يا رؤوس دولة الإرهاب .. لا تخطئوا تقدير الشعب الفلسطيني
نشر بتاريخ: 2022-08-13 الساعة: 12:04
موفق مطر
يظن رؤوس منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري(إسرائيل) العسكريين والسياسيين أن وسم كفاح ونضال الشعب الفلسطيني بالإرهاب سيمنح مجازرهم وجرائم الحرب المرتكبة بحقه شرعية ما ، فهم يعلمون قبل غيرهم أنهم مبتدأ الإرهاب وحاله وصفته وأفعاله الماضية والحاضرة وتلك المنظورة في أفق المستقبل، ويدركون جيدا أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل خمسين عاما تقريبا باعتبار الصهيونية عنصرية مازال قائما في نظر شعوب ودول العالم حتى وإن أخرجته من سياق التطبيق والتنفيذ ضغوط دول استعمارية كبرى، حرصت ومازالت تعمل على إخضاع الشعب الفلسطيني ودفعه للاستسلام، لوأد أهم حالة ثورية وتحررية في الوطن العربي مازالت صامدة في مواقع المواجهة المباشرة مع القاعدة الاستعمارية الوكيل (إسرائيل) .
نعتقد في هذا الإطار أن الدلائل لا تعد ولا تحصى على إرهاب الدولة الذي تمارسه منظومة الاحتلال (إسرائيل) فالاستيطان والاحتلال جريمة حرب، ومثله التهجير والتطهير والعنصرية، وقرار منظمة العفو الدولية باعتبار منظومة الاحتلال إسرائيل (دولة فصل عنصري)وانفتاح بصيرة برلمانات أوروبية ومؤتمرات عامة لمنظمات وكنائس في أوروبا والولايات المتحدة ، وإدراكها – ولو متأخرة - طبيعة ووظيفة هذه المنظومة (إسرائيل) واعتبارها كيانا عنصريا لا يقل خطرا على الإنسانية من كيان جنوب أفريقيا العنصري البائد، ليس هذا وحسب، بل إن أصواتاأدبية وإعلامية بدأت تعلو من داخل المجتمع الإسرائيلي، تعلن خوفها من نتائج انعكاس(ارهاب حكومة منظومتهم)على مصائرهم، وخطر انفكاك مرادف الديمقراطية الذي ألصق (بإسرائيل) ديمقراطية لا يطبق منها سوى التنافس والتعبير بأسوأ سلوك ، وأقذع المصطلحات العنصرية، حول كيفية كسر إرادة الشعب الفلسطيني، وتوظيف مفاهيم وتعاميم الحاخامات الصهاينة العنصريين، لنكران الحق التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني في ارض وطنه فلسطين، وبمعنى أدق ومختصر، يتنافسون على كيفية تنفيذ مقررات المؤتمر الصهيوني لجعل فلسطين أرضا بلا شعب، لتنسجم مع كذبتهم التاريخية بأنها أرض الميعاد ولشعب بلا أرض .
نحن على ثقة من القول : بأن رؤوس منظومة الاحتلال(اسرائيل)الساسة قبل العسكريين، والعسكريين والأمنيين، وكل منخرط في مخطط اخضاع الشعب الفلسطيني وإنهاء وجوده، يحتاجون الى فحص وعلاج نفسي دقيق في عيادات الحقائق التاريخية القريبة والبعيدة، ونقول لهم لا تخطئوا في تقدير ايمان وقوة وصبر الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية وعزمه على الكفاح والنضال حتى انتزاع حريته وتحرير ارض وطنه ومقدساته، فالإمبراطورية التي لم تكن الشمس تغيب عن اراضيها (بريطانيا العظمى) انكمشت حتى عادت اليوم الى حجمها الطبيعي في جزيرتهم الأصلية ، وآخر تحديث يفيد بأنهم قد يعيشون شتاء صعبا بسبب ضعف موارد الطاقة وانحسار نفوذهم وتحولهم الى تابع ينفذ سياسة مخططات الادارة الأميركية، أما الولايات المتحدة الأميركية، فقد بدأت سلسلة انكساراتها الميدانية بالهزيمة من فيتنام قبل حوالي نصف قرن، وتحولها الى دولة غزو مدمرة وليس معمرة، كما فعلت في العراق وأفغانستان والصومال، وكما تفعل حتى الساعة بدعم منهج المجازر والقتل والتغطية على الجرائم ضد الانسانية بحق الشعب الفلسطيني، وتوفير الحماية لرؤوس المنظومة، ومنع محاسبتهم وفق القانون الدولي، وتساند تمردهم على الشرعية الدولية، وتحديهم للمجتمع الدولي ،ومخالفتهم المتعمدة على شكل جرائم ارهابية لمبادىء الحقوق الأساسية السياسية والإنسانية المضمونة في الشرائع والمواثيق الأممية .
على رؤوس منظومة الاحتلال المصابين بعقدة التفوق العنصري، والمادي العسكري والمالي الاقتصادي وغيره، أن يعلموا أن لدى الشعب الفلسطيني تفوقا لا يعلو عليه تفوق أبدا، وهو الايمان بالحق الذي على صلابته ستنكسر حملاتهم المدمرة العسكرية النارية، فشعبنا انتقل من ثورة الى ثورة، ومنح المجتمع الدولي وكل المؤمنين بالسلام الفرصة تلو الأخرى، لكنه لم يبخل أبدا في التضحية من اجل انتزاع حريته وتحرير ارض وطنه، وأن اتباع قيادته الوطنية لمنهج الحكمة والعقلانية والواقعية السياسية ليس ضعفا، وإنما ارتكازا على قيم انسانية حضارية نتخذها سبيلا لبيان هذا الحق، ولأن قيادة الشعب الفلسطيني لا تتخذ سفك الدماء معيارا لنيل وسام الوطنية، فالنضال والكفاح الوطني مؤسس على منهج الحق والتواصل ألأزلي الأبدي ما بين جذورنا التاريخية وحاضرنا ومستقبلنا، وقائم على وراثة هذا الحق مهما طال زمن الاستعمار والاحتلال والاستيطان – نحن على يقين انه لن يكون أطول من زمن الاستعمار الفرنسي للجزائر 130 سنة - أما رؤوس المنظومة فيحركهم الخوف على مستقبلهم، فتدفعهم قوتهم في الحاضر إلى استخدام الارهاب والجريمة ضد الانسانية منهجا لتثبيته في خطوة نحو مستقبل يعرفون جيدا أن ملامحه لن تكون ارض وطننا نحن الشعب الفلسطيني ، حتى فرصة السلام التي منحناهم اياها قبل اكثر من ربع قرن كحل على أساس دولتين رفضوها، وقابلوا حسن نوايانا في توفير استقرار وامن وسلام بدون احتلال واستيطان وعنصرية بحملات عسكرية مدمرة، لا تختلف في المضمون والنتائج عن حملات الهمجيين ومثالهم المغول والتتار سوى بنوع الأسلحة .
نحن لن نفقد الأمل بالسلام، لكن لن نتنازل عن حقنا التاريخي والطبيعي أبدا، ونعتقد أن لدى الشعب الفلسطيني مخزونا من الايمان والقوة والصبر والصمود والحكمة والعقلانية والأفكار الخلاقة ما يمكنه من تحقيق الحرية والاستقلال، وبذات السياق نعتقد أن سجل تاريخ كفاح الشعوب فيه صفحات من البطولة والتضحية والفداء عبر مواجهة ومقاومة شعبية مشروعة منسجمة مع القانون الدولي، وصفحة سلام الشجعان على أساس الإقرار بالحق التاريخي للشعب الفلسطيني
mat