العليا الإسرائيلية لا تعنينا.. فالخان الأحمر مقاومة شعبية حتى النصر
نشر بتاريخ: 2023-02-02 الساعة: 12:23موفق مطر
نعتقد أن نجاح مخطط منظومة الاحتلال الإسرائيلي بالاستيلاء على أرض قرية الخان الأحمر وتهجير سكانها، سيمهد سبيل حكومة الإرهاب والجريمة ضد الإنسانية الفاشية في إسرائيل من الإمساك بأهم مفاتيح السيطرة الكاملة على القدس –عاصمة فلسطين المحتلة- نظرا لكون منطقة الخان الأحمر بوابتها الشرقية، أما مشروع المنظومة لتقطيع أوصال أرض الضفة الفلسطينية، وإنشاء مستوطنات فاصلة، لتحويلها إلى جزر معزولة عن بعضها، والتطبيق الحرفي لمشروع الاحتلال الاستيطاني المسمى (A1) لقطع القدس جغرافيا من محيطها الفلسطيني. ومنع أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مترابطة جغرافيا، فهو ما مقاومة في صورة الصمود المتجسدة في الخان الأحمر، والالتفاف الشعبي الوطني الفلسطيني حول هذه القضية الجوهرية المرتبطة بمصير القدس والمرتبط مصيرها أيضا بمصير المقاومة الشعبية التي آن الأوان لأن تصبح منهج عمل ليس في مناطق فلسطينية محددة وحسب، بل في كل مكان من أرض الوطني. فالاحتلال لا يستهدف في مرحلة ما مكانا ما من أرض الوطن، ويحكم سيطرته عليها وتحويلها إلى قواعد استيطانية عسكرية لمنظومة الاحتلال الفاشية، لا يفعل ذلك إلا في سياق خطة متدرجة لتدمير مقومات مشروعنا الوطني القائمة أصلا على انتزاع الحق وتحرير الأرض وحمايتها والصمود فيها، واجتثاث جذورنا ووجودنا كشعب على أرضنا التاريخية والطبيعية (فلسطين).
لن يوقف قرارات منظومة الاحتلال بالهدم والتهجير والاستيلاء على الأراضي الحكومية والخاصة إلا منهج المقاومة الشعبية المنظم ميدانيا، والأخذ بالعبر والخلاصات القيمة من التجارب في هذا السياق، ونعتقد أن تجربة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في كفر قدوم، وكذلك في الخان الأحمر كفيلة لأن تقدم للمقاومة الشعبية منهجا ودليلا، يمكن توظيفه في كل قرية وبلدة ومدينة من أرضنا المحتلة مع الأخذ بالاعتبار التفاصيل والمميزات الخاصة، التي من خلالها يقترب المقاومون الشعبيون السلميون من تحقيق برنامجهم المتقاطع حتما مع البرنامج الوطني العام للمقاومة الشعبية السلمية.
لذلك نحن لا نخشى تمكن رؤوس المستوطنين المجرمين من سدة الحكم في منظومة الاحتلال، ولا من وجود سموتريتش وبن غفير في موقع القرار، فالصهيونية الدينية والعظمة اليهودية حتى وإن كانت أسماء أحزاب وصل أعضاؤها لكنيست وحكومة الاحتلال، إلا أن جرائم منظومة الاحتلال الاستيطاني العنصري والمعتبرة جريمة حرب في القانون الدولي بدأت مع إنشاء الوكيل الاستعماري (إسرائيل) وقبل تشكيل هذه الأحزاب بعقود وأجيال، أما هذه الأسماء فليست أكثر من وجوه جديدة قد تختلف في الشكل عن سابقاتها، لكنها في المضمون انعكاس طبيعي لمفاهيم المنظمة الصهيونية العنصرية، ولدولة إرهاب دموية تسمى إسرائيل، مازالت منذ إنشائها ترتكب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني.
لا قيمة قانونية، لقرار المحكمة العليا لمنظومة الاحتلال (إسرائيل)، ولا تلزمنا أيا كان مضمونها، لأننا لا ننتظر من العليا الإسرائيلية الإقرار بحق شعبنا في الحياة على أرضه وأينما شاء، ولأنها لا تعترف بحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وأراضيهم التي هجروا منها، ومنهم سكان قرية الخان الأحمر من عشيرة أبو داهوك وقبيلة عرب الجهالين الذين أقسموا ألا يتركوا أرضهم هذه إلا باتجاه أرض آبائهم وأجدادهم التي هجروا منها قبل حوالي سبعين عاما من موطنهم الأصل في النقب من منطقة عراد الواقعة على بعد 37 كم إلى الشرق من مدينة بئر السبع. وقطنوا وتملكوا في المنطقة (شرق القدس) التي يعيشون فيها منذ ذلك التاريخ، ولا نعتبر قراراتها إلا انعكاسا لحالة الاحتلال والاستيطان، الذي سنبقى نقاومه وفق القانون والمواثيق الأممية وقرارات الشرعية الدولية حتى يقر بحقوقنا وينسحب.
وحتى لا ينتظر أحد من شعبنا أو المتضامنين الأحرار من دول العالم الحاضرين في الخان الأحمر وكفر قدوم العدالة من المحكمة العليا الإسرائيلية، فهذه جزء من المنظومة الاستعمارية وقراراتها لا تعنينا فهي في الواقع إحدى أدوات منظومة الاحتلال القادرة على فرض قراراتها على حكومتها، فالشعب الفلسطيني بقيادته السياسية المتمسكة بالحق والثوابت والأهداف والمبادئ، وقواه الوطنية، والمواطنين الصامدين في الخان الأحمر وكفر قدوم وبيتا والقدس وفي كل مكان من أرض الوطن وحدهم من يقرر ليس مصير القرية ووجود سكانها وحسب، بل مصير وجود الشعب الفلسطيني الذي لن يكون إلا النصر والاستقلال والسيادة، وسيبقى الخان الأحمر أول تلال القدس التي ستشرق عليها شمس الحرية في يوم آت حتما لا ريب فيه.
mat