ثقافة / تراث شعبي / الدبكة تاريخها ..انواعها ..آلاتها .زاهازيجها
نشر بتاريخ: 2023-08-09 الساعة: 11:21
ثقافة تراث شعبي
المصدر : معرفة
الدبكة
الدبكة وهي رقصة فولكلورية شعبية منتشرة في بلاد الشام وعند بعض الشعوب الأوروبية وهي تمثل التراث الفلكلوري لتلك البلدان. تمارس غالباً في المهرجانات والاحتفالات الأعراس. تتكون فرقة الدبكة من مجموعة تزيد عادة عن عشرة أشخاص يدعون دبيكة وعازف اليرغول أو الشبابة والطبل. والدبكة هي رقصة شرقية جماعية معروفة في لبنان، سورية، تركيا، الأردن، فلسطين، والعراق وكذلك شمال السعودية.
تاريخ
في فلسطين، كانت الدبكة قبل الاحتلال تأخذ طابع المناسبات، وبعد نكبة عام 1948م أخذت الدبكة شكلاً من أشكال النضال، لأن إسرائيل تحارب هذا الإرث الحضاري وتجيره لها. وهذا ما إحياء الدبكة الشعبية يأخذ شكلاً منظماً في بداية الثمانينيات، فكان في الضفة الفلسطينية العديد من التجارب كفرقة الفنون الشعبية الفلسطينية التي لا تزال حتى الآن تعمل، وفرقة سرية رام الله وفرقة مرج ابن عامر ومجموعة من الفرق التي وضعت الأسس الصحيحة للدبكة الشعبية بشكلها المنظم المعبر عن حضارة الشعب الفلسطيني وحمل هذا التراث للمحافل الدولية والعالم بمعنى إن فرقة الفنون الشعبية من الثمانينيات وحتى الآن وهذه الفرق تشتغل على عروض محلية ودولية. الدبكة هي من العادات والتقاليدالفلسطينية ويتمسك ويحافظ عليها جيل بعد جيل وكما أن الدبكات الشعبية منتشرة، وتشيع في الأقاليم الشمالية كفرقة الرمثا والجنوبية كفرقة معان والبادية الشمالية.
أنواع الدبكة
تشتهر أنواع الدبكة في سوريا ولبنان وتختلف قليلاً من منطقة إلى أخرى، كما في بعلبك والسويداء وجبل لبنان واللاذقية وطرطوس. وكذلك هناك الدبكة في المناطق الشرقية من سوريا التي تتميز بالمجموعات الكبيرة في حلقات الدبكة والراقصين.
يصطف الراقصون إما على شكل صف أو على شكل قوس أو دائرة. يكون الراقصون من الذكور أو الإناث، وتؤدى الرقصات إما مختلطة أو بانفصال الجنسين. يقود الرقصة أول الراقصين، وهو يحدد بشكل عام منحى الرقصة، ويقوم عادة بأداء حركات إضافية تظهر مهارته. والدبكة تكون عبارة عن حركات بالارجل وتتميز بالضرب على الأرض بصوت عال مترافقة بالغناء والعزف الموسيقى الفلكلورية.
وهي جزء مهم من التراث والفلكلور في بلاد الشام، وتمارس في الأعراس والمناسبات ولا تكتمل الأفراح الشعبية في سوريا أو لبنان إلا بوجود حلقات الدبكة وتتكون فرقة الدبكة من مجموعة من الدبيكة مثلا عشرة دبيكة وعازف الشبابة والطبل أو المجوز والدبكة تكون عبارة عن حركات بالأرجل والضرب على الأرض وتكون الدبكة عادة عدة أنواع.
