عين الجزيرة العوراء على فلسطين

أوس أبوعطا 

منذ انطلاقتها، لم تعتاد قناة الجزيرة القطرية و بعض صحفييها على ذكر الخبر الفلسطيني كاملا، وأنا هنا كتبت متعمدا لم تعتاد لأنه من الواضح أن ذلك من سياساتها المعتمدة والمتعمدة أيضا، فإذا عدنا بالشريط الإخباري لقناة الجزيرة أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية الباسلة التي فجّرها شعبنا المقدام لوجدنا أن أي فصيل من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية عندما كان يقوم بفعل عسكري ردا على جرائم الاحتلال تكتب الجزيرة على سبيل المثال : " مقاومون فلسطينيون يستهدفون جيبا عسكريا للاحتلال" وفي اتجاه آخر إذا قامت حركة حماس بنفس الفعل كانت تكتب: " حركة المقاومة الإسلامية حماس تستهدف جيبا عسكريا للاحتلال وتصيب عددا منهم".
 ومن يتابع صحفي الجزيرة تامر المسحال، يلاحظ هذا المفارقة بجلاء، فعلى سبيل المثال لا الحصر نجده يكتب على تويتر كالآتي:
" الأسير البطل كريم يونس يستنشق الحرية" دون ذكر أن الأسير السابق هو عضو لجنة مركزية في حركة فتح، وبالمقابل عند الإفراج عن القيادي في حماس حسن يوسف فهو يتفنن ويزوّق عباراته التي يؤكد فيها أن الأخير هو قيادي في حركته قضى جلّ عمره في زنازين الاحتلال الغاشم.
لا يتوقف الأمر عند هذا، لم ينبس الصحفي الإقصائي ببنت شفه عن حادثة قتل الدّاعية الشيخ محمّد الصوفي في سجون حماس خلال شهر رمضان المبارك، حيث اعتقلته شرطة الانقلاب في غزة فور عودته من مصر وجرى تعذيبه بسبب انتقاده لسياسات حماس التدميرية في القطاع و لقيامه بانتقاد لإيران، وقد تعرض الشيخ المقرئ في سجن حماس في رفح لتعذيب شديد بسبب مواقفه السياسية، رغم صراخه الشديد عليهم و إخبارهم بأنه مريض حسب تصريحات ابنه لوسائل الإعلام المحلية ولكنهم لم يكترثوا بالشيخ المقرئ ولا بمرضه وكانت النتيجة وللأسف أنه فارق حياته في وقفة عيد الفطر السعيد في آخر يوم من شهر رمضان المبارك، إذن نحن أمام جريمة سياسية خطيرة صمت عنها تامر وبرنامجه صمت القبور،  ولم تتطرق لها الجزيرة نهائيا وغضت الطرف أمام جريمة سياسية كاملة الأركان. 
هذا البرنامج ( ماخفي اعظم )  الذي أسقط من تقاريره الميدانية وجود مقاتلين غير مسلحي حماس ، بطريقة أثارت بالفعل فتنة كبيرة في مجتمعنا وهددت الفسيفساء التعددية، التي حفرتها منظمة التحرير الفلسطينية على أرض الوطن بدماء فدائييها الميامين، والتي قامت حماس بتكسيرها بمعول الانقلاب في قطاع غزة.
تتحدث الجزيرة عن رجال الأمن الوطني الفلسطيني من شرطة ومخابرات بطريقة تخوينية ممجوجة، وتسقط من خبرها أن حصيلة الشهداء لليوم منهم حوالى 30 شهيدا منذ بداية هذا العام.
ولا يتوقف الأمر عند فلسطين ونضالات شعبها فقط، بل يتعداه لباقي الدول العربية في المنطقة، حيث أن الجزيرة تعمل على تصوير كل معارضة عربية لأي سلطة عربية باعتبارها من جماعة  الإخوان المسلمين وكأنه ليس هناك معارضة وطنية أو يسارية أو ليبرالية ، فهؤلاء في الحقيقة هم الذين يُعتقلون و يناضلون و يُضطهدون ويعانون .....إلخ.
على هذه الأفكار يشبّ أبناء حماس وأخواتها، باحتكارهم للنضال والجهاد والجنة مما يعيدنا لتصريحات مناظر حماس في بيرزيت أنهم كتلة المقاومة وكأن باقي الكتل هي كتل ميليشيا لحد.
بعدما هدأت المعركة في جنين، وأسفر هدوء العاصفة عن محيا الأغرار المحجلين و الكماة الرماة، وعواتق البواشق البواسق، نعقت جوقة غربان فاهتزّ الاحتلال طربا