عذر اقبح من ذنب
نشر بتاريخ: 2023-05-28 الساعة: 12:45
كلمة الحياة الجديدة
لا انتخابات في قطاع غزة المكلوم لطلبة الجامعات هناك، والسبب في ذلك هو قلة وعي الطالب الغزي بالعملية الديمقراطية..!! هذا ما تقوله حماس في واحدة من أغبى تبريراتها، وذرائعها، لمنعها عقد أية انتخابات في هذه الجامعات ومنذ سبعة عشر عاما، على هذا النحو دائما ما تفكر القوى الاقصائية والظلامية، الحق دائما على الضحية...!!
الطالب الغزي هو المسؤول، لا السياسات والتعاميم الحزبية الحمساوية..!! هذا هو العذر الاقبح من الذنب وإذا كان هناك من سيصدق ذلك، فعليه أن يسأل ما الذي كانت تفعله حماس، إذن، طوال السبعة عشر عاما الماضية، مع الطالب الغزي، حتى أبقته قليل الوعي بالعملية الديمقراطية..؟؟؟
إنها لا تراه طالبا ساعيا في دروب المعرفة والتنوير، ولا تريده كذلك، إنما ولد تحت سطوة السمع والطاعة، كي ينتهي به الحال في المحصلة داعيا حزبيا لا اكثر ولا اقل ..!! ولا أحد يدري ما الذي يمكن ان يفعله الداعي الحزبي، في المستقبل القريب، مع عالم الذكاء الاصطناعي الذي سيضع بعد قليل شريحة في دماغ الانسان ليعالج كما اعلن "ايلون ماسك" صاحب الشركات التقنية العملاقة، عددا من الامراض كالشلل والعمى، وغير ذلك بالطبع وما خفي اعظم ..!! وإذا كنا ذهبنا بعيدا في هذا الاستطراد، فلا بد ان نسأل ما الذي سيفعله الداعي الحزبي مع تقنيات الحرب الاكترونية التي تجعل من صواريخ السنوار مجرد العاب نارية هذا إذا ما أفرج عنها السنوار في ساعة تجلي مضرية...!!
المفارقة أن حماس تقول إن طلبة الجامعات في الضفة اكثر وعيا بالعملية الديمقراطية، بما فيهم عناصرها، لكن دون أن تعترف أن البيئة الديمقراطية التي تشيعها السلطة الوطنية هنا، هي ما يجعل الانتخابات ممكنة، وبكامل النزاهة، بدلالة المباركة للكتل الفائزة حتى لو لم تكن فتحاوية.
الديمقراطية في المحصلة، وعي مكتسب، تحققه سياسة، وقوانين، ومعرفة، وثقافة تؤمن بحق الأخر في الاختيار، وهذا هو الواقع السياسي، والمعرفي، والثقافي في الضفة الفلسطينية المحتلة، الذي جعله العقد الاجتماعي هنا ممكنا، وانطلاقا من منهج مبدئي في الحكم والقانون.
سبعة عشر عاما من سيطرة حركة حماس على مقاليد الحكم، في قطاع غزة المكلوم، ليس ثمة معرفة، ولا قوانين تسعى للديمقراطية، ولا حتى تتحدث عنها على نحو واضح بل انعدامها حتى اليوم سببه قلة وعي الطالب الغزي وتعميما لهذا المنطق الاعوج، فان قلة الوعي هذه ستطال أهلنا في غزة جميعهم، وإنها والله لفرية كبرى، واذا كان الامر يتعلق بقلة الوعي فإن ذلك لا ينطبق – مع حسن النوايا- سوى على حماس وناطقيها..!!
رئيس التحرير