في القدس والسكن فيها وبأكنافها..
نشر بتاريخ: 2022-10-19 الساعة: 13:29عماد عفيف الخطيب
أصدرت مؤسسسة إسرائيلية تعنى بتطور السوق العقاري أرقاماً حديثة لمتوسط أسعار الشقق في القدس وضواحيها، حيث يبلغ متوسط سعر الشقة في القدس الغربية بمساحة 100 مترمربع في مبنى متعدد الشقق حوالي 2،5 مليون شيكل يمكن أن يرتفع ليتجاوز 4 ملايين شيكل. وبالمقابل فإن متوسط سعر الشقة المشابهة في مستعمرة "معالي أدوميم" المقامة على أراضي بلدتي العيزرية وأبو ديس يصل لحوالي 1،0 مليون شيكل.
تشير نفس المؤسسة إلى أن أسعار العقارات لا زالت تشهد إرتفاعات وصلت لمعدلات عالية خلال السنتين السابقتين بمتوسط إرتفاع شهري وصل 1،2% وأن السبب في هذا يعود لزيادة الطلب الذي يشهده سوق العقار في مقابل تدني العرض. وبمقارنة إرتفاع أسعار العقار بين القدس وتل أبيب، تشير المعطيات أنه في حين شهد العقار في مدينة تل أبيب إرتفاعاً في الأسعار تجاوز في العام 2021 ما نسبته 14%، فإن نسبة الزيادة في أسعار العقار في القدس تجاوزت 16%. وأمام هذه المؤشرات إتخذت الحكومة الإسرائيلية قراراً يهدف لإستقرار أسعار العقارات في "البلاد" ومن خلاله طرحها خطة إسكان للأعوام 2022-2025 تهدف لبناء 280 ألف شقة.
منذ إحتلال المدينة في العام 1948 وإنشاء "بلدية القدس" تم مباشرة توسعة حدود الشطر الغربي من 16 كم2 إلى 38 كم2، بحيث ضمت القرى والبلدات الفلسطينية التي تم تهجير أهاليها منها. وبعد حرب العام 1967 وإحتلال باقي المدينة وسعت بلدية القدس حدود المدينة، وتحديداً بعد العام 1980 بضمها أجزاء واسعة من أراضي "الضفة الغربية". وكان الهدف الأساسي لتوسيع الحدود هو مواجهة معدل النمو الطبيعي الديمغرافي للمقدسيين وللمحافظة على أغلبية يهودية في المدينة. من أجل تحقيق هذا الهدف تمت مصادرة الأراضي والعقارات بأشكال عديدة وإنشاء مستعمرات يهودية وتطوير برامج لتشجيع إنتقال اليهود للسكن في القدس.
من المعطيات التي تنشرها المؤسسة الإسرائيلية عن بالمدينة، تلك التي تتعلق بمساحة نفوذ بلديتها الحالية والتي وصلت إلي 126 كم2 بحيت يأتي ترتيبها من حيث المساحة في المركز الثاني بعد مدينة ديمونا التي تصل مساحة نفوذ بلديتها الى 220 كم2. أما من حيث تعداد ساكنيها، فأن المعطيات الحديثة لساكني القدس تشير إلى أن عددهم يصل لحوالي 950 الف نسمة، يشكل المقدسيون منهم ما نسبته 38%. كما تشير المعطيات إلى أن زيادة سكان المدينة في العام 2019 سجلت ما يزيد عن 17 الف نسمة وقد كانت لصالح المقدسيين الذين كانت نسبة زيادتهم 54% من الزيادة الإجمالية.
وفيما يتعلق بميزان الهجرة من وإلى المدينة، فإن المعطيات للعام 2019 تشير إلى أن عدد الذين وفدوا من الإسرائيليين للإقامة في القدس وصل الى 11،900 وافد في الوقت الذي هاجر منها من الإسرئيليين نحو 20،100 من الذين فضلوا الهجرة لمدن أخرى.
لا شك أن المقدسيين يتأثرون بهذه المعطيات والمؤشرات وتحديداً فيما يتعلق بإرتفاع أسعار العقارات المتصاعد دوماً. ويضاف لهذه المؤشرات السلبية، السياسيات الإحتلالية التي تسعى للتضييق على وجود المقدسيين داخل مدينتهم. وعلى هذا الأساس فإن أكبر التحديات الحالية والمستقبلية للمقدسيين هي قدرتهم على مواصلة رباطهم في مدينة القدس. فامام شح الإمكانيات والسيطرة على الأراضي وسياسة الإحتلال فيما يتعلق بإصدار تراخيص البناء، ومع سياسات وإجراءات التسوية، فإن المقدسيين يقفون حالياً أمام محطة مفصلية. أما الحاضنة الوطنية فعليها أن تدرك هذا الخطر المتنامي، والذي يمكن أن يؤثر على قدرة أهل القدس على الصمود ومواجهة خطط إقتلاعهم والسيطرة على مدينة القدس ومكوناتها الدينية والوطن