غرف مغلقة لحرب فضائية ..!!
نشر بتاريخ: 2023-09-07 الساعة: 12:52
كلمة الحياة الجديدة
أطلق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري نهايات الشهر الماضي تصريحاته المدوية عن جهوزية المقاومة للحرب الشاملة التي ستصيب اسرائيل بهزيمة غير مسبوقة...!! وأن هذه الحرب تناقش الآن «في الغرف المغلقة» مع كل الأطراف، والمكونات التي لها علاقة بإشعالها..!! ردت اسرائيل على هذه التصريحات، بتهديد العاروري أنه بات هدفا للاغتيال..!! فذهب العاروري إلى تصريح آخر أوسع تهديدا، واصفا أن اغتياله سيؤدي الى حرب اقليمية (..!!) ناسيا أن اغتيال قاسم سليماني، الأهم منه بما لا يقاس عند محور المقاومة، لم يحرك ساكنا عند هذا المحور، الذي هو عند العاروري «الأطراف والمكونات» التي تناقش في الغرف المغلقة أمر الحرب الشاملة.
وعلى أية حال يبدو واضحا أن غرف الحرب الشاملة ما زالت مغلقة، ولكنها مغلقة على سكون، مكن واقعيا جيش الاحتلال الاسرائيلي، من تصعيد اقتحامته الدموية العنيفة لمدن الضفة الفلسطينية ومخيماتها...!!!
ومرة أخرى كيف تصور العاروري حقا أن هناك امكانية واقعية لشن حرب شاملة ضد اسرائيل، وإلى أي شيء استند، حتى أطلق تصريحاته هذه..؟؟ وفق أية حسابات رأى أن هذه الحرب ممكنة الآن..؟؟ وعلى أي حلفاء اعتمد وسيعتمد، ولا أحد يرى أن حماس طرفا في هذه المعادلة، مع اتفاقات الهدنة التي أنجزتها مع اسرائيل، ولا نظن أن «محور المقاومة» في حال تسمح له المشاركة في أية حرب ضد اسرائيل، شاملة كانت أو غير ذلك، واسألوا شرق الفرات عن هذه الحقيقة، أية حرب شاملة، أو إقليمية، والجيش الأميركي هناك..؟؟
هل الأمر أمر تصور، وحسابات خاطئة، رومانسية ثورية كانت، أو شعبوية، أم أن وراء الأكمة ما وراءها..؟؟ لا يبدو الأمر غير ذلك، وللعاروري طموحات قيادية تتجاوز صفة وموقع النائب، ولا سبيل إلى ذلك سوى المزايدة على أصحابه في المكتب السياسي لحركة حماس، ولعله كذلك يريد تبييضا لوجه حركته، الذي سوده اتفاق الهدنة الذي وقعته مع اسرائيل..!! واما الحرب الشاملة التي تناقش في تلك الغرف المغلقة لا تغدو غير حرب فضائية في مخيلة العاروري وجماعته.