بين الوهم والحقيقة
نشر بتاريخ: 2024-03-03 الساعة: 06:26
كلمة الحياة الجديدة
من بين الأسباب والعوامل المساعدة، إن صح التقدير والتعبير، التي جعلت، وتجعل من هذا العدوان الحربي الإسرائيلي الظالم متواصل على فلسطين، شمالا وجنوبا، ودون أفق حتى اللحظة، لوقف نيرانه بشكل شامل ونهائي، هي تلك القنوات الفضائية، المصرة على تصوير العدوان على شاشاتها، ومن خلال محلليها العسكريين، والسياسيين، بأنه حرب بين قوتين متكافئتين إلى حد ما، تتبادلان النيران والقذائف...!!! مع خطاب ما زال يردد شعاراته الشعبوية، وبرغم أن الخراب بات يعم القطاع الذبيح، ما زال هذا الخطاب يقول إن المقاومة بقدر ما لديها الاستعداد للتواصل، بقدر ما لديها القدرة على حماية الشعب ومقدراته (...!!) وما من أحد في الواقع، يرى لهذه الحماية وجودا وأثرا، فقد تجاوز عدد الشهداء اليوم، أكثر من ثلاثين ألف شهيدة، وشهيد، بينهم على الأقل عشرة آلاف طفل، والجرحى أكثر من سبعين ألفا، عدا النازحين إلى رفح (مليون وربع المليون تقريبا، في مساحة لا تزيد عن أربعة وستين كيلومترا مربعا) والذين باتوا يتضورون جوعا، وأمنا، وأملا ...!!!
ترى إسرائيل الحرب والعدوان في عروض وتحليلات تلك القنوات، ما يسمح لها بخطاب التبرير، تحت شعار خديعتها الكبرى "حقها في الدفاع عن نفسها" طالما النيران متبادلة، والحرب سجال ...!!
نعرف بالتأكيد أن إسرائيل الصهيونية الدينية، لا تحتاج تبريرا ولا ذريعة لتحاول تحقيق غايتها الاستراتيجية، بمحو فلسطين مجددا، من خارطة الوجود السياسي، والحقوقي، والتاريخي، والإنساني، لكنها لن تغفل عن التذرع، طالما هناك من يقدم لها ذلك يوميا، باستعراضات الذكاء الاصطناعي على شاشاته ...!!
ما من حرب بالمعنى التقليدي للحرب، على فلسطين، الشمال، والجنوب، والشرق، والغرب، بل عدوان حربي إسرائيلي، شرس ومتوحش، وعلى مختلف المستويات السياسية، والاقتصادية، والإعلامية، فثمة تحريض عنصري متطرف، تواصله اليوم قنوات الصهيونية الدينية، يسعى لاقتلاع كل ما يمت بصلة لفلسطين الوطن، والشعب، والعقيدة، والتاريخ، فهذا وزير التراث الإسرائيلي "عميحاي إلياهو" يطالب في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي "بمحو شهر رمضان"، لمحو "خوفنا من هذا الشهر" مثلما قال بالنص ....!!!
الصهيونية الدينية تريد أن توسع عدوانها الحربي، حتى على الشرائع، والتعاليم، والفروض السماوية، وأيامها المقدسة، طالما أنها ليست صهيونية ...!! لكن ذلك لا يلفت انتباه تلك القنوات، ولا حتى انتباه أصحاب تلك الخطب الشعبوية ..!! إنها الأوهام في النهاية هذه التي تعاقرها هذه القنوات، وتلك الخطب، وحين الخلاص منها، نكون قاب قوسين أو أدنى من الحرية، والخلاص من الاحتلال وعدوانه الحربي الفاحش. فمتى يمكن أن يكون ذلك ..؟؟
رئيس التحرير