نابلس وأدت الفتنة وكشفت الدمى المتحركة !
نشر بتاريخ: 2022-09-22 الساعة: 12:08
موفق مطر
"لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" ولن نسمح لـ (حماس الإخوانية) المنبثق عصبها عن مركز دماغ المنظومة الصهيونية الاحتلالية العنصرية بتدمير المشروع الوطني الفلسطيني، ولن يسمح الوطنيون بأخذ المقاومة وسلاحها ذريعة لتدمير النظام العام وبث الفوضى وافتعال الفتن، فالمقاوم الحقيقي من تبرز عزيمته وإرادته وقوته وشجاعته في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي، وليس المختبئ أثناء توغلها، والخارج على القانون والنظام والمتظاهر بسلاحه على قوات الأمن الوطني، والأجهزة الأمنية والشرطية الفلسطينية، فضباط وجنود هذه الأجهزة مناضلون بكل معنى الكلمة، حريصون على دماء كل فرد من الشعب لأنهم كانوا مشاريع تضحية من أجل حريته وما زالوا، لكنهم لا يستثمرون بشعارات ويافطات جوفاء وعبثية بلا نتائج وفوائد تعود على الشعب الفلسطيني في نضاله وكفاحه لانتزاع حقه التاريخي والطبيعي!
الحكمة والتعقل، والانتماء بمعانيه الوطنية الخالصة كانت ضلوع مثلث عملية الإطفاء السريع لفتنة وطنية، كادت تحرق نابلس القلعة الثابتة العصية على الاختراق، لكنها كالقلاع الثابتة للحركة الوطنية الفلسطينية في الوطن عصية، فوأدت الفتنة وعرت الدمى المتحركة، فما حدث لا يحتاج لكثير من بعد النظر لمعرفة محركها ومفتعلها، فالحقائق المادية على الأرض كفيلة وحدها لأن تكون الشاهد الملك على اللاعب الإسرائيلي الذي توعد قيادة الشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية والأجهزة الأمنية، واستطاع وهو المعروف بمحرك العرائس إثارة الكراكيز، والأراجوزات، وزجهم فيما يعرف باللغة اللاتينية (مسرح الماريونيت) أي مسرح الدمى المتحركة بسلاح فولاذي برصاص حقيقي قاتل، فهدفه أن تكون لعبته المشبوكة بأطراف أصابع الشاباك قنبلة موقوتة تنفجر حتى بوجه المعجبين بها والحذرين من حشوتها المشكوك بأمرها والمعلومة سلفا أيضا..فمنظومة الاحتلال الإرهابية تعنيها إصابة وتدمير الجميع بدون استثناء، حتى المستخدم في عروضها القاتلة القذرة!.
الفلتان خروج عن سلطة القانون، والغزوات الحارقة للنسيج الاجتماعي والمسممة لجذور شجرة العائلة الفلسطينية، والغادرة بالهوية الوطنية، والمدمرة للأملاك العمومية والخاصة في الشارع، أشد وأفظع تأثيرا على جبهتنا الداخلية من نتائج غزوات وتوغل واجتياح، واغتيالات وعمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي العسكرية الإرهابية كافة، فضربات غزوات الاحتلال الإسرائيلي توحدنا وتزيدنا عزما وإصرارا على الصمود والمواجهة، أما غزوات الجماعات والتنظيمات المنافقة المستخدمة للدين كحماس وأخواتها ومشتقاتها، فإنها الوجه الآخر للأدوات الخفية التي تستخدم في الأوقات الحساسة واللحظة المناسبة، بعد ضمان كفاءتها في اختراق قواعد البنيان الفلسطيني وركائزه الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ما يعني ضمان قوتها التدميرية لحظة إشعال فتيل (الفتنة والاقتتال).
لا أحد فوق القانون، أما المقاوم الحقيقي فنعتقد حتى اليقين أنه أول المدافعين عن النظام والقانون، وإلا فإن السلاح في يده سيصبح مشبوها !، فهذا سلاح يجب ألا يظهر إلا في ميادين المواجهة مع قوات احتلال وجماعات استيطان مسلحة إرهابية لا تفرق بين حياة إنسان فلسطيني وآخر، أما استعراض القوة ومحاولة الاستئساد على القوى الأمنية المكلفة بحفظ النظام والقانون، وحماية الجبهة الداخلية الفلسطينية من تجار الأسلحة والذخائر والمتفجرات، وحماية المجتمع من شبكات الجريمة المنظمة أو الفردية، فهذا ليس إلا استخداما للسلاح منسجما مع مخططات الاحتلال الإسرائيلي، تمهيدا لتفكيك أواصر الوحدة الجغرافية والسكانية لشعبنا على أرض الوطن، واستكمالا لانقلاب حماس عام 2007 حيث يحاول رؤوسها بغطاء من المنظومة الصهيونية أخذ هذا الجزء من الوطن بعيدا حتى بلوغ الانفصال، أو تحويل مناطق دولة فلسطين إلى (كانتونات) عشائرية تتحكم بها جماعات مسلحة وعشائر وعائلات، وبذلك يتم إجهاض طلب الشعب الفلسطيني الذي سيقدمه الرئيس أبو مازن في خطابه على منبر الأمم المتحدة للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين، بعد شهادات على أعلى المستويات الدولية بجدارة الشعب الفلسطيني ومؤسساته لهذا الاستحقاق، ومن لا يربط بين وجود فلسطين في هذه اللحظة التاريخية في ميدان النضال السياسي الدبلوماسي القانوني في المحافل الدولية، وبين ما حدث في نابلس هو أصم أعمى أبكم، لكن رؤوس الفتنة يعلمون جيدا ما يفعلون، لذلك كان الالتزام الوطني أسبق لوأدها بحكمة وعقلانية، فالقيادة السياسية والأمنية والشريك في ذلك العقلاء في المجتمع الفلسطيني قد كشفوا عورة الذين يتنفسون الفتنة ويتغذون على دماء الأبرياء السائلة منها، ويدمرون النفوس والمجتمع بفتنة أشد من الكفر.
mat