الرئيسة/  مقالات وتحليلات

"الغبي" و"ملك إسرائيل الداعشية"!

نشر بتاريخ: 2023-03-05 الساعة: 11:53

 موفق مطر


"سموتريتش غبي جدا، ولو كان الأمر بيدي لألقيته من الطائرة". قد يبدو الأمر غريبا عندما ينطق (توم نيدس) سفير واشنطن لدى منظومة الاحتلال والاستيطان الصهيوني العنصري بهذا الوصف والتقييم  لوزير المالية في حكومة نتنياهو. 

 (بتسلئيل سموتريتش)، وقد يبدو التصريح مثيرا عاكسا لموقف البيت الأبيض من سياسة نتنياهو عموما، ومن شخصيات في ائتلاف حكومته، وتحديدا (بن غفير) و(سموتريتش) لكننا من زاوية أخرى نرى الموقف الأميركي محاولة للخلص من حرج كبير وقع فيه البيت الأبيض، بسبب عبث الابن المدلل (حكومة إسرائيل) وسقوط قناع الديمقراطية المزيف، الذي لطالما حرصت الإدارات الأميركية المتتابعة على إلصاقه بوجه المنظومة الصهيونية العنصرية الفاشية الإجرامية، لتسويقها في العالم، ولإقناع الجمهور الأميركي بسياسة واشنطن المتبنية لسياسات حكومات المنظومة (إسرائيل) منذ إنشائها بقرار استعماري أميركي بريطاني وحتى اليوم. 

استنباطا من المثل الشعبي في بلاد الشام "الحكي إلك يا جارة واسمعي يا كنة" يمكننا اعتبار كلام السفير الأميركي بمثابة إنعاش امتعاض الرئيس الأميركي (جو بايدن) من بنيامين نتنياهو ليس بسبب التوتر القائم بين الحزب الديمقراطي الأميركي منذ أيام الرئيس الأسبق باراك اوباما، عندما سرح ومرح نتنياهو ولعب فيما يوصف بالحديقة الخلفية للبيت الأبيض (الكونغرس)، حيث ضرب عرض الحائط بالتوافق والانسجام المعهود بين تل أبيب وواشنطن، مع التذكير أن اوباما يعتبر بمثابة الموجه الروحي لحملة بايدن الانتخابية، وله الفضل في وصوله للبيت الأبيض، فكيف وقد زاد نتنياهو "الطين بِلَة" بضم شخصيات لا تستطيع إدارة بايدن التعامل معها بسبب سجلها الإجرامي والعنصري والإرهابي والمثال على ذلك بن غفير وسموتريتش.. وعليه فإننا نعتقد أن سفير بايدن قد قصد نتنياهو وهو يصف سموتريتش بالغباء، ونعتقد أيضا أن الإدارة الأميركية باتت في أقصى درجات الحرج أمام العالم وهي تواجه قيادة فلسطينية تبدي مصداقية عالية في التوجه نحو سلام حقيقي قائم على أساس الحق الفلسطيني  وقرارات الشرعية الدولية، وحل الدولتين الذي لطالما أعربت الإدارات الأميركية عن قناعتها به كحل وحيد، فيما وكيلها الاستعماري في مركز قلب الوطن العربي والشرق الأوسط (منظومة الاحتلال إسرائيل) ترفع منسوب الجريمة ضد الإنسانية وجرائم الحرب، وتستجمع الإرهاب اليهودي في (دولة الصهيونية الدينية) كما فعلت جماعات إرهابية استخدمت مصطلحات دينية إسلامية، وأبرزت دويلة (داعش)! 

السفير الأميركي لدى "إسرائيل" وصف سموتريتش بالغبي ليس لأنه أعجب بتغريدة على (تويتر)  لنائب رئيس مستوطنات شمال الضفة الغربية دعا فيها إلى محو قرية حوارة الفلسطينية عن الوجود  وحسب، بل لأنه قال علنا "إن الدولة هي التي يجب أن تمحوها"! ما يعني حسب تقديراتنا أن هذا الغبي لم يستطع الحفاظ على رباط لسانه، فكشف (بصدق نادر) جوهر سياسة منظومته الاحتلالية الاستيطانية  الإرهابية العنصرية، ومخططات الصهيونية الدينية تحت حكم  بنيامين نتنياهو (ملك إسرائيل الداعشية). 

اليوم سينزل الغبي –حسب وصف السفير الأميركي–  من الطائرة في أرض الولايات المتحدة الأميركية رغم أنه بات شخصا غير مرغوب فيه حتى قبل تصريحاته التي لم تجد الإدارة الأميركية وصفا سوى "أنها مثيرة للاشمئزاز"، أما نحن فلم ننس ولن ننسى كيف جهزت الولايات المتحدة جيوشا من ثلاثين دولة وأكثر وغزت العراق ودمرته وجزأته وتسببت بكل ما فيه من مشاكل منذ عشرين عاما وحتى اليوم، بسبب تقارير ثبت للعالم تجني كاتبها عن نية بغداد إنتاج سلاح كيماوي لقصف تل أبيب.. أما نحن فلا يعنينا سوى الجمهور الأميركي الذي يجب أن يعرف أن إدارات البيت الأبيض المتعاقبة، لطالما اعتمدت على إرهابيين وعنصريين فاشيين صهاينة كوكلاء لمشاريع استعمارية تخريبية في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وأن الاستمرار بهذه السياسة وإغفال الحق التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني في أرض وطنه فلسطين هو الغباء بعينه وهو تحقير لشعب نفترض مناصرته للحق. 

 

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024