الرئيسة/  مقالات وتحليلات

"داعس" و"داعش" وجهان لهمجية عنصرية وإرهاب لا يخطئ

نشر بتاريخ: 2022-08-16 الساعة: 12:52

 

 موفق مطر


كما يفعل الجزار مع الذبيحة، هذه - بالمختصر المفيد - فلسفة ما يسمونها "أخلاقيات "جيش منظومة الاحتلال الإسرائيلي العنصري الإرهابي فقد رفعوا قدمي الضحية الإنسان الفلسطيني محمد إبراهيم الشحام وثبتوها على مغسلة في شقة عائلته لينزف كل دمه من رأسه، بعد إطلاق رصاصة على دماغه من نقطة الصفر. لا صورة عاكسة للهمجية في القرن الواحد والعشرين، وتعتبر عارا على الإنسانية أفظع من هذه، حيث تفوق جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي على همجية مشبعة بغريزة سفك الدماء، لطالما شهدناها في شرائط مصورة بثتها جماعات إرهابية تبعد آلاف السنوات عن حاضر الإنسانية وتطبيقاتها ونظرياتها الفكرية والثقافية، لكن هذه الجريمة إذا قسناها بمعيار ادعاءات منظومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني العنصري عن ديمقراطيتها، ومواكبتها للحداثة في العلوم الإنسانية والسياسية والتقنية، ومظلة الحماية اللامحدودة التي تتمتع بها من دول عظمى تدعي الحرية والعدالة، وتجرف كثيرا من النظم السياسية في العالم، وتحطم أركان دول بفيضانات دعايتها عن مبادئ الحرية وحقوق الإنسان، فإن كل عاقل في هذا العالم سيرى هذه الجريمة أفظع.. مع وجوب الملاحظة هنا أن تعدد الجنسيات هو القاسم المشترك بين "داعش" تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وبين "داعس" منظومة الدولة الصهيونية العنصرية في إسرائيل! وهذا ما يفسح المجال لظهور صور خارقة للخيال الإنساني في أشكال الجريمة ضد الإنسانية، أما الآن وبعد وانكفاء القاعدة و"داعش" في المنطقة، فإن "داعس" الصهيونية قد عادت إلى مكانها الطبيعي كرقم واحد في الهمجية والإرهاب وسفك الدماء، ونذكر القارئ هنا بالفارق الزمني بين ظهور "داعش" وجرائمها بجز رقاب خصومها وإحراق الطيار الأردني الشهيد الكساسبة كمثال صارخ على الإرهاب، وبين جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى من الجيش المصري اثناء عدوانه على مصر الشقيقة في الخامس من حزيران من سنة 1967، حيث تم احراق أسرى وهم أحياء، فيما تم قتل آخرين من نقطة الصفر أيضا، علاوة على التمثيل بجثثهم بعد إطلاق الرصاص عليهم، أما مجزرة صبرا وشاتيلا التي أشرف عليها وزير حرب جيش المنظومة ارئيل شارون الذي أصبح بعد سنوات رئيس حكومة (دولة الإرهاب) إسرائيل فأكبر دليل على ما نذهب إليه في هذا المقال، فنحن لا نتهم ولا نتجنى ولا نخطئ، فأحدث الدلائل المادية والبينات والإثباتات على همجية المنظومة الصهيونية العنصرية وليس أولها ولا آخرها، أطفالنا المئة وأكثر، ضحايا همجية جيشها وساستها الدائم على شعبنا في غزة، في عدوانين ليس بينهما مدة زمنية إلا خمسة عشر شهرا، ويحدث هذا كله أمام أبصار حكومات دول كبرى عظمى أعضاء دائمين في مجلس الأمن، وبعد كل جريمة ضد الإنسانية يكافأ الغزاة المحتلون الهمجيون، ويدان الشعب الفلسطيني لأنه لم يخضع ويسلم رقبته طواعية لجزار"داعس"!.

داعس الصهيونية الهمجية الإجرامية المتعددة الجنسيات، وداعش الإجرامية الهمجية المتعددة الجنسيات وجهان لإرهاب دولة، الأولى: "داعس" أي (إسرائيل) مُنِحتْ شرعية على حساب الشعب الفلسطيني بعد حربين عالميتين كان ضحيتهما عشرات الملايين من أمة الإنسان، والثانية (داعش) التي أحرقت قيم العقيدة السماوية، ونشرت بأساليبها الهمجية شريعة الغاب والوحشية حتى منحت المستعمرين الجدد الهمجيين شرعية إعمال الذبح العشوائي بلا تمييز في العرب والمسلمين والأفارقة والآسيويين من أمة الإنسان بحجة محاربة الإرهاب، فإذا بنا أمام كيانين مشربهما الهمجي واحد، حتى لو كان هذا (الداعس) بربطة عنق، وذاك (الداعش) بقناع، فكلاهما مجرد تماما من أدنى قيم الإنسانية، وفي يد كل منهما سيف إرهاب، يقطر دما إنسانيا خالصا.. لم يخطئا يوما الهدف.

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024