفة مقززة لاعلام وشعوب ميتة يراد منها مزيد من المخدرات المركزة، تمحوا من ادمغة بلدانهم حقيقة ما نحن فيه، فتخلد الى النوم باكرا.... ترمى علينا لنترك فنحن واياها نأكل بعضنا بعضا بلا رحمة، لقد افقدونا كل ملامح الادمية فينا، فكروا في كل ما هو لا انساني ومارسوه علينا بلا رحمة، كم كان محزنا جدا ضعف العرب ووضوح همالة المسلمين وتفككهم وانا اراقب تساقط القنابل وتساقط مظلات الاستعراضات المخزية"الشو أب" في ذات الوقت، في تناقض عجيب ومؤلم، كم كان محبطا هذا المستوى المعيشي الذي وصلنا اليه ونحن في هذا العالم الهائل من الرقي والتقدم، نعامل كما الضواري والمفترسات، نحاصر ونذبح ونحرق منذ شهور دون نهاية في الافق، وتدخل الينا الاكفان والطحين ورفع للعتب، تنتهك حقوقنا بكل قسوة وعنف، وتخرج من اجلنا المظاهرات الباهتة، نظلم بعلم الكرة الارضية ومتابعة الكون كله، ولا حراك حقيقي يمكن ان يلفت انتباهنا ولو قليلا، او يضيء في قلوبنا المظلمة بصيص من نور، عساه يسكن جزءا من جروحنا الغائرة، هل كنا نستحق من هذا العالم الكاذب كل هذا الظلم؟؟، كل هذا الانكار والرفض؟؟، لقد خدعنا العالم باسره، ونحن في طريق الموت كما الحصى، يقذفنا ببأسه كيفما يشاء، ووقتما يشاء، واينما يشاء، ننتظر وليس في اليد المهشمة اصلا حيلة، تقطعت بنا كل السبل الوعرة والضيقة والمليئة بقبور الاحبة، وانتهت فينا كل الرجاءات، وخفتت في عقولنا كل النداءات، ومات في افواهنا كل الكلام.....
اليك ربنا نشكوا ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على العالم باسره.....