المسفر .. ومؤامرة ( الاخوان الصهاينة ) السافرة
نشر بتاريخ: 2023-04-16 الساعة: 04:39
موفق مطر
لا ندعوك ولا نناشدك يا دكتور محمد صالح مسفر ، وإنما نأمرك - بحكم انتمائنا الوطني - بالكف عن التدخل السافر بشؤون الشعب الفلسطيني ، ومحاولاتكم تفجيرعلاقته الوثيقة مع قيادته السياسية ، فإن كانت اخلاقياتنا الشخصية والوطنية والسياسية والعروبية تمنعنا عن التدخل في شأن أي قطر عربي ، ولا نسمح بالمقابل لأحد كائنا من كان ، مهما كانت صفته أو ألقابه أو مكانته التدخل في شؤننا ، بذريعة الحرص على ( القضية الفلسطينية ) ، فالشعب الفلسطيني يا استاذ العلوم السياسية الذي دافع عن قراره الوطني المستقل ، وبرهنت قيادته السياسية على صلابة تمسكها بالحق التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني في ارض وطنه فلسطين ، بات انضج بكثير مما تظن أو يظن البعض ، من أن يسمح لأي عابث ، فردا كان او جماعة او دولة ، أو يسمع لأي مدع مهما صنع لنفسه ، او صُنِعَتْ له هالات بمسميات ما انزل الله بها من سلطان .
ليس صحيحا أن أكاديميا بمرتبة دكتور بتخصص علوم سياسية ، لا يعلم ولا يعرف أن العلاقة بين الشعوب وقياداتها السياسية شان داخلي خاص، لا يجوز لأي جهة خارجية كانت (احتلال أو استيطان ) موقع الموقف والرأي والتعبير ، فكيف ونحن نتحدث عن محاولات (المسفر ) المبرمجة والممنهجة المتزامنة مع حملات ( جماعة الاخوان المسلمين والصهيونية الدينية ) على رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية محمود عباس ابو مازن ، وهجماته بين الحين والآخر على شرعيته النضالية التاريخية والديمقراطية ( الانتخابية ) ورمزيته الموثقة بالفعل قبل القول في قاموس كفاح ونضال وصمود حركة التحرر الوطنية الفلسطينية ، ونعتقد في هذا السياق أن المنحى الذي ذهب فيه المسفر منسجم تماما مع منحى رؤوس المشروع الاستعماري الدولي الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني العنصري ( اسرائيل ) الساسة والأمنيين على حد سواء ، الذين افصحوا اكثر من مرة عن رؤيتهم وتقديراتهم لمنهج الرئيس ابو مازن في مقاومة مشروعهم ، والتقوا عند نقطة واحدة بان " ابو مازن اخطر فلسطيني على وجود اسرائيل " ونريد للمسفر أن يقرأها جيدا ثانية :" على وجود اسرائيل " .
صحيح اننا نعتمد في ادبياتنا ونظامنا ومواثيقنا الوطنية الأمة والشعوب العربية عمقا استراتيجيا للحق الفلسطيني ( القضية الفلسطينية ) وكذلك الأمة الاسلامية وكل الأحرار في العالم ، ونعمل بإخلاص ، مكرسين كل قوانا النظرية والعملية ليكون رافعة للحق الفلسطيني ، لكن ليس مسموحا لا للمسفر ولا لغيره الحديث أو النطق باسم أي مواطن فلسطيني في القضايا السياسية الداخلية التي لا نراها منفصلة أبدا عن مبدأ القرار الوطني الفلسطيني المستقل ، والمرتبطة بالقضايا الوطنية والمصالح العليا للشعب الفلسطيني ، فهذا ألأمر – لو كان المسفر مفكرا سياسيا فعلا – لأدركه ، ولأدرك أن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق الحصري في تقرير مضمون وشكل العلاقة مع قيادته السياسية ، ولعله يدرك الآن أن زحفه الاعلامي المنظم والمنسق مع زحف (جماعة الاخوان المسلمين وإخوانهم اليهود الفاشيين )المواكب لزحف الاحتلال والاستيطان الاجرامي الاسرائيلي في هذه اللحظة التاريخية على القدس ومقدساتها ، وعلى وجود الشعب الفلسطيني في فلسطين من النهر الى البحر ، لا يمكننا رؤيته وحسبانه تحت بند المصادفة ، فقد بتنا على يقين بعد سبع عقود وخمس سنين على النكبة ، أن المؤامرة على الشعب الفلسطيني لم تخضع يوما للصدفة الزمنية او المكانية ، فكل مسار وكل مرحلة كان مخططا لها ، وتم توظيف واستخدام منفذين لها ، بعد تمويههم بأقنعة ، دينة تارة ، او وطنية تارة اخرى ، حتى العروبة والقومية لم تسلم من تزييفهم ! وبتنا نعرفهم بالاسم ، بعد تجارب مرة ودموية احيانا ، جعلتنا اكثر خبرة في معرفة المؤمن حقا في بحقنا ، ويناضل بصدق وإخلاص من اجل أنبل قضية ، وفرزه عن الانتهازي المستغل البارع في استخدام المصطلحات وتدويرها ، لإثارة فتن ، ومشاكل ، وصنع استقطابات فئوية ، ودعم جماعات بعينها على حساب المصالح العليا الوطنية للشعب الفلسطيني ، كما فعل نتنياهو بالدعم المالي بالحقائب لفرع جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين المسمى حماس ، ونعتقد أن (الدكتور المسفر ) يعلم جيدا – قبل غيره - مصدرها ومسلكها وكيف تسدد !! أما إذا كان يتعامى أو لا يعلم فليصمت للأبد ، ولا يتحدث عن غزة ولا عن الضفة ولا عن القدس ومقدساتها ولا عن فلسطين جملة وتفصيلا.
