حاجز ( ايرز الاحتلالي ) في بيت حانون : مصيدة للمواطنين الفلسطينيين وقهرهم واعتقالهم
نشر بتاريخ: 2023-03-26 الساعة: 15:23
اعلام فتح /من وفا- زكريا المدهون
حوّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حاجز بيت حانون شمال قطاع غزة، إلى مصيدة لاعتقال الغزيين ومحطة قهر لإذلالهم، دون النظر إلى وضعهم الصحي أو حاجتهم إلى العلاج.
حاجز بيت حانون هو المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة (أكثر من مليوني نسمة) والمحاصر منذ 16 عاماً، وهو مخصص فقط لتنقل الأفراد.
آخر ضحايا الاحتلال المهندس أحمد أبو عواد (52 عاما) من سكان مدينة غزة المصاب بالسرطان ووضعه الصحي صعب للغاية، اعتُقل من داخل سيارة الإسعاف خلال عودته من رحلة علاج في مستشفى المطلع في القدس الشرقية المحتلة برفقة زوجته، واقتيد إلى جهة مجهولة كما يقول نجله محمود (28 عاماً).
ويضيف أحمد لـ"وفا"، "والدي استؤصلت كليته اليسرى، وبعدها انتشر السرطان في عظامه، وهو يعاني أيضا من فشل كلوي وكسور في كتفه الأيمن ووضعه الصحي صعب للغاية، وهو بحاجة إلى علاج ومتابعة لإنقاذ حياته".
ويوجد في قطاع غزة الذي عانى من حروب عدة مستشفى وحيد لعلاج آلاف مرضى السرطان (مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني)، ولا تتوفر فيه جميع العلاجات المخصصة لمرضى السرطان، ما يزيد من معاناة المرضى وآلامهم، خاصة ممن يحتاجون إلى علاج شعاعي، وهو موجود فقط في مستشفى المطلع بالقدس المحتلة.
ويشير الشاب محمود إلى أنهم لا يعرفون شيئا عن والده وعن مكان اعتقاله، الذي حصل مؤخرا على الرقم الوطني الفلسطيني، ويعيل أسرة مكونة من سبعة أفراد أصغرهم طفلة في العاشرة من عمرها.
ويناشد أحمد مؤسسات حقوق الإنسان بالتدخل الفوري لدى الاحتلال للإفراج عن والده المريض بالسرطان المتقدم، وهو بحاجة ماسة إلى استكمال علاجه، مشيرا إلى أن من المقرر له العودة إلى مستشفى المطلع في الخامس عشر من الشهر القادم لاستكمال رحلة علاجه.
وتمارس سلطات الاحتلال الإسرائيلي أساليب مخالفة للقوانين والأعراف الدولية تجاه مرضى قطاع غزة الذين تحولهم وزارة الصحة إلى العلاج في مستشفيات القدس المحتلة والضفة الغربية، عبر الاعتقال والاستجواب أو الحرمان من العلاج.
ومن الأساليب النفسية التي تزيد الضغوط على نفوس المرضى وذويهم هي أن ملف المريض "تصريح الدخول" يكون تحت ما يسمى "الفحص الأمني" قد يستمر لأشهر، ما يزيد من تدهور وضع المريض وفي أحيان أخرى وفاته قبل السماح له بالمرور.
رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الاسرى عبد الناصر فروانة، يقول: "يوجد داخل سجون الاحتلال 700 أسير بينهم من يعاني من أمراض القلب والكلى والسرطان".
ويتابع فروانة لـ"وفا"، "حوّلت قوات الاحتلال حاجز بيت حانون إلى مكان للاستجواب ومصيدة لاعتقال المواطنين من قطاع غزة بمن فيهم المرضى، غير مكتفية بمنع الكثيرين منهم من السفر والتنقل عبر الحاجز".
منذ مطلع العام الجاري احتجزت واستجوبت الكثير من المواطنين المارين عبر الحاجز بينهم مرضى ومرافقون لهم، واعتقلت 3 مواطنين من بينهم: نعيم الشريف وكان مرافقا لزوجة ابنه المريضة، وأحمد محمود أبو عواد وهو مريض واعتُقل أثناء عودته من رحلة علاج في مستشفى المطلع.
وفق إحصاءات حديثة لوزارة الصحة، فإن نسبة وفيات السرطان في غزة بلغت نحو 12.5% من إجمالي وفيات العالم عام 2021.
وبينت الوزارة، أن السنوات الست الأخيرة شهدت ازديادًا في نسبة الإصابة بالسرطان، إذ ارتفع معدل الإصابة من 89 إلى 91.3 حالة لكل 100 ألف نسمة.
وكشفت أن العام الماضي شهد وصول 6 آلاف مريض سرطان إلى مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، متوقعة تسجيل حوالي 2000 حالة جديدة خلال عام 2023.
وحذرت الوزارة من أن عدم توفر العلاج الإشعاعي والمسح الذري بسبب المنع الإسرائيلي يهدد حياة مئات المرضى الذين هم بأمس الحاجة إلى تلقي الخدمة والعلاج الصحي.
ويؤكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن الإجراءات الإسرائيلية تتناقض مع جميع المواثيق والاتفاقيات الدولية التي أكدت على الحق في الحصول والوصول إلى الرعاية الصحية المناسبة، ومع الحق في التنقل الذي كفله العهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
وجدد المركز الحقوقي في بيان حصلت "وفا" على نسخة منه، إدانته لسياسة اعتقال المرضى ومرافقيهم، داعياً المجتمع الدولي، وخاصة الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى الضغط الفوري على سلطات الاحتلال الحربي الإسرائيلي من أجل التوقف عن هذه السياسة غير الإنسانية وغير المبررة.
كما طالبهم بالعمل بشكل جدي على تسهيل حركة المرضى وتنقلهم من القطاع إلى المستشفيات في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، لا سيما أن استمرار هذه السياسة يهدد حياة مئات المرضى، ويحرمهم من تلقي العلاج المناسب لأمراضهم الخطيرة، التي لا يتوفر علاج لها في مستشفيات قطاع غزة.
mat