علمته الرماية
نشر بتاريخ: 2022-10-25 الساعة: 13:20كلمة الحياة الجديدة *
من أكثر ما يدعو للسخرية المرة، ما سمعنا من كلام لأمين عام حركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة في مقابلته المتلفزة مع قناة الجزيرة أمس الأول، التي جاء فيها أنه لا يستطيع أن يجرد فتح من روح الوطنية، وكأن ذلك أمر ممكن حتى يطرحه النخالة على هذا النحو، أوكأن فتح لم يبق لها غير الروح (...!!) فلا جسد، ولا موقف، ولا سياسة، ولا برنامج نضالي في البناء والمواجهة ..!! ولأن الحال كذلك بهذا التلميح، فان النخالة لا يريد أن يستقطب أحدا من فتح لمربع الجهاد الإسلامي ...!! وحقا علمته الرماية، فلما اشتد ساعده رماني ...!!!
شر البلية ما يضحك، ففتح التي تخلقت في الروح الوطنية، وجسدتها ليس في إطار الهوية النضالية البليغة فحسب، بل والتقدمية الإنسانية أيضًا، وهي تخلع أيقونتها الكوفية، على أكتاف كل المناضلين من أجل الحرية، في مختلف بقاع العالم، فتح هذه التي مازالت في الميدان يراها النخالة بالروح الوطنية فقط، وأنه بالتواضع الاستعراضي، لايستطيع تجريدها من روحها ..!! لن نرى في ما قاله النخالة في هذا الاطار اعترافا بقوة "فتح" وحضورها الواقعي في ساحات المواجهة والاشتباك مع دولة الاحتلال، وجيشها،ومستوطنيها، وإنما هي المراوغة اللفظية التي يستهدف النخالة من ورائها التشكيك بقيمة فتح وحقيقتها النضالية .
لا يمكن تعريف حركة التحرر الوطني الفلسطيني "فتح" بغير الروح الوطنية، روحها التي ليس بوسع أحد أن يجردها منها، وروحها الوطنية تبقى هي روح النضال والمقاومة، ثم لا يمكن تعريف الروح الوطنية، بغير قرارها الوطني المستقل، فأين النخالة من هذا القرار ..؟؟؟
ليس ثمة من لا يعرف في هذا العالم أن قرار الجهاد الإسلامي يصنع في طهران. وسنقول هنا بهذا الشأن، أننا لسنا ضد علاقات هذا الفصيل مع أية قوى كانت، وحتى لو كانت مع قوى الاستعراض، والخطابات الثورجية، التي لا تجسدات لها على أرض الواقع، ولكنا سنظل ضد التبعية، لأن الروح الوطنية تأبى الاحتذاء بحذاء الغير، وهذا ما نبه إليه المربي الفلسطيني الكبير خليل السكاكيني قبل 125 سنة في في كتابه الشهير "الاحتذاء بحذاء الغير" الذي لخص فيه علة هذا الاحتذاء، وحذر من خطورته في التعليم، بكونه يخلف التبعية والتقليد المسخ، والانتماء لقيم وثقافة لا علاقة لها لا بالوطن، ولا بالروح الوطنية، ولعلنا هنا ننصح النخالة أن يقرأ هذا الكتاب، لعل وعسى يصبح مفهومه عن الروح الوطنية، بليغا في أصوله الواقعية، والأخلاقية، والنضالية. .
ثمة تجنيات أخرى مفضوحة فاض بها النخالة، ضد السلطة الوطنية في هذه المقابلة، لا نراها تستحق ردا مع واقع الاشتباك الوطني الراهن مع جيش الاحتلال الإسرائيلي ، فلنا اليوم ما نفعل في أرضنا، وسنترك لغيرنا فرية الخطاب وادعاءاته الأعجمية ..!!
رئيس التحرير
mat