دبكة حبل مودع: وهي الدبكات على إختلاف أنواعها التي يقف بها الرجال والنساء بتتابع مشترك.[1]
دبكة الكرادية: وتسمى أيضا الطيارة وتتميز بإيقاعها السريع في حلقة مفتوحة حيث يتحرك المشاركون بالدبكة من اليسار إلى اليمين.[1]
دبكة التسعاوية: وتعرف بالدبكة المعانية وهي من أجمل الدبكات الأردنية وتدبك على أنغام المجوز أو الشبابه أو القربه.[1]
الدبكة العادية: وتسمى أيضا دبكة الدلعونا وهي تستوعب كافة الألحان بالإيقاعات المتقاربة وخاصة ألحان الدلعونا البطيئة منها والسريعة وتدبك على أنغام المجوز أو اليرغول والشبابه بشكل أقل وهي سداسية.[1]
دبكة الشعراوية: هي كالدبكة العادية إلا أن خطوتها أسرع وأقرب ما تكون إلى القفز وهي تستوعب كافة الألحان وغالبا ما تدبك على أنغام اليرغول.[1] وهي الدبكة التقليدية المعروفة في بلاد الشام، هي ودبكة الدرازي، تدبك مع شبك الأيدي.
دبكة الدرازي: تدبك مع شبك الأيدي وهي ذات إيقاع سريع وتدبك على أنغام المجوز.[1]
الدبكة الشمالية: وهي من أشهر الدبكات الأردنية. تبدأ حركتها بالرجل اليسرى وتنتهي أيضا باليسرى وتمتاز بإيقاعها السريع مع أنها تبقى بنفس تردد دبكة الدرازي والشعراوية وتدبك على أنغام المجوز وبشكل أقل على أنغام اليرغول.[1] وهي بحاجة إلى لياقة بدنية عالية تتميز بأنها تدبك مع رفع الأيدي على الأكتاف.
دبكة الجوفية: وهي تعتمد على وقوف الدبيكة على شكل صفين متقابلين الصف الأول يغني والثاني يرد عليه بأغانٍ فلكلورية أردنية، وغالباً ما يغني الصف الأول الشطر الأول ويرد عليه الصف الثاني بالشطر الثاني.[1]
الدبكة العسكرية: تكون الأيدي مشبوكة على الأكتاف على شكل دائرة مغلقة أو مفتوحة وقلما تشارك فيها النساء لأنها مجهدة. طريقتها قائمة على تبادل الدبك بالرجل اليمين باتجاه اليمين واليسرى باتجاه اليسار، وهي تكون بأربع عدات والعدة الرابعة ترفع الرجل اليمنى نحو اليمين واليسرى نحو اليسار.[1]
دبكة الغوارنة: وتسمى أيضا بدبكة ديرعلا. تكون الأيدي مشبوكة على الأكتاف وتمتاز بالسرعة الفائقة والحركات المتعددة.[1]
دبكة واحد ونص: يقفز الدبيكة قفزة بسيطة بالرجلين ويخبط واحدهم خبطة بسيطة باليمين ثم بالقدم الشمال حتى تصبح الارجل شكل خبطة واحدة.[1]
دبكة أبو علنده: يقفز الدبيكة خمس قفزات خفيفة ثم حركة باليمين وحركة بالشمال ثم حركة واحدة ونصف.[1]
الدبكة العقباوية: وهي الرقصة الخاصة بأهل العقبة.[1]
الدبكة الرمثاوية: يكون الدبيكة بصف واحد باستثناء اثنان يخرجان عن الصف ويرقصان لوحدهما.[1]
الدبكة الفرادية: وتقوم بها أم العريس أثناء الزفة أو في سهرة الدخلة قبل دخول العروسين لمنزلهما حيث تحمل بيدها عجينة تلصقها العروس عند دخول المنزل الجديد. أو تقوم بها العروس عند قدوم العريس وأهله وبهذه الحالة تسمى رقصة العروس.[1]
الدبكة الجماعية: تكون من قبل قريبات العروس أو العريس في الزفة ويكون مشتركاً بها أدوات شعبية وزي شعبي كامل وتكون قبل العرس بيوم فيما يعرف بالتعليلة والحنة.[1]
