. خطبة الوداع أم ايداع وديعة الثوابت ؟!
نشر بتاريخ: 2022-09-28 الساعة: 13:18حافظ البرغوثي .
وصف البعض خطاب الرئيس أبو مازن في الأمم المتحدة بأنه خطبة الوداع مع ما يحمله الوصف من تفاسير .
لكن المدقق في الخطاب يدرك أنه أمام سردية متكاملة للمظلومية الفلسطينية المستمرة والتي يتغاضى عنها العالم قصدا أو بفعل ضغوط اميركية فاضحة وواضحة.
من مِن رؤساء الوفود شرب حليب السباع ووقف يتهم من على منبر المنظمة الدولية أكبر دولة بأنها حامية الاحتلال الاسرائيلي !
ومن وقف ليعيد انعاش ذاكرة بريطانيا العظمى بالكارثة العظمى التي حلت بشعبنا بفعل بريطاني خبيث وعدواني وما زالت تضخ الدعم للاحتلال بإعلان رئسية وزرائها الجديدة عن اعتزامها نقل سفارة بريطانيا الى القدس المحتلة! ومن يجرؤ على تذكير الاحتلال بجرائمه ومجازره بعد اسابيع من الزيطة والزمبليطة المفتعلة التي حدثت بعد تذكير الرئيس العالم بها اثناء زيارته لألمانيا حيث وجدها إعلام الغلمان من بني زمبليط وشاليط الصهاينة فرصة للتعمية عن جرائمهم بينما اتخذ منها بنو زيط من عطاعيط حماس فرصة لتوجيه النقد للرئيس بينما هم قاعدون يلهون بما كسبت ايديهم من اموال السحت والمكوس في غزة حتى فاضت لتدبير المكائد في الضفة. سردية الرئيس هي الرواية الفلسطينية متكاملة دون اضافات وهي وديعة فلسطينية في محضر الامم المتحدة حظيت بتفهم الوفود بينما تجاهل الكل ما نطق به لبيد عن حل الدولتين لأن الكل يتذكر ان هذه عبارة سبق وقالها نتنياهو في جامعة بار ايلان للاستهلاك الاعلامي وقال بعدها ان العالم يريد سماعها منه فقط ولا يعني ذلك انه يؤمن بها وهو ما كرره لبيد. بل يجب علينا حفظها وتدريسها لجيلنا الجديد مثلما حفظنا الثوابت الفلسطينية التي اختطها الرئيس الشهيد ابو عمار وظل الرئيس أبو مازن وفيا لها . فالرئيس لم يلق خطبة الوداع بل أودع الرواية الفلسطينية، وللشامتين الشتامين من الفسائين ومن لف لفهم من المنافقين والمؤلفة جيوبهم ممن ما زالوا يقدمون اوراق اعتماد متتالية لحكومة الاحتلال ولواشنطن باعتبارهم الأصلح للمهمة الأقبح في التفريط في الحق الفلسطيني وملاحقة المقاومين على تخوم غزة ومنح التنازلات مقابل دولارات وحصانة من الاغتيالات نقول ان الرئيس سيطول به العمر ان شاء الله ويقبر بعضهم. فهو ينحدر من عائلة عرفت بطول العمر من ناحية الأب والأم. فقد روى ذات يوم أنه كان في زيارة للأرجنتين وتذكر أن بعض أخواله هاجروا اليها في زمن الحكم التركي فأوعز للسفارة للبحث عنهم فوجدوا بعض الأبناء احياء وتم إحضارهم مع الأحفاد وأحفاد الأحفاد الى حيث يقيم في بيونس ايروس وكان أكبر من بقي من الأبناء في منتصف التسعينات من عمره وأخت أخرى في مطلع التسعينات، ويقال ان والد الرئيس قارب عمره المئة عام قبل وفاته، فالرئيس لم يكن يودع في خطبته بل يودع وديعة علينا الوفاء لها حتى تتحقق أهدافنا في الحرية والاستقلال.