الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الحرية والعلاج الطبي للأسير ناصر أبو حميد ‏

نشر بتاريخ: 2022-09-13 الساعة: 13:15

 

بقلم:المحامي علي أبوهلال * ‏


الأسير ناصر أبو حميد يستحق الحياة والحرية والكرامة الإنسانية بعد أن أمضى نحو 30 سنة في سجون ‏الاحتلال، وهو يعاني من مرض السرطان منذ فترة طويلة، وتحذر هيئات الأسرى من استشهاده في أي ‏لحظة. ‏
سلطات الاحتلال تمارس سياسة الاهمال الطبي بحقه ولم يعد منذ شهرين يتلقى أي جرعة علاج، لأن ‏جسده لم يعد يقوى أو يتجاوب مع تلك العلاجات، وكشفت عائلة الأسير أبو حميد في تصريح لها، أن ‏التوصية الطبية التي حصل عليها خلال الساعات الأخيرة، تدعو الى فحص إمكانية السماح له بالخروج ‏من السجن ليقضي أيامه الأخيرة بين عائلته.‏
يذكر أن الوضع الصحي له بدأ بالتدهور بشكل واضح منذ شهر آب/ أغسطس 2021، حيث بدأ يعاني ‏من آلام في صدره إلى أن تبين بأنه مصاب بورم على الرئة، وتمت إزالته وإزالة قرابة 10 سم من محيط ‏الورم، ليعاد نقله إلى سجن "عسقلان" قبل تماثله للشفاء، ما أوصله لهذه المرحلة الخطيرة، ولاحقا وبعد إقرار ‏الأطباء بضرورة أخذ العلاج الكيميائي، تعرض مجددا لمماطلة متعمدة في تقديم العلاج اللازم له، إلى أن ‏بدأ مؤخرا بتلقيها.‏
الأسير أبو حميد من مخيم الأمعري/ رام الله، معتقل منذ عام 2002، ومحكوم بالسجن المؤبد سبع مرات ‏و(50) عاما. وقد تعرض للاعتقال الأول قبل انتفاضة الحجارة عام 1987 وأمضى أربعة أشهر، وأعيد ‏اعتقاله مجددا وحكم عليه بالسجن عامين ونصف، وأفرج عنه ليعاد اعتقاله للمرة الثالثة عام 1990، وحكم ‏عليه الاحتلال بالسجن المؤبد، أمضى من حكمه أربع سنوات حيث تم الإفراج عنه مع الإفراجات التي ‏تمت في إطار المفاوضات، إلى أن الاحتلال أعاد اعتقاله عام 1996 وأمضى ثلاث سنوات‎.‎‏ وإبان ‏انتفاضة الأقصى عام 2000 انخرط أبو حميد في مقاومة الاحتلال مجددا، واعتقل عام 2002، وحكم ‏عليه الاحتلال بالسجن المؤبد سبع مرات و(50) عاما ولا يزال في الأسر حتى اليوم‎.‎
الأسير أبو حميد من أسرة مناضلة وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في سجون ‏الاحتلال، حيث اعتقل أربعة منهم عام 2002 وهم: نصر، وناصر، وشريف، ومحمد، إضافة إلى شقيقهم ‏إسلام الذي اعتقل عام 2018، ولهم شقيق سادس شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد، كما أن بقية العائلة ‏تعرضت للاعتقال، وحرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم، كما تعرض ‏منزل العائلة للهدم خمس مرات، آخرها عام 2019.‏
يواجه الأسير أبو حميد ظروفا صحية صعبة جراء الإصابات التي تعرض لها، وخلال العام المنصرم تفاقم ‏وضعه بشكل ملحوظ تحديدا في شهر آب/ أغسطس، وتبين أنه مصاب بورم في الرئة‎.‎‏ وخلال الفترة التي ‏سبقت ظهور المرض، واجه الأسير أبو حميد سياسة الإهمال الطبي المتعمد والمماطلة في تقديم العلاج، ‏عدا عن ظروف السجن القاسية، تحديدا في "عسقلان" الذي يعتبر من أسوأ السجون من حيث الظروف، ‏ومع ذلك تحتجز فيه مجموعة من الأسرى المرضى‎.‎
سلطات الاحتلال تمارس القتل البطيء بحق الأسير ناصر أبو حميد، كما تمارسه بحف المئات من ‏الأسرى المرضى طوال العقود الماضية، وقد أدت هذه السياسة إلى استشهاد 73 أسيرا في سجون الاحتلال ‏منذ عام 1967 كان آخرهم الأسير موسى أبو محاميد في أوائل شهر أيلول / سبتمبر الجاري.‏
الأسير ناصر أبو حميد يحتضر‎ ‎هذه الأيام، وقد يستشهد في أي لحظة كما تفيد التقارير الطبية، سلطات ‏الاحتلال لا تعير انتباها لحياته التي تزداد خطورة في كل لحظة، وهي تتحمل مسؤولية قتله البطيء ‏والمتعمد نتيجة سياسة الإهمال الطبي التي مارسته بحقه منذ فترة طويلة، وينبغي أن تحاسب على هذه ‏الجريمة حتى لا يفلت الجناة من العقاب.‏
وينبغي أن تتضافر كافة الجهود، وتتواصل وتتسع التحركات الوطنية والشعبية المنددة بممارسات الاحتلال ‏بحقه، داخل الوطن، وفي بلدان المهجر والشتات، وعلى جميع حركات التضامن الدولية وأنصار الشعب ‏الفلسطيني في كل دول العالم، أن تتحرك وتواصل الضغط على دولها، للضغط على حكومة الاحتلال من ‏أجل وقف سياسة الإهمال الطبي والقتل البطيء التي تمارسه بحق الأسرى والمعتقلين في سجون ‏الاحتلال، بما يخالف القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الانسان.‏
وعلى كافة المؤسسات والهيئات الحقوقية الدولية أن تتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، بموجب القانون ‏الدولي الإنساني وقانون حقوق الانسان، للضغط على حكومة الاحتلال، من أجل تحريره وإطلاق سراحه ‏فورا، ليتكمن من الحصول على العلاج الطبي الملائم خارج السجن، لعل وعسى يتم توفير العلاج الطبي ‏والمناسب له، وإنقاذ حياته قبل فوات الأوان، فالأسير أبو حميد يستحق الحرية والكرامة الإنسانية، ويستحق ‏الحياة في أخر أيامه بين أهله وفي أحضان والدته الصابرة والمناضلة. ‏
‏ *محام ومحاضر جامعي في القانون الدولي.‏

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024