"إسرائيل" وسياسة الأرض المحروقة والترانسفير للفلسطينيين وإنهاء السلطة الفلسطينية
نشر بتاريخ: 2023-06-25 الساعة: 14:26
الكاتب: عمران الخطيب
في البداية قد يتساءل البعض لماذا تسعى "إسرائيل" إلى فرض الحصار والعقوبات وحجز أموال عوائد الضرائب الفلسطينية لتبقى السلطة الفلسطينية في حالة من العجز المالي وعدم تمكينها من القيام بواجباتها إتجاه المواطنين الفلسطينيين، وإنهاء حالة التحول من سلطة محدودة إلى دولة فلسطينية تحت الإحتلال الإسرائيلي، بدون أدنى شك بأن إستمرار العدوان الإسرائيلي في المحافظات الشمالية بالضفة الغربية والقدس يستهدف بشكل أساسي إسقاط الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني العظيم، وهذه الحقوق تتمثل في إنهاء الإحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة 1967عام.
وأخطر ما في ذلك المواجهات الحالية، وتقديم السلاح وكل أشكال الدعم والإسناد للمستوطنين والمتطرفين وحماية المستوطنين خلال عملية قيامهم في الهجوم المسلح على ترمس عي وقبل ذلك المواطنين الفلسطينيين في حواره وفي منازلهم وحقولهم وإحراق بيوتهم وممتلكاتهم من السيارات ومحلاتهم التجارية المواطنين الفلسطينيين العزل، هذه الأحداث المتصاعدة بالضفة تهدف بدرجة الأولى إلى إجبارهم مغادرة بيوتهم وحقولهم وإجبارهم على مغادرة فلسطين وتقوم " إسرائيل" بذلك في إطار عملية تصفية القضية الفلسطينية من جانب آخر الاقتحامات المتكررة للجيش الإحتلال ومشاركة المستوطنين المسلحين، تريد الإبقاء وتشجيع ودفع المستوطنين والمتطرفين إلى القيام بعمليات التطهير العرقي بحق الفلسطينيين ضمن مخطط سلطات الإحتلال الإسرائيلي الترانسفر دفع المواطنين الفلسطينيين للذهاب باتجاه الأردن إلى جانب تسهيل عملية الهجرة الجماعيه وإفراغ الضفة الغربية والقدس
على غرار هجرة السوريين من بلادهم؛ نتيجة الفوضى والمنظمات الإرهابية الوحشية كما يتم إستخدام المستوطنين والمتطرفين الصهاينة في اقتحام وإحراق منازل المواطنين الفلسطينيين العزل وفي نفس الوقت تكرر ما حدث من مجازر في فلسطين لدفعهم للهجرة، وتريد "إسرائيل" أيضا إلى تكريس عزل محافظات الضفة من خلال البدء في مناطق الأكثر سخونة مثل جنين والمخيمات الفلسطينية ونابلس وطولكرم المناطق الشمالية من الضفة الغربية، لتصبح كنتونات محلية معزولة في المرحلة الراهنة وبعد ذلك الانتقال إلى التصعيد في جنوب الضفة الغربية والوسط ومناطق الاغوار والبحر الميت.، في حين تبقى القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية في دائرة الاستهداف اليومي من أجل تحقيق يهودية القدس واقتلاع الفلسطينيين بشكل خاص، وسوف تمارس سلطات الإحتلال نوع جديد من المقايضة والحصار والعقوبات من خلال تدمير منزل كل من يقاوم الإحتلال وسحب تصاريح العمل في "إسرائيل" من كل أفراد العائلة التي يمارس عمل مقاومة الإحتلال، إضافة إلى كل ذلك حجز أموال المقاصة والضرائب على السلطة الفلسطينية ضمن المخطط الإسرائيلي الذي يهدف إلى إنهاء السلطة وخاصة أمام العجز المالي والمديونية وعدم تمكينها من القيام بواجباتها إتجاه المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقد يستغرب البعض بأن 140 مليون مجموع النفقات الشهرية من السلطة الفلسطينية على قطاع غزة والتي تشمل الرواتب والخدمات للمحافظات الجنوبية مثل الكهرباء والمياه والصحة وتربية وتعليم ومختلف مرافق الحياة للمواطنين في قطاع غزة، وأن حركة حماس لا تتحمل أي من المسؤولية للمواطنين في غزة بل تقوم بفرض الضرائب والجباية المالية والجمارك للخزينة حماس، وكما يقول قيادات حماس أموال حماس لحماس هذه هي السياسة التي تنتهجها في هدنة طويلة الأمد مع الإحتلال الإسرائيلي، وتحريض الإعلامي على السلطة الفلسطينية، حيث يتم في المرحلة الراهنة التصفية الشاملة للسلطة الفلسطينية والتي تعمل على كونها دولة تحت الإحتلال ومن حقها المطالبة في الحماية الدولية،
وهذا لايدعي إلى السخرية حين طلب الرئيس أبو مازن الحماية الدولية وهذا لا يمنع شعبنا من مقاومة الإحتلال الإسرائيلي، وفي مختلف الوسائل المتاحة لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي العنصري وبما في ذلك قطعان المستوطنين، لذلك فإن التصعيد الإسرائيلي لن يؤدي إلى هجرة الفلسطينيين كم تخطط، بعد سنوات طويلة من الهجرة ونزوح من وطنهم، لذلك فإن السياسة الإسرائيلية وما ترتكب من جرائم وحشية ومجازر واحراق البيوت بما في المدارس لم تسلم من أرهاب جيش الإحتلال وقطعان المستوطنين وسوف تؤدي إلى هذه النتائج التالية:
1-الشعب الفلسطيني لن يغادر فلسطين مرة أخرى كما حصل في السابق، وهو متمسك في الثبات في وطنه فلسطين ويرفض البديل.
2-سوف تتصاعد مقاومة الشعب الفلسطيني، وخاصة من الجيل الجديد بمختلف الوسائل المتاحة بما في ذلك العمليات العسكرية. وسوف يتم تشكيل شرائح جديدة من المجموعات المسلحة خلال المرحلة الراهنة .
3-سوف يتصاعد حجم التضامن العربي ودولي والأممي مع الشعب الفلسطيني وحقوقة الوطنية في الحرية والاستقلال، وخاصة بعد عضوية دولة فلسطين عضوا مراقب في الأمم المتحدة وانضمام دولة فلسطين بموجب ذلك إلى المنظمات والمؤسسات الدولية، وقد يتحقق الإعتراف بدولة فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة في وقت لاحق وخاصة بعد حديث مختلف دول العالم حول إزدواجية المعايير الدولية بعد الحرب روسيا الاتحاديه وأوكرانيا ونتائجها المستقبليه، والتي سوف تنتهي الهيمنة الامبريالية الأمريكية ونظام القطب الواحد إلى عالم متعدد الاقطاب، كما أن "إسرائيل" تعيش حاله من عدم الاستقرار الداخلي بسبب التعديل على النظام القضائي، وغياب الأمن الداخلي والتناقض الشمولي ببن مكونات الكيان الصهيوني غير المتجانس مما ينهي، هذا الكيان العنصري في مقبل الأيام أو السنوات القادمة هذه رؤيا الحقيقة الساطعة ل "إسرائيل" ونكرر ونقول الخزي والعار لمن يستمر في التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي في ضل المجازر الوحشية للأحتلال الإسرائيلي، وفي ضل الإستمرار في اقتحام المسجد الأقصى المبارك وباحاتها المجد والخلود للشهداء الأبرار والحرية للأسرى البواسل في سجون الإحتلال الإسرائيلي الفاشي.