الرئيسة/  مقالات وتحليلات

جهود كنسية أمريكية لوقف الاعتداءات على كنائس القدس المحتلة

نشر بتاريخ: 2023-09-25 الساعة: 11:23

 

المحامي / علي أبوهلال

تواصل سلطات الاحتلال اعتداءاتها على الكنائس والمقدسات المسيحية والاسلامية في مدينة القدس المحتلة، وتستمر في انتهاكها لحرية العبادة للمسيحيين والمسلمين، حيث تعتبر هذه الاعتدءات والانتهاكات مخالفة للقانون الدولي الانساني، وقانون حقوق الانسان، ولكافة الشرائع الدينية، ما أثار غضب وإدانة العديد من المؤسسات والمنظمات الحقوقية، والعديد من المؤسسات الدينية والكنائس المسيحية، في عدد كبير من دول العالم.


وفي هذ الاطار نشير إلى موقف الكنائس والمؤسسات المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية، التي رفضت وأدانت هذه الانتهاكات والاعتداءات، ودعت لحماية الوجود الفلسطيني المسيحي، حيث وجهت أكثر من 30 شخصية شملت قادة كنائس وممثلي المؤسسات المسيحية في الولايات المتحدة الامريكية الى جانب عدد من ممثلي الكنائس في الاراضي المقدسة، رسالتين الى الرئيس الامريكي جو بايدن بتاريخ 11 سبتمبر 2023، لوقف هذه الاعتداءات والانتهاكات المتواصلة من قبل سلطات الاحتلال، وقطعان المستوطنين.


واعرب رؤوساء وممثلي الكنائس والمؤسسات المسيحية في الولايات المتحدة الامريكية في رسالتهم الى الرئيس بايدن، عن قلقهم العميق ازاء ما يتعرض له المسيحيين في الأراضي المقدسة وخاصة مع تصاعد الاعتداءات التي يتعرض لها رجال الدين والأديرة والكنائس، في ظل حكومة الاحتلال الاسرائيلية اليمينية المتطرفة، مؤكدين على دعمهم الكامل لموقف رؤوساء الكنائس في القدس ورفضهم لكافة الممارسات العنصرية والمتطرفة، ومحاولات التهويد التي تحاول فرضها الحكومة الاسرائيلية على مدينة القدس.


وأكدت الرسالة ان الفلسطينيين المسيحيين هم جزء اساسي ورئيسي من النسيج الثقافي والديني والسياسي في القدس والأراضي المقدسة، ويمتد هذا الوجود الى اكثرمن الفي عام، مضيفة أنه لا يمكن ان يتحقق الامن والحرية والازدهار الا بالمساواة بين كافة الشعوب،


وطالب رؤوساء وممثلي الكنائس الرئيس بايدن، وقبيل اللقاء الذي سيجمعه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ضرورة الضغط لوقف كافة اشكال العنف والتحريض على المسيحين في الاراضي المقدسة، ووضع حد للممارسات المتطرفة التي تتعرض لها الكنائس والمقابر والأماكن المقدسة، مشيرين ان العالم ينظر بقلق تجاه هذه الهجمات والاعمال البغيضة التي يتعرض لها الوجود المسيحي وبشكل خاص في مدينة القدس، معربين عن قلقهم ازاء التهديدات التي يتعرض لها جبل الزيتون والمحاولات الاسرائيلية لتجريد الكنائس من حقها في ادارتها للموقع. مشيرين ان المخططات الاسرائيلية لتحويل جبل الزيتون الى حديقة وطنية اسرائيلية سيكون لها عواقب بعيدة المدى، تهدد باحداث خلل في التوازن الديني والتراثي لمدينة القدس وطابعها كمدينة ذات اهمية عالمية.


ومن الجدير بالذكر فقد تعرض المسيحيون والمقدسات المسيحية في القدس لقرابة 40 هجمة عنيفة خلال شهري حزيران وتموز الماضيين ، وشملت الاعتداء على قساوسة ومقابر وشواهد قبور مسيحية واقتحام كنائس، وتقول "معاريف" إنه منذ انتخاب الحكومة، خاصة منذ تعيين أعضاء الجناح المتطرف وزراء وأعضاء كنيست، بدأ سباق محموم لقمع أنشطة الديانات الأخرى، بما في ذلك المسيحية، خاصة في القدس التي تعد قلب الخلاف بين اليهود والمسيحيين الفلسطينيين.


وتعرضت عدة كنائس في القدس لاعتداءات من المستوطنين، دون أن تتخذ شرطة الاحتلال الإسرائيلي أي إجراءات تجاه إرهاب المستوطنين، وفي شهر آذار الماضي، حاول مستوطنان، الاعتداء على كنيسة قبر العذراء مريم "الجثمانية" في مدينة القدس المحتلة. بالاضافة إلى الاعتداءات الارهابية التي تستهدف الكنائس والمقابر والممتلكات المسيحية، والاعتداءات الجسدية واللفظية بحق رجال الدين المسيحي على يد المجموعات الصهيونية المتطرفة، والتضيقات ومنع ممارسة العبادة بحرية، باتت أحداث شبه يومية تزداد وتيرتها في مواسم الأعياد المسيحية، ولا يُحرك لها ساكناً، محلياً ودولياً، بالرغم من النداءات والمناشدات والاحتجاجات التي تقوم بها كنائس الأراضي المقدسة بشكل فردي وجماعي، بحيث أصبح الوجود المسيحي الأصيل قي الأراضي المقدسة مُعرض للخطر الشديد.


ومنذ مطلع العام الجاري، ارتكب المستوطنون عدة اعتداءات على الأماكن المقدس المسيحية في القدس، حيث اقتحم مستوطن كنيسة "حبس المسيح" في البلدة القديمة من القدس المحتلة، وقام بتكسير وتحطيم بعض محتوياتها، وحاول إشعال النار فيها، كما تعرضت مقبرة الكنيسة الأسقفية لاعتداء وتكسير للصلبان، كما تعرضت البطريركية الأرمنية في إلى محاولة لاقتحامها، وخطت عبارات عنصرية على جدرانها.


ويضطر الفلسطينيون المسيحيون للحصول على تصاريح للمرور من حواجز الاحتلال الإسرائيلي المحيطة بمدينة القدس المحتلة، في طريقهم إلى أماكن العبادة المسيحية والإسلامية في المدينة المقدسة، ما يشكّل انتهاكا للقوانين الدولية التي تضمن حرية العبادة.


إن هذه الاعتداءات والانتهاكات التي تتعرض لها الكنائس المسيحية من قبل قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين، في مدينة القدس المحتلة، دعت ممثلي وقادة الكنائس والمؤسسات المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى إدانة هذه الانتهكات الخطيرة التي تمس حقوق المسيحيين الدينية، والتحرك الايجابي ومخاطبة الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقفها ووضع حد نهائي لها، ومن أجل حماية الوجود المسيحي في القدس المحتلة، وحماية حقهم في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وبدون أية قيود.


ورغم أهمية وضرورة هذا الموقف الايجابي والهام لقادة وممثلي الكنائس والمؤسسات الدينية المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن نجاح هذه الجهود في وقف الاعتداءات التي يتعرض لها المسيحيون وكنائسهم، مرهون بموقف جدي وعملي للادارة الأمريكية، وخاصة من قبل الرئيس الأمريكي، للضغط على حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، واجبارها لوقف هذه الانتهاكات والاعتداءات.

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024