الرئيسة/  مقالات وتحليلات

المعادلة .. وعقدة (الحشمونائيم) الصهيونية

نشر بتاريخ: 2022-06-27 الساعة: 11:27

 

موفق مطر


الإيمان بالحق التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني بأرض وطنه، زائد ارتفاع مؤشر الوعي بالهوية الوطنية، زائد تصاعد وتيرة المقاومة الشعبية، زائد التزام الشباب الفلسطيني بمبادئ التحرر والحرية والاستقلال والسيادة، زائد إنجازات لتثبيت فلسطين في خريطة القانون الدولي، تساوي تفككا أو انكشافا لخديعة وكذبة المنظومة الصهيونية، زائد الارتفاع في نسبة التشكك بإمكانية تحويل اليهودية إلى قومية، أي الهبوط في نسبة المؤمنين بمستقبل المشروع الصهيوني، زائد الارتفاع في وتيرة إرهاب الدولة المنظم، والمجازر والقتل وسفك الدماء بلا تمييز، زائد السقوط تلو الآخر لمعظم جيل المنظومة الصهيونية في فخ همجية المستوطنين، زائد الخروج على قوانين ومواثيق الشرعية الدولية ارتكازا على ازدواجية معاييرها!. 

 تلك هي صورة عناصر المعادلة المتجسدة ماديا على أرض فلسطين، وبناء على قراءة دقيقة للوقائع على الأرض، يمكننا معرفة دوافع رؤوس المنظومة العسكريين والسياسيين لجعل فلسطين التاريخية منطقة إطلاق نار، وبمثابة حقل رمي وميدان مناورات بالذخيرة الحية، وحملات عسكرية لقوات النخبة والخاصة، أما الهدف فهو فلسطيني مدني غير مسلح، لا فرق - حسب خططهم - بين امرأة (أم) أو شابة (طالبة جامعية) أو رجل يسعى من أجل لقمة العيش، أو شاب في ريعان فتوته وشبابه، أو طفل يشع من عينيه ألوان طيف المستقبل، أو صحفي جسد المهمة برسالة حق يبثها للعالم، أو مسعف أو طبيب اختار أن يكون جنديا في جيش ملائكة الرحمة، فالكل عند ضباط أركان جيش الوكالة الاستعمارية المسماة اسرائيل أهداف والأمر الصريح بالقتل صدر مقدما وما على مرتكب الجريمة جنديا كان أو مستوطنا إلا التنفيذ متكئا ومطمئنا الى ضمانة وكفالة مكتب جرائم الحرب وضد الانسانية رقم واحد لدى حكومة منظومة الاحتلال المسماة حكومة إسرائيل ومشرعيها الإرهابيين المناهضين للسلام في الكنيست ولدى سلطتها القضائية التي اغتالت العدل وقسمت جثته ووزعتها في براميل، ثم كالمافيات صبوا عليها الإسمنت، وأغرقوها حتى نال كل بحر في الكرة الأرضيه نصيبه!. 

 إن استراحات منظومة الاحتلال، واستغلالها كل لحظة من الأوقات المستقطعة ليس تراجعا عن خطة تشريد وتهجير وقتل الفلسطيني التي رسمت ووضعت قيد التنفيذ مع وصول أول مستوطن لأرض وطننا فلسطين، وإنما إشارة في غاية الخطورة، تدفعنا إلى مراجعة يومياتنا وأساليبنا وأدواتنا الكفاحية النضالية، أدبياتنا السياسية الثقافية الإنسانية، استراتيجيتنا وخططنا في البناء والتحرير، منهجنا في معالجة قضايانا الوطنية، فمنظومة الاحتلال العنصري (إسرائيل) لا تتوقف عن استخدام آلة الحرب والقتل والتدمير، إلا لتراقب مسارات صراعاتنا الداخلية سياسيا واجتماعيا وثقافيا حتى، وتسعى لسد المنافذ بوجه العقلانية  والواقعية، وتبديد الرؤى السليمة الصحيحة بالدعاية المنظمة والإشاعة وبث روح الاحباط واليأس، لكنها سرعان ما تعود إلى التموضع في الشق الآخر من المعادلة، عندما تجدنا في المستويين القيادي والشعبي قد تمترسنا وتمرسنا في ميادين الشق الأول من المعادلة.. فأكثر ما يخشاه  ساسة وعسكر منظومة الاحتلال العنصري الإسرائيلي قدرتنا نحن الفلسطينيين على تحقيق معجزة الحياة والديمومة في الوجود رغم فيضان التغييب والترهيب والترغيب، وأعاصير حملات ومجازر دموية، متوازية مع حملات تهويد و(أسرلة)، وسلب منهجي لعناصر هويتنا الثقافية  الانسانية الحضارية، ومشاريع إخضاعنا لاستبدال الحرية برغيف الخبز عبر  حصارات مالية وخطط اقتصادية وهمية، والأهم من كل ذلك أننا لم ولن نمنحهم فرصة  الحديث عن صراع معهم على أرض وطننا فلسطين، وإنما أكدنا دائما وما زلنا نؤكد أننا نناضل لانتزاع حقنا، وندافع عن وجودنا في أرضنا وعن تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا هنا حيث كنا وحيث يجب أن نكون... لذا فإن ارتفاع وتيرة ارهاب الدولة والمستوطنين المنظم يعني أننا – حسب المعادلة – متقدمون بثبات ويقين نحو أهدافنا وتحقيق النصر، وأنهم رغم جبروتهم وقوتهم المسلحة يتراجعون، حتى أنهم باتوا يأملون بلوغ سن الثمانين ليتجاوزا عقدة (مملكة الحشمونائيم) التي نعتقد أنها موجودة في إسرائيلهم المتخيلة، وليس لها اثر يذكر على أرضنا.   

 

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024