طاقم اسعاف الطفلة الشهيدة هند رجب مثالا.. عتصام لموظفي الهلال الأحمر احتجاجا على جرائم استهداف طواقمه في قطاع غزة
نشر بتاريخ: 2024-02-12 الساعة: 01:40
اعلام فتح / من وفا- اعتصم العشرات من طواقم الهلال الأحمر، اليوم الأحد، أمام مقر الجمعية في مدينة البيرة، احتجاجا على استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المسعفين في قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات.
واستشهد منذ بداية العدوان في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 14 من طواقم الإسعاف وهم على رأس عملهم، آخرهم المسعفين يوسف الزينو وأحمد المدهون، فيما أصيب ثلاثون آخرون بجروح، وجرى استهداف 35 سيارة إسعاف ما أدى لخروج 15 منها من الخدمة، وتم استهداف 30 مقرا ومركزا تابعا لجمعية الهلال الأحمر من قبل قوات الاحتلال ولحقت بها إثر ذلك أضرار مختلفة.
وطالب المعتصمون، الذين انضمت لهم وزيرة الصحة مي الكيلة، والمدير الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر حسام الشرقاوي، وطواقم من المؤسستين العاملين في فلسطين والخارج، بضمان حماية العاملين في المجال الصحي والإنساني بموجب القانون الدولي الإنساني، وبمحاسبة مرتكبي الجرائم التي تطال طواقم الإسعاف.
وقالت الكيلة، إن الواقع الصحي والإنساني والفظائع التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تفوق أي تصور إنساني وهي أصعب من أي وصف، وتفوق معنى الجريمة والإبادة.
ووفقا لأحدث الاحصائيات، فقد بلغ عدد ضحايا العدوان أكثر من 28 ألف شهيد، بينهم نحو 7800 شهيدة من النساء، وحوالي 12,300 طفل، أي ما يعادل 75% من مجمل عدد الشهداء، كما ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 68 ألفا، إضافة لما يزيد على 8 آلاف من المفقودين تحت الأنقاض.
وأضافت الكيلة أن الوضع على الصعد كافة في قطاع غزة لم يشهد له العالم مثيلا، فهناك سجلت كوارث صحية وبيئية، ومجاعة محققة، ومشردون تحت المطر، يواجهون البرد القارس دون أدنى مقومات الحياة، فيما العديد من المستشفيات مدمرة ومعطلة نتيجة قصف الاحتلال والنقص الحاد في كافة مقومات عمل مراكز العلاج، وفي كثير من المناطق ينعدم العلاج والدواء والماء والغذاء.
وشددت على أن دولة الاحتلال تمعن في ارتكاب الجرائم في كل لحظة، وأن الجريمة النكراء مؤخرا بحق طاقم الهلال الأحمر الذي توجه لإنقاذ عائلة رجب التي كانت تستغيث داخل مركبة مدنية من قصف واستهداف جنود الاحتلال الإسرائيلي، لم تكن الجريمة الوحيدة، ولكنها شاهد من الشواهد الكثيرة على الجريمة الكاملة الموثقة.
وذكرت وزيرة الصحة أن الطفلة هند رجب استشهدت مع عائلتها ومن هُرع لإنقاذها، ولا شيء في الدنيا يصف حجم الأسى والحزن حين عُثر على المركبة المدمرة التي كانت تقل عائلتها ومركبة الإسعاف التي توجهت لنجدتها.
وتابعت: "12 يوما ومصير المسعفين والعائلة والطفلة هند كان مجهولا، وقد قمنا طوال هذه الفترة مع زملائنا في الهلال الأحمر، عملنا بكل ما نستطيع للبحث عنهم بعد أن اختفت آثارهم، ولقد تواصلنا مع الصليب الأحمر واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية برسائل عاجلة ومناشدات للتدخل من أجل الوصول إلى أي معلومة عنهم، لتَتَكشف أركان الجريمة البشعة والتي نفذها جيش الاحتلال، حيث قصفت مركبة الإسعاف بشكل وحشي واستشهد المسعفان يوسف زينو وأحمد المدهون، وكذلك مركبة عائلة رجب واستشهدت هند بعد أيام من استشهاد كل من كان في السيارة، وهذه وصمة عار على جبين كل من يتشدق بالانسانية".
وأكدت الكيلة أن كوادر الهلال الأحمر تعمل في قطاع غزة ضمن ظروف صعبة للغاية، وتقوم بواجبها ضمن ما هو متاح، وتبذل جهودا جبارة في سبيل إنقاذ ما يمكن انقاذه، وهي تقدم الواجب الإنساني تحت وقع نار الاحتلال والاستهداف المتعمد.
وطالبت، المنظمات الإنسانية والصحية الدولية بالعمل على وقف العدوان وحرب الإبادة في قطاع غزة، وحماية العاملين الصحيين والمرافق والمستشفيات والمدنيين، والضغط من أجل ادخال المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية بشكل فوري، وبكميات أكبر بكثير.
