عداء (بال ميديا ووتش) للحقيقة ومنهجها الخطير على اليهود
نشر بتاريخ: 2022-09-06 الساعة: 11:25
موفق مطر
ما زال المنهج الصهيوني الذي تسبب بالمشاكل لليهود في أوروبا ودول عربية خصوصا والعالم عموما سائدا حتى اللحظة، فقلب الحقائق أو تفريغها من مضمونها الصحيح السليم المنطقي الصائب وإلباسها ثوب المظلومية، ومحاولة استبدال العلاقة السلمية بين الشعوب والدول بالاحتلال والاستيطان وفرضهما بالقوة وإرهاب الدولة، ما زال الأسلوب المفضل لدى غالبية عظمى من المجتمع الإسرائيلي أنصار هذا المنهج المدمر، فهؤلاء ما زالوا أسرى الظن القائل إن العالم يصدق أطروحاتهم وتشبيهاتهم، بعد تكبيل دول ومؤسسات في العالم بقيود صممت على هيئة قوانين تحت عنوان "معاداة السامية"، كل ذلك لتمرير صورة المحتل والمستوطن بموضع صاحب الحق الأصيل، رغم القوانين الدولية والمواثيق الأممية والقرارات التي تجرم الاستيطان وتعتبره جريمة حرب، وكذلك الاحتلال الذي لا يملك حسب هذه القوانين أي حق باستبدال الوضع التاريخي والطبيعي والقانوني والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في الأراضي المحتلة.
لا شك أن بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية انتبهت لخطورة الاستمرار بأخذ هذا المنهج، خاصة في ظل ثورة تقنية الاتصال والتواصل، علاوة على الحقائق الثابتة والمعلومة لدى الباحثين والمتابعين للحق الفلسطيني ونضال الشعب الفلسطيني، وتطورات الأحداث ، فقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وهيئاتها ومنظماتها وعلى رأسها مجلس الأمن ويليها اليونيسكو ومجلس حقوق الإنسان، ومنظمة العفو الدولية، مع أكثر من سبعمائة قرار تعتبر الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي لأراض فلسطين المحتلة منذ الخامس من حزيران من العام 1967 باطلا ولا شرعية له إطلاقا، أما منظمة المقاطعة الدولية (BDS) العاملة على مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية المنشأة على هذه الأرض المحتلة لخير دليل على صواب القرارات التي تتخذها جهات رسمية صاحبة اختصاص، أو حتى شعبية ترى في المقاومة الشعبية السلمية سبيلا للتحرر من الاحتلال، ومن مسارات هذه المقاومة مقاطعة منتجات المستوطنات، وكذلك مقاطعة منظومة الاحتلال الاستيطاني العنصري التي تمارس منهجا عمليا هدفه قطع شرايين الحياة الواصلة بين قلوبنا وأرضنا، وبين نفوسنا الحرة وحقوقنا في الحرية والكرامة والعدالة.
نعتقد أن منظمة بال ميديا ووتش الإسرائيلية مثال صارخ على ما ذكرناه، وكأن إعادة تذكير العالم بالنازية والهولوكوست يجب أن تكون على حسابنا نحن الشعب الفلسطيني وعلى حساب جعل الحق باطلا، وتقديم الظالم بصورة المظلوم، وتجفيف القوانين والشرائع والمواثيق ومبادىء القيم الأخلاقية الإنسانية، وسحقها في رحى المشروع الصهيوني لتطيرها رياح المشاكل والصراعات الملتهبة في العالم، فهذه المنظمة شبهت قرار محافظة سلفيت الفلسطينية بمنع توريد وعرض منتجات المستوطنات في المحال التجارية الفلسطينية، وإزالة الكتابة بالحروف العبرية على لافتات ورشات العمل والمحال أيضأ، بما حدث للمواطنين الألمان اليهود في عهد النازية، وخاطبت المجتمع الإسرائيلي بهذه العبارة "هل تتذكرون اللافتات الموجودة في ألمانيا النازية والتي تقول لا يُسمح لليهود عند مداخل بعض المتاجر؟"..ليس هذا وحسب، بل وتنتقد القرار المنشور بتوقيع المحافظ عبد الله كميل في 27 آب الماضي بالتأكيد على:
1- يمنع منعا باتا التعامل التجاري مع المستوطنين، وذلك عملاً بالقانون رقم ( 4 ) لعام 2010 وهنا يحظر استقبال أي مستوطن في محلاتنا التجارية، وقد أعطينا تعليمات واضحة للأجهزة الأمنية المختصة بإغلاق أي محل يخترق هذا القرار، وتقديم صاحبه للقضاء.
2- ضرورة إزالة اليافطات والآرمات المكتوبة باللغة العبرية الموضوعة على المحال التجارية، والورش بأنواعها، خلال مدة أقصاها أسبوع، ومن لم يلتزم سنتخذ بحقه الإجراءات القانونية اللازمة.
3- نؤكد مرة أخرى على أن أي عملية بيع للأراضي، وتحديدا في المناطق المصنفة "c" يجب ألا تتم قبل أخذ الموافقة الأمنية عبر مؤسسة المحافظة، وكذلك تمنع أي عمليه بيع مباشرة عبر الدوائر الإسرائيلية.
من حقنا استخدام كل الوسائل لحماية وجودنا واقتصادنا وحياة المواطن الفلسطيني، فهذه المنظمة التي تمارس إرهابا مقصودا على يهود إسرائيل، وخطرا حقيقيا عليهم، ولا تؤثر علينا إلا بمساهمتها في نشر العدائية المطلقة في محيط مجتمعها، باستخدامها التضليل واستغلال معاناة المواطنين الألمان اليهود من حاكمهم النازي العنصري آنذاك، أما المستوطن فلا ننظر إلى عقيدته وإنما باعتباره عنصرا في جيش غزو واستعمار واحتلال، وأصحاب هذه المنظمة يعلمون جيدا أننا لا نكن عداء لليهود لأنهم يهود، وإنما نناضل لاسترداد أرضنا العامة والخاصة التي اغتصبتها حكومة منظومتهم وأحزابهم، وطردت أصحابها وقدمتها للمستوطنين لينشئوا عليها قواعد ولكن على هيئة تبدو مدنية، لكنها في الحقيقة قواعد للإرهاب والقتل والاستيلاء على حقوق وأرزاق الغير، فجرائمهم لا سابق لها إلا في القرون الوسطى، ولا مكان لها في قائمة أخلاقيات وقوانين شعوب القرن الواحد والعشرين المتحضرة، فالمستوطنات باتت قواعد انطلاق للعدوان على أصحاب الأرض الأصليين مواطني فلسطين الذين يجب أن تعرف منظمة بال ميديا ووتش أن إرهاب الدولة لم يكسر الشعب الفلسطيني المصمم على مقاومة الاحتلال والاستيطان بأدوات أهمها الانتصار لذاته وهويته وثقافته واقتصاده، والوفاء للشهداء والأسرى، فنحن لم ولن نقطع صلتنا الروحية بأرضنا ومن حقنا حمايتها بقوانين وطنية فلسطينية مظلتها ومرجعيتها القانون الدولي.
mat