الرئيسة/  مقالات وتحليلات

مجازر هدم البيوت في القدس

نشر بتاريخ: 2023-02-14 الساعة: 14:23

د. جيهان اسماعيل


مجازر هدم البيوت كانت وما زالت جزءا من عملية التطهير العرقي للحكومات الاسرائليه المتعاقبه و تأتي استمرارا لسياسة التهجير الابرتهايد. التي تمارسها إسرائيل منذ ٧٤ عاما، ولكنها تفشل المرة تلو الأخرى بسبب إصرار الفلسطينيين،وصمودهم رغم قسوة المعاناة، على البقاء والصمود وإعادة البناء ثم إعادة البناء المرة تلو الأخرى.وفي هذا السياق تأتي مجزره هدم ٣ بيوت في جبل المكبر وجرح مايقارب ال ٣٠ من بينهم صحفي صباح هذا اليوم.
تقوم بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة بعمليات هدم غير مسبوقة لمنازل المقدسيين أو أحياء بكاملها في المدينة .
ترى بلديه الاحتلال في ظل وجود اليمين الإسرائيلي المتطرف بأن الوقت مناسب لتنفيذ ذلك".
نود الاشاره الى ان أن بلدية الاحتلال خصصت خلال العام 2021، نحو 3.5 مليون شيكل لهدم منازل الفلسطينيين في مدينة القدس،فهناك أكثر من 22 ألف منزل مهددًا بالهدم، ناهيك عن أحياء كاملة في بلدة سلوان.
وأن كل المخططات التي تنفذها بلدية الاحتلال و"لجان التخطيط والتنظيم" في القدس تهدف إلى تقليل المساحات المفتوحة لاستخدامات الفلسطينيين وتحويلها للاستثمار في مستقبل المشاريع التهويدية وتعزيز الاستيطان في المدينة،
وأن بلدية الاحتلال تسعى لتكثيف الاستيطان في المدينة على حساب أراضي الفلسطينيين، وهدم منازلهم بكثافة.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال نفذت 211 حالة هدم في مدينة القدس المحتلة خلال عام 2022، تشمل منازل ومنشآت تجارية، وبركسات وأسوارا، وغيرها، فيما يتهدد شبح الهدم أكثر من 22 ألف منزل خلال العام الجاري، وفق إحصائيات مقدسية.
وتشير إحصائيات مؤسسات مقدسية إلى أن 30 عملية هدم لمنشآت المقدسيين في مناطق مختلفة من المدينة المحتلة نفذها الاحتلال منذ مطلع شهر كانون الثاني/يناير الجاري وحتى نهايته،و شهد الشهر هدم أكثر من 30 منشأة مقدسية، وتجريف العديد من الأراضي، واقتلاع الكثير من الأشجار.
بالرغم من الاحتجاجات الدوليه وعقد جلسه لمجلس الامن الشهر الماضي والتي اعرب المجتمعون فيها عن قلقهم واستنكارهم لما تفوم به سلطات الاحتلال .
ما يحصل في القدس هي مجزرة هدم منازل تود إسرائيل ووزيرها الفاشي بن غفير تطبيقها على العائلات المقدسية في أكثر من 145 منشئة سكنية بمنطقة جبل المكبر جنوب القدس، والتي تحتوي أكثر من 400 شقة سكنية.
في حال لم تنتهي الهجمة التي يقوم بها الاحتلال منذ الصباح على أهالي جبل المكبر، ستنتقل بسهولة الى كل مناطق القدس.
منذ العام ١٩٤٨حتى اليوم والشعب الفلسطيني يذبح من الوريد للوريد ،مجازر تلو مجازر لكنه مصر ومصمم على الصمود والمقاومة وعلى مدار قرن وهو بقدم ألاف القرابين من الشهداء والجرحى والأسرى ليؤكد بأنه لن ولم يركع ولن يستسلم بل العكس الذين يحملون الراية اليوم هم من تنبأ لهم فوستر دلاس وزير الخارجية الأمريكية ودافيد بن جوريون أول رئيس وزراء للعدو الصهيوني "الكبار يموتون والصغار ينسون
و منذ احتلال بقية الجغرافيا الفلسطينية عام ١٩٦٧ لحتى هذه اللحظة من مجاز مستمرة لم تتوقف ومن تطبيق لقانون الطوارئ البريطاني لعام ١٩٤٥ المادة ١٩ قانون العقوبات، العدو الصهيونى يستند اليه فى كل عمليات هدم البيوت والتوسعات لعمليات الاستيطان بحجة المخالفات .
شهدنا في الآونة الأخيرة تصعيداً ممنهجاً وملحوظاً في حرب إبادة جماعية لأي شكل من أشكال الوجود الفلسطيني في عموم القدس والمناطق المصنفة (ج) التي تشكل غالبية مساحة الضفة الغربية بحجج وذرائع واهية، تتناقض تماماً مع الالتزامات التي يفرضها القانون الدولي على إسرائيل كقوة احتلال، كما حصل في عمليات الهدم للمنازل والأبنية والمنشآت الاقتصادية والزراعية
وتتويجا لسياسات الابارتايد اصدر الكابينيت الاسرائيلي امس قرارا بشرعنه ٩ بؤر استيطانية والاف الوحدات ودعم خطه بن غفير بتصعيد عمليات شرطه الاحتلال ضد الفلسطينين في القدس كذلك اعلن بأنه سيصادق في الايام المقبله على بناء وحدات استيطانية جديده في مستوطنات قائمه في الضفة وكذلك سيلغي قرارا اتخذ سابقا بالغاء بؤر استيطانية وعوده المستوطنين اليها.
هذه القرارات وصفت بالتصعيدية لايمكن تجنب نتائجها الخطيرة على المنطقه والعالم باسره وتعتبر تحدي صارخ للعالم والولايات المتحده وتحديا لجهودها التي قام بها عدد من المسؤولين الاميركيين للمنطقه مؤخرا ولقرارات الشرعيه الدوليه وخاصه الرقم ٢٣٣٤ الصادر عن مجلس الامن والذي يعتبر الاستيطان غير شرعي.
ولكن الخذلان الذي يلقاه الشعب الفلسطيني من المنظومة الدولية ومن العدو الصهيونى وقتله لكل فرص السلام ،يضع الشعب الفلسطيني امام خيار واحد هو التوحد ،الصمود والمقاومه
اليوم جبل المكبر بمقاومته لهذه المجزرة والهجمة الشرسة يعطي مثالاً مشرفاً للمواطن المقدسي والفلسطيني الذي يبذل الغالي والنفيس للدفاع عن حيه ومنطقته ويتحدى جبروت الاحتلال الإسرائيلي المتعطش للدماء، ولا يذخر جهداً في ارتكاب الجرائم بحق الانسان والمقدسات الفلسطينية.
اليوم ايضا يرى الشعب الفلسطيني بأنه يجب تصويب الظلم التاريخى الواقع عليه وان صمت مجلس الأمن وعدم تحركه وردعه لممارسات الاحتلال باتجاه الفلسطينيين، من استيطان وهدم ومنازل وحفريات لا يمكن السكوت عليها، وعلى المجتمع الدولي اعلاء مسؤولياته بموجب القانون الدولي.
ويرى الفلسطينيين بان حريه العالم ستبقى دوما منقوصه بدون حريتهم ، فإن الشعوب المحتلة والمشردة لا تملك خياراً ينطوي على أمل سوى المقاومة، والصمود والتصدي فقط، وفي عدم التسليم والقبول باستمرار المجازر.

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024