الشارع لمن ؟!.. في ذروة حرب الابادة والفتك بالوعي الوطني !!
نشر بتاريخ: 2023-11-28 الساعة: 15:02
موفق مطر
يبوح الكثير من اعضاء وكوادر وقيادات فرع تنظيم جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين ( حماس ) بمكنونات مخططات رأس هرمهم رغم تقديراتنا بأن هرم الجماعة بات برأسين إن لم يكن اكثر ، وهذا ما تبرهن عليه الأحداث الدموية خلال خمسين يوما من حملة الابادة الصهيونية على الشعب الفلسطيني في كل مكان من ارض الوطن (فلسطين ) ، وربما ستكشف لنا ألأيام عن انقلابات داخلية في حماس كان اكثر من مليوني فلسطيني ضحيتها منذ 17 سنة ، أي منذ انقلابها على حركة التحرر الوطنية والمشروع الوطني ، ومنظمة التحرير الفلسطينية ، فالصراع على السلطة والاستحواذ عليها بالدم والقوة المسلحة ، كان وسيبقى هدف رؤوس جماعة الاخوان المسلمين أيا كانت البقاع الجغرافية لفروعهم ، فهذا المفتوح له فضاء وسائل اعلام ناطقة بلغة الضاد ليلا ونهارا تحت مسمى خبير او محلل سياسي ، أو قيادي ، يخرج علينا اثر تقارير مكتوبة بدماء عشرات آلاف الشهداء الأبرياء في قطاع غزة والضفة بما فيها القدس ، ليقول :" لمن الكلمة الآن في الشارع ؟ " مستغلا صور اطلاق حماس سراح عدد من المستوطنين بشكل علني في اطار صفقة هدنة انسانية وسط هتافات جمهور تم حشده سلفا ، ومستغلا بالتوازي استقبال جمهور فلسطيني معزز بنسخ من راية حماس فقط ، لمعتقلين فلسطينيين مدنيين( اطفال ونساء ) اطلقتهم سلطات منظومة الاحتلال حسب بنود الصفقة ، وسط هتاف لحماس فقط ، وليس الهتاف لحرية الوطن والشعب والقدس !! عاكسا بذلك فظاعة وبشاعة الاستغلال السياسي ودناءته لدماء وأرواح ومقدرات ومصير الشعب الفلسطيني ، فرؤوس حماس يظنون بقدرتهم على صنع رافعة من عظام عشرات آلاف الشهداء تمكنهم من السطو على الهيكل التنظيمي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، ومؤسسات دولة فلسطين ، ما يعني توظيف حرب الابادة الدموية الصهيونية لأغراض وأهداف انتخابية ، هذا اذا لم يكن لهدف اخطر وهو انهاء وحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية الشرعي للشعب الفلسطيني ، ذلك أن ضجيجا في الخلفية المباحة والمعلومة عناوينها ومصادر تمويلها ، والمتعالية اصواتها في وسائل اعلام مضادة للمشروع الوطني وعبر وسائل اتصال اجتماعي و( السوشيال ميديا ) تذهب للقول صراحة في هذا الاتجاه ! فيثبت لقارئ الأحداث بتأمل وتفكير عميقين أن عملية ( التحرير ) المفترضة التي اعلن عنها الجناح العسكري لحماس (فقط ) في السابع من اكتوبر، كان الاستحواذ على اصوات الشارع ، حتى لو كلفت حشر عشرات آلاف الشهداء الأبرياء في صناديق الموت ، لتحقيق هدف الفوز بصناديق الاقتراع ! وهنا يتجلى الاستغلال بأبشع صورة لا تخطر أبدا على بال وطني عاقل ، ومن يريد التأكد فليس عليه إلا الاطلاع على حجم الهجوم المنظم على رئيس وقيادة الشعب الفلسطيني ، ومنظمة التحرير ومؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية ، المتواز مع هجوم منظم من وزراء في حكومة الصهيونية الدينية برئاسة نتنياهو ، ونعتقد أن المتابع بتجرد إلا من العقلانية سيكتشف أن عشرات آلاف الأطنان من القنابل والقذائف التي فجرها جيش منظومة الاحتلال الاسرائيلية على رؤوس اخوتنا في الوطن في مدن وبلدات غزة ، يوازيها على الأرض عملية تفجير وعي الشارع الفلسطيني ، ودفعه نحو نحر المشروع الوطني الفلسطيني ، ونسف ثوابته ، في ذروة حالة انفعالية ، لا علاقة لها بالعاطفة من قريب أو بعيد ، فالمقصود بالنسبة لمنظومة الاحتلال توسيع دائرة الانهيار ، أما الذي لم يتألم حتى اللحظة وهو يشاهد الدماء المسفوكة لآلاف الأطفال الفلسطينيين ، كنائب رئيس المكتب السياسي لحماس في الخارج الذي أعلن عدم مسئولية جماعته عن مصائرهم " لأن الانفاق هي لحماية رؤوس ومسلحي جماعته الاخوانية " ، وان ثلاثة ارباع المواطنين في غزة هم من مسئولية سلطة الاحتلال ووكالة غوث اللاجئين (الأونروا) ، والذي برر لجيش الاحتلال ارتكابه افظع مجازر القرن الواحد والعشرين بحق المدنيين الفلسطينيين كنائب رئيس المكتب السياسي لحماس في الداخل صالح العاروري الذي اتهم المدنيين الفلسطينيين بالمسئولية عن قتل المستوطنين في مقابلة مرئية ومسموعة ، ثم يأخذ ابو مرزوق الكلمة لتبرئة نفسه أولا ، ورؤوس جماعته ، الذين تركوا غزة ، وهاجروا منها طوعا ، دون أن يهجروا حكومة انقلابهم ، ومواقعهم السياسية ، وتفرغوا للعيش في عواصم تبعد آلاف الآميال عنها ، ولم يكفوا منذ خمسين يوما وأكثر ، عن مطالبتهم للمواطنين بالصمود والتضحية والقتال من اجلهم !! نعم من اجلهم ! تحت عنوان " المقاومة " ويلحون على منح مصطلح "وحدة الساحات " معناه ، بدون تعقل أو حساب للنتائج ، وكأنهم يقايضون عملية الاستحواذ على الأكثرية في الشارع الفلسطيني، بهذا الجحيم الذي يعيشه شعبنا في الوطن عموما وأكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزة !..كل ذلك في خضم حملة استعماريه صهيونية دموية همجية على الوجود الفلسطيني لا تستثني احدا ..لكن المثير هو السؤال التالي : من أين لهؤلاء الرؤوس هذا الاطمئنان ؟!، والضمانات التي تجعلهم يفكرون بتصدر المشهد السياسي في ذروة حملة مدمرة أو بعد انحسار موجاتها ، فليس وطنيا ، ولا شرعية له ، من لا يحصر تفكيره وبرنامج عمله اليومي ، بكيفية انقاذ شعبنا من ويلاتها ومصائبها ، ومن نكبة جديدة وهجرة قسرية ، فالأولوية حماية هذا الجزء الأصيل من الشعب الفلسطيني في غزة من خطر موت يتعاظم ، ومن تجويع ، وتسريع ابادة موازية عبر نشر امراض فتاكة ، ودعايات لمفاهيم فئوية لا وطنية تفتك بوعيه الوطني أولا .
اخيرا : سيبقى الشارع للشعب الفلسطيني ، يضبطه بارادة وطنية ، وبرؤية بعيدة المدى لمصالحه العليا ، حيث اثبتت التجارب نجاح قيادته الوطنية الحكيمة في تجسيدها دون الالتفات لمكاسب او مغانم حزبية ، فالوطن للجميع وأكبر ممن يظن نفسه اهم وأكبر من فلسطين
mat