اليوم التالي ..!!
نشر بتاريخ: 2024-01-01 الساعة: 00:14
كلمة الحياة الجديدة
على نحو لافت باتت عبارة "اليوم التالي" كمثل لازمة في تقارير الأخبار الفضائية وما تنقل هذه التقارير من تصريحات وحوارات سياسية دائرة في الإقليم حول هذا الموضوع، ومقصود طبعا باليوم التالي، هو اليوم الذي يلي الحرب وقد توقفت، لا يخلو هذا الأمر في الواقع من خديعة، يراد منها إغراق الساحة الفلسطينية في خلافات جديدة، بل وصراعات على كعكة وهمية، اسمها لا إدارة غزة فقط، بل والضفة الفلسطينية أيضا (...!!) ويقال عن ذلك إنها مبادرة (...!!) على أن الأخطر في كل هذا السياق، أن كل هذه الأحاديث عن اليوم التالي، تدفع باتجاه تجاهل الكارثة المهولة الحاصلة في غزة، نتيجة الحرب الإسرائيلية المتواصلة، والتي لا تبدو هذه الحرب أنها في انتظار ذلك اليوم ...!! ما ثمة حديث يصح أبدا مع تعاظم الكارثة، ولا ينبغي لأحد أن ينشغل بسؤال اليوم التالي الآن، وخاصة على الصعيد الوطني الفلسطيني، لا سيما أن لدينا من المواقف المبدئية، في كل هذا الإطار، ما لا يجعل اليوم التالي لا أحجية ولا معضلة، وأول وأهم مواقفنا في اللحظة الراهنة، وقف الحرب والعدوان والسعي مع كل جهد إقليمي ودولي لتحقيق ذلك، والتصدي لأي محاولات للتهجير القسري لأي فلسطيني، تهجيره لا من وطنه فحسب، بل ومن مستقبله كذلك، إذ هو مستقبل الحرية والاستقلال، وبكلمات أخرى فإن "أولويتنا الوطنية اليوم هي الوقف الشامل والدائم للعدوان" كما أوضح الرئيس أبو مازن ذلك، يوم أمس الأول، في اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفي الأساس لدينا من الثوابت المبدئية ما يمنع المساومة في كل هذا الشأن الوطني الاستراتيجي، الذي ترعاه وتحافظ عليه منظمة التحرير الفلسطينية بكونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وبما يعني أنها الكيان الوحيد الذي يتكلم باسمه وبالقرار الوطني المستقل، يدير شؤون بيته الداخلية، ويرتبها على النحو الذي يخدم في المحصلة مشروعه التحرري، مشروع الدولة المستقلة، ودائما من رفح حتى جنين، وبعاصمتها القدس الشرقية .
غدا هو يوم تال أيضا، لكنه من الحرب لا سواها، وما ينبغي أن يكون واضحا تمام الوضوح أن لا أحد ولا أي صيغة تسمح، لأي كان، وليس للسلطة الوطنية فحسب، أن يعتلي منبر "إدراة غزة" من على ظهر الدبابة الإسرائيلية، هذا الأمر بالنسبة للقيادة الفلسطينية من الخطوط الحمراء، وبالتالي فإن النقاشات والتسريبات الإعلامية عن اليوم التالي من الحرب، لا معنى لها، ولا غاية في تعميمها سوى التضليل والخديعة..!!
رئيس التحرير
mat