مسئول أممي عن حرب الابادة الدموية الصهيونية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة : إنه "الجحيم على الأرض"..
نشر بتاريخ: 2023-12-12 الساعة: 23:57
اعلام فتح / من وفا- واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، قصفه العنيف على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد واصابة العشرات من المواطنين، جلهم من الأطفال والنساء، وتدمير وتسوية منازل ومدارس ومراكز إيواء بالأرض، ودفع بآلاف المواطنين العزل إلى نزوح مستمر في ظروف إنسانية بائسة، وصفها مسؤول أممي بأنها "جحيم على الأرض".
وعلى آخر المشهد الدموي، الليلة، أسفرت غارة إسرائيلية على منزل في مخيم الشابورة برفح جنوبي قطاع غزة إلى ارتقاء 8 شهداء على الأقل، الى جانب ارتقاء واصابة آخرين في قصف لطائرات الاحتلال الحربية استهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة، ومقر جامعة القدس المفتوحة قرب مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
وكانت وزارة الصحة أعلنت، في وقت سابق اليوم، اقتحام قوات الاحتلال لمستشفى كمال عدوان في شمال القطاع، بعد حصاره وقصفه لعدة أيام
وأفادت مصادر طبية في قطاع غزة، بأن قوات الاحتلال جمعت الطواقم الطبية، والرجال النازحين، في ساحة مستشفى كمال عدوان، معربة عن مخاوفها من اعتقالهم، أو تصفيتهم.
وكان مدير مستشفى كمال عدوان أحمد الكحلوت، قد أعلن يوم أمس، أن قوات الاحتلال قصفت قسم الولادة بشكل مباشر ما أسفر عن استشهاد سيدتين وطفليهما وبترت أقدام سيدة ثالثة.
وسبق أن اقتحمت قوات الاحتلال غالبية المستشفيات في غزة وشمالها، ونكلت بالطواقم الطبية والنازحين والمرضى والمصابين، واعتقلت 34 من الطواقم الطبية.
وزار المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، اليوم الثلاثاء قطاع غزة، موضحا أن السكان يعيشون في "جحيم على الأرض" مع استمرار الحرب.
وقال لازاريني عبر منصة "أكس" "الناس في كل مكان، يعيشون في الشارع، يحتاجون إلى كل شيء. إنهم يطالبون بالسلامة وإنهاء هذا الجحيم على الأرض".
وتحوّلت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع، عند الحدود مع مصر، إلى مخيم ضخم للنازحين، حيث نصبت على عجل مئات الخيام باستخدام أخشاب وأغطية بلاستيكية.
ويفرّ آلاف من سكان غزة بأي طريقة ممكنة، بسيارات أو شاحنات وأحيانا بواسطة عربات أو سيرًا.
واستشهد مواطنون، وأُصيب آخرون، في قصف مدفعي إسرائيلي على خان يونس.
واستشهد 15 مواطنا بينهم أطفال ونساء، في قصف طائرات الاحتلال منزلا يعود لعائلة سالم في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة. ودمرت طائرات الاحتلال 10 منازل على رؤوس ساكنيها في حي الدرج ومنطقة الصحابة، ما أدى إلى سقوط العشرات ما بين شهيد وجريح، وما زال هناك مفقودون تحت الأنقاض، وسط صعوبة بالغة في الوصول إليهم. وفي حيي الشجاعية والزيتون، تواصل طائرات الاحتلال قصفها لمنازل المواطنين، ما أدى إلى استشهاد العشرات، وإصابة آخرين، وسط صعوبة وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني، بسبب استمرار عمليات القصف المدفعي والصاروخي.
وفي شمال القطاع بمخيم جباليا، تحاصر آليات الاحتلال المخيم لليوم الـ8 على التوالي، وأجبرت 5 آلاف نازح من مدرستين للإيواء، وهما: حفصة وفلسطين، التابعتان لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" على مغادرتهما.
واقتحمت قوات الاحتلال 9 مدارس للإيواء تابعة لوكالة الغوث في مخيم جباليا، وسط إطلاق نار وقصف مدفعي. كما قصفت طائرات الاحتلال البوابة الرئيسية لعيادة مخيم جباليا، ما أدى إلى سقوط 5 شهداء على الأقل، واصابة آخرين من المارة بجروح.
وفي المناطق الوسطي في قطاع غزة، وتحديدا في مخيم البريج، ومدينة دير البلح، قصفت طائرات الاحتلال خمسة منازل على الأقل، ما أدى إلى سقوط 9 شهداء، وأكثر من عشرين جريحا.
وفي خان يونس، يتواصل القصف الصاروخي والمدفعي على المناطق الشرقية والوسطى من المدينة ما تسبب بوقع عشرات المصابين، وحالة نزوح كبيرة للمواطنين باتجاه رفح أقصى الجنوب.
وفي رفح، تعرض منزلان في حي تل السلطان غرب المدينة لقصف صاروخي، يعودان لعائلتي العالم وصبح، ما أدى إلى سقوط عشرة من الشهداء، وسبعين جريحا، وما زال هناك مفقودون تحت الأنقاض.
وفي مستشفى برفح، حيث وقفت عائلة الطفلة سيدال أبو جامع (سبع سنوات) فوق جثمانها لتوديعها، يقول والدها هاني، إنه سمع ليلا أصوات انفجارات وقصف قريب من خيمة العائلة النازحة، ولكن صباحا "أشعلت موقد النار (..) وجئت لأوقظ سيدال ورفعت البطانية عنها ووجدتها غارقة في دمائها وأخذناها إلى المستشفى" مضيفا "كانت ميتة".
وتفيد الأمم المتحدة أن أكثر من نصف المساكن دمرت أو تضررت جراء الحرب في قطاع غزة حيث نزح 1.9 مليون شخص، أي 85 بالمئة من سكان القطاع.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من كانون الأول/ديسمبر "يواجهون ظروفًا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ".
وأضاف "تنتظر حشود لساعات حول مراكز توزيع المساعدات والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية"، في حين أن غياب المراحيض وتوقف مضخات "المجاري" يزيد من مخاطر انتشار الأمراض، خصوصًا عندما تسبب الأمطار فيضانات.
ووصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الوضع في قطاع غزة بأنه محفوف بمخاطر شديدة، قائلا إن القطاع على وشك أن يتعدى "مرحلة الانهيار بكثير".
وأضاف تورك "إذا نظرتم إلى الوضع الإنساني في الوقت الراهن فستجدونه محفوفا بالمخاطر.. محفوفا بالمخاطر على نحو كبير، إنه على وشك تجاوز مرحلة الانهيار بكثير".
ويعقد اليوم الثلاثاء، اجتماعا للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في غزة بعد الفيتو الأميركي الجمعة على مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى "وقف إطلاق نار إنساني".
وقد تصوت الجمعية التي تصدر قرارات غير ملزمة، على مشروع قرار يدعو إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري".
ويواصل الاحتلال قصفه على قطاع غزة، جوا، وبرا، وبحرا، مع دخول العدوان يومه الـ67، وسط تحذيرات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية. وأظهرت حصيلة غير نهائية، ارتفاع حصيلة الشهداء منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى 18205 شهداء، و49645 إصابة.
ـــــــــ
mat