دبكة السحجة: وتكون على شكل أبيات مغنّاه مقرونة بحركات متناسقة يوجد لها عدة حركات وأداء معيّن وعلى حسب النغم والقافية، ومن هذه الحركات الوقوف معاً والجلوس منتصف الصف الثاني والانحناء بالظهر وجلسة القرفصاء مع تصفيق الأيدي وإدارة الوجوه يميناً وشمالاً وحركة الرأس، كما يقوم شخص وربما أكثر بالوقوف أمامهم للمشاركة معهم في جميع الحركات والأداء ويتفق البيت مع الحركة منسجماً مع المعنى واللفظ والصوت، والصوت له عدة درجات بطيء ووسط وعالٍ ونوع آخر يسمونه الجر (المد)، كما يقومون بالحركات المثيرة للنفس والحماسية والمشجعة. ويمكن أن يتقابل المشاركون في صفين وجهاً لوجه يقف في وسط الدائرة الشاعر القوّال وحوله المشاركون.[1]
دبكة الدحية: والدحية نوع من أنواع السحجة يشكل الرجال حلقة كبيرة ومن خلفهم المتفرجون من النساء والأطفال، وتكون السحجة في بدايتها فاترة تشتد شيئاً فشيئاً، حيث يشكل الدبيكة صفاً منظماً طويلاً أو دائرياً أو بشكل صندوق مفتوح، ويبدؤون التصفيق المنتظم المرتب مع هز الكتف يمنة ويسرة وإمالة الأيدي، ومع كل ضربة من الكف اليمين على الكف الشمال يخرج صوت منتظم من فم كل واحد من رجال "السحجة" يردد كلمة "دحي يوبي دحيه" وبشكل جماعي. ويحمى وطيس هذه الدحية إذا دخلت إحدى النسوة متنكرة الوجه "متلثمة بعصابتها" ترتدي شالاً أو عباءة وبيدها سيف أو عصا لترقص أمام الجميع، وتثير فيهم الحماس على إيقاع الدحية وتنطلق الصيحات والزغاريد والعيارات النارية فرحاً وابتهاجاً بالتي ترقص أمامهم ويقال لها "الحاشي" وقد يتجرأ أحدهم ويكون ذو قربة منها وينزل أمام الحشد ليراقصها فتتحين الفرصة وهي ترقص لتأخذ عن رأسه العقال، فإن هي فعلت ذلك أو استطاعت فتكون لها الغلبة في هذا السجال من الرقص، ويعلو صوت المشجعين وتنطلق العيارات النارية زيادة في الفرح والسرور، وكذلك الزغاريد ويتخلل هذه السحجة قول القصيد باللهجة البدوية من قبل أحد الحافظين، حيث يبدأ قصيدته بيتاً بيتاً مردداً إياها عدة مرات، وفي نهاية كل مرة يردد عدد من الرجال المجاورين له في الصف، (هلا بك هلا ويا هلا مار إنك صادق يا ولد) أو (هلا بك هلا ويا هلا ليا حنيف يا ولد) أو (هلا بك هلا ويا مهلي ويا ريت إزويلك "خيالك" ما يولي).[1]
رقصة السيف الحاشي: والحاشي هي فتاة تجيد الرقص تنزل لترقص على حاشية السحيجة وهي منتدبة عن اهل العرس. اما لازمة القصيدة التي تنشد أثناء الرقص تكون (هلا بك هلا ويا هلا مار إنك صادق يا ولد) أو (هلا بك هلا ويا هلا ليا حنيف يا ولد) أو (هلا بك هلا ويا مهلي ويا ريت إزويلك ما يولي).[1]
دبكة الدلعونا: وهي ذات إيقاع متوسط، وتتشابه الدبكة السورية أو تختلف قليلاً حسب المنطقة مثل الدبكة في جبال اللاذقية أو الدبكة في السويداء أو الدبكة في الجزيرة السورية أو في البادية وأصبحت الدلعونا تُغنى بأغاني جديدة الكلمات لكن على نفس النسق مع اختلاف في الكلمات، كأن نقول مثلا: على دلعونا ونضع أي كلمات نريدها بحسب المناسبة. دبكة ظريف الطول ينتشر فيها المديح والتفتيش عن مناقب البنت الحلوة أو الفتى، أو المناقب الموجودة في البشر وهذه تستخدم للغزل في الأفراح والمناسبات الأخرى.