نعتقد أن المسفر قد تابع غطرسة بلفور الثاني (دونالد ترامب ) وكل تفاصيل حملة الحصار المالي والسياسي التي شملتها خطته المسماة ( صفقة القرن ) ونعتقد أنه تابع بدقة موقف رئيس الشعب الفلسطيني ابو مازن وصفعته المباشرة لترامب بقوة 14 مليون فلسطيني ، ترامب هذا الذي قال عن القيادة الفلسطينية ويقصد الرئيس ابو مازن :" لقد قررنا قطع ألأموال عنهم ، لأنهم لا يحترموننا " وكان يقصد لأنهم لا يخضعون لنا ! ومؤكدا يعلم المسفر أن المظلة المالية التي طلبها الرئيس أبو مازن من الأشقاء العرب بمثابة قرض ، لم يستجاب لها بسبب فيتو ترامب آنذاك ومازال حتى اللحظة ، ومن المعيب على دكتور في العلوم السياسية الكذب والحديث عن أموال المساعدات العربية والدولية ، وكأنه لا يعلم أن مسارها جاف تماما منذ سنوات !.
نعم لقد كبر رئيس الشعب الفلسطيني ( ابو مازن ) ولكن بالحكمة والمعرفة واليقين من صحة منهجه السياسي ، الذي في كل حرف وكلمة وجملة منه فلسطين ، فللرئيس أبو مازن ذاكرة عظيمة لا يستطيع الصغار المنتفعون الاحاطة بها ، ذاكرة حفظت كل تفاصيل المؤامرة الدولية الاستعمارية على الشعب الفلسطيني وارض وطنه التاريخي فلسطين ، وحفظت ادق تفاصيل المشروع الصهيوني ، وارتباطاته مع دول ومنظمات وجماعات وتنظيمات ، وكيفية تطويعها وإخضاعها واستخدامها لشخصيات كبيرة ومتنفذه كانت في الظاهر تضج الدنيا بالشعارات القومية والوطنية والدينية لكنها في الحقيقة إما صهيونية مستترة ، أو مأجورة مستخدمة ، أما غض المسفر لطرفه عن "الهزات السياسية " التي اصيبت منظومة الاحتلال الاستيطانية العنصرية ( اسرائيل ) منذ تبوء الرئيس ابو مازن رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية ، وبفضل تفاعلات منهج المقاومة الشعبية السلمية والمواجهة مع الاحتلال والاستيطان ميدانيا بالتوازي مع نضال قانوني وسياسي ودبلوماسي في المحافل والمنظمات الأممية والدولية وتثبيت فلسطين في الخريطة السياسية العالمية ، وفي القانون الدولي ، وانعدام رؤية ( المسفر ) المسافر في بحر العلوم السياسية بدون ذاكرة ، فهذا يعني أن المصاب بالزهايمر لا يحق له الحديث في قضايا تتعلق بمصائر شعب مازالت ذاكرته الوطنية والعروبية والإنسانية في اوج نضجها ، لأن عقل أبو مازن يستمد وحيه من فلسطين المقدسة الحضارية المتجددة ، غير عابىء ولا مكترث لمسميات وأوصاف وألقاب الزعامة والفخامة ، فمن كانت فلسطين في قلبه وعقله وبصيرته ، لا يرتعش إلا حزنا على طفل فلسطيني قد تتسبب العبثية ، والعدمية ، والشعارات الدموية بتقديمه على طبق من ذهب للمتحينين لأي فرصة لسفك دماء الانسان الفلسطيني ، فالعلوم السياسية إذا لم يتعلم دارسها معنى الواقعية وارتباطاتها الجذرية بالحق ، فهي بالنسبة لحامل شهادتها – والمسفر نموذجا – مجرد طلاسم سحر لا تصلح إلا للشعوذة في فضاءات لاصلة لها بالسياسة أبدا !
يعلم المسفر المعنى الحقيقي للتطبيع ، ويعلم أن الاتفاقيات التي كان لابد منها لاستعادة امكانية انشاء نواة لدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة – في ظل ظرف وواقع اقليمي ودولي ، ليست كالتطبيع القائم ، ومن لا يستطيع قراءة ابعاد التطبيع وأهدافه ، وحيثياته ، وتأثيراته المباشرة على الأقطار العربية ، ولا يستطيع اتخاذ موقف المقاومة للتطبيع بحجة الاتفاقيات الفلسطينية مع كيان الاحتلال الاسرائيلي ، فإنه يبرر لنفسه وتحت مسمى ( المفكر الاسلامي العروبي ) قصف القلعة الفلسطينية ، أما مصطلحاته المستخدمة فإننا نعرف صانعها ومصدرها فالمسفر يعرف من سبقه في استخدامها وقصف جبهة الرئيس ابو مازن بذات بذخيرته الكلامية القذرة ، فليبحث عن الذي نعته اخوانه في حماس ب (الدايتوني ) ليعرف مقصدنا . . فلا تكن يا دكتور مسفر ملكيا أكثر من الملك ، وانما كن عاقلا وليس تابعا .