توارث الصداقة التاريخية والعمل سويا على خلق مستقبل جميل
نشر بتاريخ: 2023-06-18 الساعة: 13:30
السفير تسنغ جيشين
تلبية لدعوة من رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ، قام رئيس دولة فلسطين محمود عباس بزيارة الدولة للصين خلال الفترة ما بين يومي 13 و16 يونيو عام 2023. إن فخامة الرئيس محمود عباس صديق قديم وعزيز للشعب الصيني، وقد زار الصين أكثر من عشر مرات، وهو أول رئيس دولة عربية تستضيفه الصين هذا العام، وهذا يوضح الكثير عن الصداقة الصينية الفلسطينية المميزة ودعم الصين للقضية العادلة للشعب الفلسطيني. وقام رئيسا البلدين بتصميم تطوير العلاقات الثنائية على أعلى المستوى وتخطيط آفاق جديدة لها. بصفتي شاهدا لهذه الزيارة، أود أن أتقدم بمخرجاتها وتوافقاتها المهمة لأصدقائي الفلسطينيين.
أولا، إعطاء دلالة جديدة في الصداقة الصينية الفلسطينية. كانت الصين من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، وظلت تدعم بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وتدفع إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر.
أثناء لقاء قمة، سجل الرئيسان تقييما عاليا للصداقة التاريخية بين البلدين، ويرdان بالإجماع أن الجانبين الصيني والفلسطيني ظلا يتبادلان الثقة والدعم للجانب الآخر، ويعتبران صديقين وثيقين وشريكين حميمين وأخوين عزيزين. ويصادف العام الجاري الذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفلسطين، ووقع الرئيسان على بطاقة إصدار طابع تم إصداره لمناسبة 35 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ما يمثل أن الصداقة طويلة الأمد تتجدد على مر الزمان وستستمر إلى الأبد.
ثانيا، رفع العلاقات الصينية الفلسطينية إلى مستوى أعلى. أعلن الرئيسان عن إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين وفلسطين، مما يحدد الجوهر والتوجه الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين. سيواصل الجانبان تبادل الدعم الثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر، وإجراء تعاون مشترك في سبيل تنفيذ ما طرحه الرئيس الصيني شي جينبينغ من مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، والعمل على الدفع ببناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتنفيذ مخرجات القمة الصينية العربية الأولى، وتعزيز التنسيق والتعاون في الشؤون الإقليمية والدولية، والعمل المشترك للالتزام بتعددية الأطراف الحقيقية، ورفض الهيمنة وسياسة القوة، والدفع بإقامة نوع جديد من العلاقات الدولية، ودعم القيم المشتركة للبشرية جمعاء التي تتمثل في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية.
ثالثا، توسيع مجالات التعاون الصيني الفلسطيني الجديدة. بحضور الرئيسين، جرى توقيع 6 اتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين، تشمل التعاون الاقتصادي والفني وتبادل الأفراد والتعاون التعليمي والتبادلات المحلية وغيرها من المجالات. وسيقوم الجانبان بمواصلة دفع التعاون في بناء "الحزام والطريق"، وتفعيل دور آلية اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة بين البلدين، والمضي قدما بالمفاوضات بشأن منطقة التجارة الحرة بين البلدين، ودفع التواصل والتعاون في مجالات الثقافة والتعليم والإعلام وغيرها. وسيقوم الجانب الصيني بمواصلة تقديم مساعدات إنسانية ودعم في مجال تدريب الأفراد وتقديم منح دراسية حكومية إلى الجانب الفلسطيني، ودعم الجانب الفلسطيني لإدراج اللغة الصينية في المناهج التعليمية. وإن الجانبين حريصان على اغتنام فرصة إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية لتدعيم التعاون الودي بين البلدين في كافة المجالات على نحو شامل، لما فيه الخير للشعبين.
رابعا، حل جديد تساهم به الصين لتسوية القضية الفلسطينية. بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، لم تكن الصين غائبة أبدا في دفع التسوية السلمية للقضية الفلسطينية. وطرح الرئيس الصيني شي جينبينغ رؤيتين من أربع نقاط لحل القضية الفلسطينية في عامي 2013 و2017 على التوالي، مشددا على أهمية السعي إلى حل سياسي على أساس حل الدولتين وحشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية. وفي ضوء الوضع الأخير بين فلسطين وإسرائيل، طرح الرئيس شي جينبينغ رؤية من ثلاث نقاط لحل القضية الفلسطينية، مؤكدا على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة وزيادة المساعدات الإنمائية والإنسانية لفلسطين والالتزام بالاتجاه الصحيح المتمثل في مفاوضات السلام، واستعداد الجانب الصيني للعب دور إيجابي لتحقيق المصالحة الداخلية الفلسطينية ودفع مفاوضات السلام. وتعتبر هذه الرؤية المكونة من ثلاث نقاط وثيقة الصلة بالوضع الراهن، وتتماشى مع ما عرضه الرئيس شي جينبينغ سابقا وتأخذ بعين الاعتبار آخر المستجدات، الأمر الذي يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الصين للقضية الفلسطينية وموقف الصين العادل منها. وأعرب الرئيس محمود عباس عن شكره على ما طرحه نظيره الصيني من المبادرات العديدة لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وعن ثقته بحكمة الجانب الصيني وموقفه العادل، وعن تطلعه إلى أن يلعب الجانب الصيني دورا أكبر لدفع المصالحة الداخلية الفلسطينية وتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وقوفا على نقطة انطلاق تاريخية جديدة، يستعد الجانب الصيني لتضافر الجهود مع الجانب الفلسطيني لتنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا البلدين، واغتنام فرصة الذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين للعمل على إحراز مخرجات ملموسة لشراكتهما الاستراتيجية من أجل الشعبين.
ـــــــــــــــــــــــــــ
* مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين
mat