نتنياهو و"البندقية اليهودية"
نشر بتاريخ: 2022-11-13 الساعة: 11:31بقلم: بكر أبوبكر
أفكار بنيامين نتنياهو المتطرفة والإرهابية تنبع من فكر جابوتنسكي ومن صهيونيته "التصحيحية".
والذي في ظلِّ قيادته، أصبحت فلسفة منظمة "بيتار" الإرهابية في العيش بحدّ السيف! التيار الرئيس في إسرائيل، بعدما انطفأت شمعة التيار الصهيوني العمالي المؤسس (تيار وايزمان وبن غوريون وغولدا مائير) وذاب اليسار والوسط.
في كتابه "مكانٌ بين الأمم" (النسخة العربية صدرت عن الدار الاهلية عام 1997م)، كتب نتنياهو مظهرًا عنصرية وازدراء واضحين أنَّ على "إسرائيل" أن تظهر الحد الأقصى من القوة تجاه العرب (نفس كلام جابوتنسكي)، وأنَّ الفلسطينيين بإمكانهم أن يعيشوا في البلاد "أجانب" فقط تحت حكم الإسرائيليين.
وسبق ان قال "نتنياهو" مخادعًا التاريخ أن القدس عاصمة "إسرائيل" منذ 3000 عام! ولحقه الرئيس ترامب ليصرخ بذات الخرافة عام 2017م، فصاح بوجهه يهود أميركا المتدينيين والمنفتحين وعلى رأسهم الحاخام الاميركي يعقوب شابيرو (شريطه المرئي على يوتيوب) أن ]لا[ كبيرة لم تكن عاصمة لليهود، فهذا غير صحيح بتاتًا. وكما أثبت تاريخيا المؤرخون والآثاريون اليهود أنفسهم، ومنهم الكاتب والمفكر والصحافي الإسرائيلي "بوعاز عيفرون"، الذي أثبت أن القدس لم تكن أبدا، ولا في أي فترة، "عاصمة للشعب اليهودي". ونضيف أن اليهود أصلًا لم يكونوا شعبًا في يوم من الأيام (أنظر شلومو ساند في كتابه العميق: اختراع الشعب اليهودي).
إسحق شابيرا وبن غفير وسموتريش :
ماذا يختلف فكر نتنياهو المتطرف القديم الجديد، والفكر اليميني الانتهازي بقربه العائد مجددًا الى الحكم عن فكر الحاخام الصهيوني والمفتي"إسحاق شابيرا" المقيم في أراضينا بالضفة الغربية قرب مدينة نابلس المنكوبة بأمثاله وتلامذته الإرهابيين الذي أفتى في كتابه العنصري البغيض والمتطرف "شريعة الملك" وذلك سنة 2009، صراحة بإبادة كل العرب بل وأطفالهم دون استثناء وقتلهم والتنكيل بهم، على اعتبار أنهم غير يهود! ولأنهم ليسوا جزءًا من خرافة "شعب الله المختار" العنصرية. وكانت محرقة آل الدوابشة عام 2015 قرب نابلس تطبيقًا للفتوى، وقبله محرقة الطفل محمد حسين أبوخضير بالقدس.
مثل هذا التطرف ذاته ما نجده لاحقًا في أقوال بل وأفعال المتطرفين الصهاينة اليوم أمثال "بتسلئيل سموتريتش"، من حزب “الصهيونية المتدينة” اليميني المتطرف الذي قال متحدثا في جلسة للهيئة العامة للكنيست عام 2021م :"إن دافيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، كان ينبغي عليه أن “ينهي المهمة” وأن يطرد جميع العرب من البلاد عند تأسيسها."
وأمثال العراقي الأصل المتطرف الإرهابي "بن غفير" الذي يمتشق سلاحه متبجحًا بشكل دائم ويشهره بوجه الأبرياء، ويقيم كمستعمر في أرضنا بكريات أربع (قرية الأربعة) بالخليل (فاز حزبه الإرهابي المتطرف المسمى الصهيونية الدينية ب14 مقعدًا مؤخرًا) والذي طالب بطرد المواطنين الأصليين أي الفلسطينيين العرب من فلسطين دون ان يعتذر عما قال، رغم اعترافه به وقوله المموه أنه تغير!
نتنياهو يؤكد الأصل الفاشي:
نعود الى رأس التطرف نتنياهو ففي يوم 15 تموز 2015، ألقى خطبة في النصب التذكاري لزئيف فلاديمير جابوتنسكي في القدس، تحدَّث فيها بحرارة وعاطفة عن معلمه وأستاذه الفاشي جابوتنسكي الذي "وضع الأسس لتاريخ شبابنا المقاتل عبر 100 عام"، بحسب قوله.
وأضاف مشيرًا لفلسفة القوة "الاخلاقية"!: "جابوتنسكي ينير دربنا، وهو الذي علمنا أنَّ الوقت حان لأن نظهر للعالم البندقية والحربة اليهودية"، واختتم خطبته بالقول: "ستبقى عقيدة جابوتنسكي مشعلاً للصهيونية، وستبقى تنير طريقنا للمستقبل".
لا يختلف اليمين الصهيوني واليمين الديني في فاشتيه وعنصريته وإقصائيته عن بعضه البعض بالنوع، بل في الشدة والشكل وفي الإعلان والإضمار ما يشي بسنين قاسية قادمة لايجد فيها الفلسطيني الا في الايمان الراسخ والرباط والثبات والوحدة حجابًا من النار.