فتحوا مطار "رامون"... لكن عيونهم على "البتراء"!
نشر بتاريخ: 2022-09-07 الساعة: 14:55
موفق مطر
نعتقد أن منظومة الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي العنصري إسرائيل تقدم الهدف السياسي بشقيه على الصعيدين الفلسطيني والأردني على كل أهدافها الاقتصادية الكامنة وراء قرارها إعادة تشغيل مطار رامون، والسماح للمواطنين الفلسطينيين في الضفة الفلسطينية بالسفر عبره إلى جهات محددة خارج فلسطين المحتلة, فهدفهم السياسي من ناحية فلسطين منع قيام أو استعادة أركان ورموز السيادة في دولة فلسطينية مستقلة ومنها الموانئ والمعابر والمطارات، وبمعنى آخر وأد فكرة استعادة مطار القدس (قلنديا) وهو مطار عاصمة فلسطين قبل إنشاء منظومة الاحتلال، وقطع الطريق على إمكانية إنشاء مطار آخر في محافظة أريحا هذا أولاً.
الهدف الآخر إظهار منظومة الاحتلال كمستجيب سريع لطلبات الرئيس الأميركي جو بايدن الذي تحدث أثناء زيارته عن إجراءات ملموسة لتسهيل حركة تنقل المواطنين الفلسطينيين، لكن الحقيقة هي أن هذا التشغيل بمثابة نفاثات دخان للتعمية على مشاريع منظومة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطانية وهدفها الرئيس وضع الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة ضمن معازل تحيط بها المستوطنات وقواعد جيش الاحتلال، ومصادرة حق المواطنين بالحرية في التنقل المضمونة والمكفولة في القانون الدولي، فحكومة الاحتلال تظهر للعالم بقناع الحريص على تطبيق حق المواطن الفلسطيني في التنقل وتأمين الوسائل المريحة لذلك، بينما في واقع الأمر هناك أدلة على جرائم منظومة الاحتلال من خلال تنفيذها خطط ومشاريع تقطيع أوصال أرض الشعب الفلسطيني، وتضييق سبل العيش، والضغط الشديد اقتصاديا وأمنيا وعسكريا – حملات عسكرية وقتل على مبدأ الشك، واغتيالات لإحلال فكرة الهجرة مكان مبدأ الصمود والثبات، وكلها إرهاصات تمكنهم من الاستيلاء على الأرض بأقل الأثمان، وما مطار رامون إلا أحد هذه الأقنعة، ونعتقد أن واجبنا الوطني يحتم على كل واحد منا المساهمة بإسقاط هذا القناع، الذي يعتبر واحدا من أدوات الإغراء المادي والنفسي الذي مارسته منظومة الاحتلال (إسرائيل) منذ إنشائها لجعلها واقعا مقبولا إن لم تصل إلى مرحلة تكريس نفسها حقيقة تاريخية، ولتكون أرخص احتلال في التاريخ !!.
صحيح أن لجنة وزارية فلسطينية أردنية من جهات الاختصاص قد اجتمعت لتدارس ومناقشة وضع المعابر بين فلسطين المحتلة والمملكة لوضع الحلول الفورية لها، وصحيح أن المطالب الفلسطينية محقة فيما يخص تحسين الإجراءات والظروف والمعاملات، لكن الأصح هو ألا نسمح لمنظومة الاحتلال بالاستفراد بتوأمنا الأردن الشقيق عبر إغرائنا بتسهيلات وإجراءات ليست أكثر من فخ نصبته للإيقاع بيننا وبين توأمنا شعب وقيادة المملكة الأردنية، ,ومن المؤكد ان هذه القيادة المملكة لن تسمح ولن يسمح شعبها - توأمنا - باستفراد المنظومة العنصرية الاحتلالية بالشعب الفلسطيني، وهنا لابد من عمل كل ما من شأنه تمكين الفلسطيني من التمسك بمبدأ المصير المشترك، وتعزيز صموده، وتجذير ايمانه وثقته بانتمائه للعروبة وقيمها، فالأردن رئة فلسطين الأولى، وفلسطين رئة الأردن الأخرى، وإذا كانت التحسينات في المعابر مطلوبة وهذا حق، إلا أن تحصين العلاقة بين الشعبين والقيادتين أولوية تندرج تحتها وتنعكس تلقائيا على الأرض بفضل نوايا المخلصين وإدراكهم بأن الأردن ليس بعيدا عن مطامع منظومة الاحتلال الإسرائيلي التي وصلت حدود البتراء الزمانية والمكانية التاريخية والمستقبلية، فالبتراء عجيبة الدنيا الثامنة الناصرة لروايتنا، والناقضة لكذبة المنظمة الصهيونية.
mat