تلك صحيفته..
نشر بتاريخ: 2023-10-05 الساعة: 09:05
كلمة الحياة الجديدة
قيل جاء رجل لخالد بن الوليد فقال له: "إن فلانا شتمك" فرد ابن الوليد: "تلك صحيفته فليملأها بما شاء". وجاءنا من صحيفة أحمد الجار الله المسماة "السياسة" مقال بقلمه، ملخصه تشنيع بالشعب الفلسطيني وحركته الوطنية التحررية، وتحريض عليهم بأكاذيب، واتهامات باطلة، من صناعة الدوائر المعادية للقضية الفلسطينية، ولصالح تعميم التطبيع المجاني مع اسرائيل، وعلى نحو ما تشتهي وتريد دولة الاحتلال ورعاتها..!!
ومثلما قال ابن الوليد لذاك الرجل سنقول لجار الله: هذه صحيفتك فلتملأها بما تشاء، ولا نعني هنا صحيفته الورقية، وإنما صحيفة أعماله التي ستكون حكما عليه يوم القيامة، وحساب الله عز وجل، حساب عسير، لكل كذاب أثيم.
ليست هوية الجار الله السياسية، والفكرية، مجهولة لأحد، لطالما كان، وكانت صحيفته، المروج الإعلامي المحموم للسياسة الأميركية، والإسرائيلية، ضمنا بطبيعة الحال، لكنها ديمقراطية الكويت العزيزة على قلوب الفلسطينيين، سمحت لصوت من هذا النوع أن يكون ممكنا، ولهذه الديمقراطية منا كل الاحترام والتقدير، ونحن أدرى أن صوت الكويت، وموقفها، كان وما زال وسيبقى صوتا وموقفا عربيا أصيلا، وداعما لفلسطين، وقضيتها، وعلى مختلف الأصعدة، وفي هذا الإطار، ثمة تاريخ عريق يشهد بذلك، تاريخ لن ينساه شعبنا الفلسطيني أبدا.
لسنا ولن نكون في مواجهة تقرحات، وافتراءات، الجار الله، بحاجة الى الدفاع عن طبيعتنا، وحقيقتنا النضالية، الوطنية، والقومية، والانسانية، وطبيعة وحقيقة معاناة شعبنا، وتضحياته العظيمة، في سبيل انتصار قضيته العادلة، نحن واضحون وضوح الشمس في هذا الإطار، ونحن أتقياء الدم الطاهر، وأيقونة المصداقية في نزاهتها المشرقة، والرواية الفلسطينية اليوم، هي رواية الحق، والحقيقة التي لا يمكن لأية افتراءات أن تنال منها، والتي باتت تنتشر في كل مكان لدحر الرواية الصهيونية أساسا، هذه التي على أرضيتها ومن بين سطورها، تنمو طحالب الخديعة، والأكاذيب، والافتراءات التي يعتاش عليها الجار الله وأمثاله.
لن نكون بحاجة حقا إلى الدفاع عن حقيقة ما نحن عليه، وسنكتفي هنا للرد على الجار الله، بما كتبه الصحفي اللبناني الكبير الراحل طلال سلمان "الفلسطينيون جوهرة الشرق الأوسط"، ولأنه وكما يقول المثل البريطاني "لا تنثر الدرر أمام الخنازير"، لم يكن، ولن يكون ممكنا، أن يرى المفترون على شعبنا، والمحرضون ضد مسيرتنا التحررية، والأمعات السائرة في دروب الرواية الصهونية، لم يكن، ولن يكون ممكنا أن يرونا تلك الجوهرة، التي كتب رائعته عنها الراحل العزيز طلال سلمان.
رئيس التحرير
mat