الدبكة في العرس الفلسطيني
تلعب الدبكة دوراً أساسياً في العرس الفلسطيني، والدبكة المعروفة والرائجة بكثرة في منطقة الجليل، شمال فلسطين وحتى جنوب مرج ابن عامر ووادي عارة وأجزاء من الضفة الغربية هي دبكة الدلعونا (يذكر أنه في المناطق الوسطى والجنوبية من فلسطين تنتشر الدبكة الجوبية). تستعمل للدبكة في العرس الفلسطيني بشكل كبير آلات المجوز اليرغول الطبلة وبشكل أقل الشبابة. وتقسم الدبكة إلى عدة أقسام أساسية، مع أنها كلها تعتبر دبكة دلعونا لأن مغني الدبكة يعتمد بشكل أساسي على أغنية الدلعونا وما على وزنها كأغنية ظريف الطول وغيرها (مع أن كل أنواع الدبكة المعروفة في شمال فلسطين ولبنان وحوران هي نفس الدبكة ونفس الحركات الأساسية ولكن بترددات وسرعات مختلفة).
حركات معروفة أثناء الدبكة
الشيلة هي حركة في الدبكة تتميز بخروج الرويس أو اللويح بقفز سريع مع من خلفة بحركات متنوعة. تستعمل غالبا عند نهاية مقطع الدلعونا وخروج الدبكة من المشي إلى الدبك.
الكرجة هي حركة في الدبكة تدبك عادتا أثناء المشية وغناء المطرب بشكل استثنائي، أو أثناء دبكة العسكر في أوجها.
أغاني الدبكة
تنشد خلال الدبكة الأغاني الشعبية المشهورة كأغنية الدلعونا وظريف الطول وهي ليست أغان ثابته بل هي على الأكثر لأزمات معروفة ومشهورة وهي من أغاني الحداء وهو نوع من أنواع الزجل، حيث يقوم المغني بغناء اللازمة وأبيات على وزن الحداء حيث يتكون كل مقطع من بيتين صدر وعجز، يبقى فيه صدر وعجز البيت الأول وصدر البيت الثاني على نفس القافية بينما يكون عجز البيت الثاني على وزن اللازمة، مثال :
اللازمة : ويلي دلعونا ويلي دلعونا / راحوا الحبايب ما ودعونا
المقطع :يا أرض بلادي يا بعد روحي / عنك ما أتنازل والله وما بروح
ولو قطعوني وما داوو جروحي / ع ترابك باقي وما أرحل من هونا
وبما أن مغني الدبكة في الأعراس الشامية هم في العادة شعراء زجل، فإن مواضيع الغناء في الدبكة تبقى إرتجالية ويمكن لشاعر الزجل أن يتطرق لأي موضوع من مواضيع الحياة وأحوالها فيمكن أن يتناول شعره مواضيع الغزل والحب وحتى المواضيع الوطنية واليومية.
الآلات
من الآلات الموسيقية المصاحبة لهذه الدبكات: الشبابة، المجوز، اليرغول، القربة، الطبلة وفي بعض الأحيان العود.[2]
أزياء الدبكة
تختلف الأزياءالتي يرتديها راقصو الدبكات حسب المنطقة في في الشام، وهي عبارة عن أزياء مستوحاة من التراث أو من أزياء الريف. فهي للرجال قد تكون السروال (الشروال) الفضفاض والقمصان وغطاء الرأس المصنوع من قماش الكوفية وقد تكون الدشداش والعباءة وغطاء الرأس المصنوع من قماش الكوفية (في البادية)، وللمرأة الثوب الملون أو الأسود الطويل يغطي كامل جسدها والمطرز بالخيوط الذهبية على شكل أزهار وورود ويختلف حسب المنطقة ما بين المناطق الجبلية أو البادية أو الساحل.