سطو رؤوس حماس بالتزامن مع جرائم حرب رؤوس (إسرائيل)
نشر بتاريخ: 2023-07-08 الساعة: 05:09
موفق مطر
لن تكون عملية حماس للسطو على دماء شهداء جنين ومخيمها الـ 12 والجرحى الـ 140 الذين ما زال 30 منهم في حالة الخطر هي الأولى والأخيرة، ولن تستطيع كل الادعاءات والدعايات الإعلامية تحت عنوان (الانتصار) التغطية على حجم الدمار الذي لحق بالمخيم، وضاعف حياة الشقاء لدى إخوتنا في المخيم، بعد تقصد جيش الاحتلال تجريف وتدمير جزء كبير من البنية التحتية فيه، ولا على مأساة أخرى للاجئين في المخيم، باضطرار مئات العائلات حوالي (4000) شخص لترك بيوتهم بثيابهم فقط بعد منتصف الليل! ومجبرين على رفع الأيادي تحت تهديد قوات الاحتلال بقصفها، معظمهم نساء وأطفال، فهذا المشهد وحده كفيل بوخز ضمائر رؤوس ومشايخ حماس – إن كانت حية - ومن تبعهم وضاع في متاهات ادعاءاتهم، توخزهم للكف عن توظيف معاناتهم، فنحن أمام مأساة جديدة يعيشها اللاجئون في المخيم بكل ما تعنيه الكلمة، رغم صور الصمود وإرادة المواجهة ورفض الخضوع والاستسلام في جنين ومخيمها، ورغم انعدام الحد الأدنى من التكافؤ بالعتاد والعدة وخبرة العدد العسكرية، مأساة جديدة أنتجتها جريمة حرب ارتكبتها حكومة منظومة الاحتلال العنصرية الإرهابية بإشراف رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو الذي حلق فوق جنين ومخيمها ليتشفى بمنظر الدمار الذي ألحقته نخبة قوات جيشه الخاصة !!.
ينتهزون الفرص الثمينة للسطو على دماء وأرواح وأسماء الشهداء، مجردين من الأحاسيس والمشاعر الإنسانية، والضمائر، لذا لا يتورعون عن تحريف وتزوير صور جراح الشعب الفلسطيني النازفة ودمار بيوت الآمنين ومآسيهم ومعاناتهم وتصديرها على ألسنة شيوخهم الكاذبة وعبر وسائل إعلام طنانة رنانة إلى (انتصار!) ليس لرفع الروح المعنوية للجماهير التي دفعت ثمن الصمود والمواجهة والثبات على الأرض، وإنما لحشد البسطاء والعامة الفاقدين لملكة التفكر والتحليل والمقارنة تحت راياتهم، كأدوات تنفيذ موازية أحيانا، وتباع أحياناً أخرى، لضرب أساسات المشروع الوطني الفلسطيني، وفق مخطط رسمه توأمهم (الصهيوني) فكلاهما مولود استعماري لا يختلف على منبته باحثان.. إنهم رؤوس الإخوان المسلمين فرع فلسطين المسمى (حماس).
لا يعرف هؤلاء من معاني الانتماء للوطن سوى عبارة (فلسطيني) المدونة في سجل ولادته! يدعون الإيمان ويتظاهرون بشعائر ومناسك المسلمين، لكنهم الأشد عدائية للوطنية الفلسطينية، ورفضا للالتزام بمبادئ وقيم العمل الوطني!
سطوا على دين الناس وتراثهم، وتاريخهم وثقافتهم وسلوكهم وحرفوا معنى كلام الله في القرآن الكريم، وكذبوا على الناس في ادعاء موروث وهو في الحقيقة من تأليف كبار شياطينهم!، فهل يستحيل عليهم توظيف عنفوان شباب فلسطين، واستغلال عشقهم لوطنهم، وتربيتهم الاجتماعية أصلا، ومعتقداتهم الروحية، لاستخدامهم في (مسرحياتهم الصاروخية) وعملياتهم التي لا يرجون منها إلا مكسبا لجماعتهم وعصبتهم، أما الوطن فليذهب إلى الجحيم لأنه لا وجود له في تعاميمهم وكتب كهنتهم الأولين!.. أما وقد "أخطأوا تقدير" الأمور، وتسللوا إثر انتهاء جريمة حرب جيش منظومة الاحتلال والاستيطان العنصرية، إسرائيل الدموية المأساوية المدمرة في جنين، فقد انكشفت عورات رؤوسهم وخرجوا بخفيّ حنين، فالفلسطيني في المخيم وفي كل مكان في الوطن والشتات قادر على التمييز- رغم الآلة الإعلامية الأضخم الناطقة بالضاد المسخرة لتحقيق مآربهم - بين الصامد على الأرض والمدافع عنها، والمكرس كل قدرات الوطن من أجلها كما فعلت القيادة الفلسطينية بقراراتها الثمانية عشر، بين الخارجين من الوطن باختيارهم وقرارهم، والخارجين على الوطنية الفلسطينية، والساكنين بأمان في جيرة القاعدة العسكرية الأميركية الأكبر (العديد)، وليتمتعوا بإطلالة على موارد (حبيبهم الفارسي) وبكل أسف في قلب الخليج العربي !!.
آن الأوان لتحكيم العقل الوطني، والتمتع بالحد الأدنى من الواقعية الموضوعية، والانخراط في الاتجاه الصحيح، وهو أننا شعب وأرض تحت الاحتلال الاستعماري الصهيوني المسنود من الولايات المتحدة الأميركية مباشرة ودول استعمارية أخرى، وأن من حقنا طلب الحماية الدولية بالتوازي مع حقنا في مقاومة جرائم حرب حكومة المستوطنين وإرهابهم بما نمتلك من قوة إرادة وطنية وإمكانيات، فالصمود حق، ومقاومة الاحتلال حق، وتحمل حجم التضحيات والدمار والمآسي والنهوض من جديد كالعنقاء حق، لكن ليس من الحق أبداً مخالفة الواقع وحقيقة أننا الضحية لجريمة حرب نفذها جيش منظومة وحكومة إرهاب الدولة برئاسة بنيامين نتنياهو تحت مقولة: "المسلحون في جنين هدفهم إبادة إسرائيل" التي نطقها نهار ابتداء تنفيذ الجريمة في جنين ومخيمها، وأن من حق الضحية طلب الحماية الدولية لإيقاف المجرم ومحاسبته على جرائمه، وحتى يتم ذلك سنبقى صامدين في أرضنا نفتديها، ونتشبث حتى بركام بيوتنا، ونشيع شهداءنا ونعود إلى حياتنا أقوى بعد أخذ العبر والحكم من التجربة المريرة، ولن نكرر مشاهد النكبة التي يحلم برؤيتها اليوم رؤوس المنظومة الصهيونية الاستيطانية العنصرية.
mat