وجددت الوزيرة التأكيد على أن اعتقال العاملين في القطاع الصحي والتنكيل بهم والاعتداء عليهم بالضرب المبرح وتكسير العظام والأطراف، يُضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال، لافتة إلى أن ما حدث مع مدير مستشفى الشفاء الدكتور محمد ابو سلمية مثال وشاهد من شواهد الجرائم الوحشية.
وأشارت إلى أنها سلمت رسالة عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيرش يوم الأربعاء الماضي، للمطالبة بزيادة الضغط للعمل على وقف حرب الإبادة المتواصلة بحق المواطنين والطواقم الطبية والصحية والإسعافية والمرضى والجرحى، وتطبيق ما يقره القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وبشكل فوري لحماية الأطفال والنساء وكبار السن والمواطنين العزل من اعتداءات جيش الاحتلال.
من جانبه، قال رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يونس الخطيب، إن الجمعية تفكر بإعلان خطوة التوقف عن استقبال التعازي من المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي بشقيه السياسي والإنساني، بضحايا وشهداء الجمعية والقطاع الطبي، مطالبا بفعل حقيقي من المجتمع الدولي، لضمان احترام القانون الدولي في التعامل مع للطواقم الطبية وطواقم الإسعاف، إثر ما تتعرض له تلك الطواقم من استهداف إسرائيلي متواصل أدت إلى استشهاد أكثر من 300، بينهم 14 شهيدا من طواقم الهلال الأحمر.
وتابع الخطيب: "نحن لا نؤمن بأن القانون وضع حتى يكسر"، معتبرا أن ما تتعرض له الطواقم الطبية والإسعافية وطواقم الجمعية أمرا غير مقبول.
وتحدث عن تقارير لدى الجمعية حول تعرض طواقم الهلال الأحمر الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال أول أمس من داخل مستشفى الأمل للتعذيب، حيث تم اعتقال 19 فردا من داخل المستشفى بعد اقتحامه وتدمير أجهزة طبية داخله، بينهم 9 من طواقم الجمعية، ومنهم 4 أطباء من تخصصات مختلفة.
وأكد أن الاحتلال جدد اليوم قصف بوابة مستشفى الأمل وأخرج إحدى مركبات الجمعية عن الخدمة، مشيرا إلى أنه المستشفى الوحيد من نوعه في غزة المخصص للتأهيل الطبي والتعامل مع الإصابات، الناتجة عن الحوادث أو الحروب.
وأضاف الخطيب أن الجمعية فقدت الأسبوع الماضي ثلاثة من طواقمها هم أحمد المدهون ويوسف الزينو الذين هرعا لإنقاذ الطفلة الشهيدة هند رجب وعائلاتها، وبقي مصيرهما مجهولا لإثني عشر يوما، إضافة إلى محمد العمري الذي استشهد بعد استهداف قافلة لنقل الجرحى من المستشفى المعمداني ومستشفى الشفاء للعلاج في الخارج.
وحول زيارته الأخيرة إلى قطاع غزة برفقة رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قال الخطيب إن اللحظات الأولى للزيارة كشفت عن حجم الكارثة الإنسانية بدءا برفح ومخيمات الإيواء فيها، مشيرا إلى أن الجمعية أقامت 12 مخيم إيواء وإغاثة في قطاع غزة، لكنها غير كافية.
وحول الأوضاع الصحية وبشكل خاص للأطفال، شدد الخطيب على أن مجرد النظر في وجوه وعيون الأطفال ينبئ بإصابتهم بسوء تغذية وأمراض معدية جلدية ومعوية، دون الحاجة لكشف طبيب متخصص، مشيرا إلى أن ذلك لا يقتصر على الأطفال.
من جانبه، قال المدير الإقليمي للاتحاد الدولي للهلال الأحمر والصليب الأحمر حسام الشرقاوي، إن المشاهد التي تم رصدها في قطاع غزة خلال زيارة نظمها الاتحاد الأسبوع الماضي، تبكي الحجر والبشر، الوضع مؤلم لغاية لا يمكن تصورها.
وأضاف: "أعمل منذ 35 عاما في العمل الإنساني في كل أنحاء العالم، لم أر المعاناة التي رأيتها في غزة".
وشدد على أن تطبيق القانون الدولي الإنساني ليس اختياريا بل إجباريا، بما يشمل حماية الطواقم والمرافق الطبية والإسعافية، معربا عن ثقته بأنه سيأتي يوم لمحاسبة مرتكبي الجرائم بحق العمل الإنساني.
وأوضح الشرقاوي أن تواجده في الاعتصام يمثل تأكيداً لوزارة الصحة والهلال الأحمر الفلسطيني على دور الاتحاد الدولي للهلال الأحمر والصليب الأحمر في حماية طواقمه ومقراته.
mat