الرئيسة/  مقالات وتحليلات

(قرية أم النصر) وتنافس حماس والاحتلال بالإرعاب والإرهاب

نشر بتاريخ: 2022-06-12 الساعة: 10:30

 

موفق مطر


لا بد من تجديد التأكيد أولا بأن سلطة حماس الانقلابية لا تملك أي شرعية لتنفيذ القانون، فهي سلطة أمر واقع كسلطة الاحتلال الإسرائيلي لا تملك هذه الصلاحية، لكنها رغم ذلك تتحمل المسؤولية عن الأزمات الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية في قطاع غزة، فرؤوسها مسؤولون أمام محكمة الشعب التي ستنصب عاجلا أو آجلا، عن جريمة إذلال المواطنين وإخضاعهم لجبروتهم واستبدادهم لإجبارهم على الهجرة من الوطن، ولأنهم بذلك يتلاقون مع مخطط استعماري صهيوني عنصري قديم جديد لتهجير الشعب الفلسطيني، أو إحباط الروح الوطنية للجماهير الفلسطينية وإسقاطها في هاوية اليأس !.. لذلك ما كنا ننتظر من رؤوس جماعة الإخوان المسلمين فرع فلسطين المسمى حماس مكافأة أهلنا في القرية البدوية (أم النصر) على صمودهم، فهؤلاء مشغولون بعمليات السيطرة على أراضٍ حكومية تعود ملكيتها للشعب الفلسطيني، وتقسيمها على رموز انقلابهم الدموي وأبنائهم، وعلى أعضاء جماعتهم الموالين والتابعين لضلالهم، موالون جردوا من ضمائرهم الوطنية، وأخلاقيات وضوابط السلوك مع أبناء الوطن.. ما كنا ننتظر لإدراكنا أن المسلح الذي ينفذ أوامرهم بلا تردد أو تفكير هو ضحية أيضا، مضلل، غسل دماغه حتى صار أعمى البصيرة، غير قادر على رؤية أبعاد جريمته بحق أبناء بلده، وتأثيراتها الخطيرة على المجتمع الفلسطيني، وعلى الحق الفلسطيني وصورة فلسطين وشعبها المناضل، وهنا مكمن الخطر الأفظع الذي نواجهه، فهذا المجرد من ضميره والمشوهة عقيدته، أصبح منافسا للجندي في جيش منظومة الاحتلال الإسرائيلي، في لعبة سفك دم المواطن الفلسطيني وتدمير بيته وجرف ممتلكاته، وقد نذهب لأبعد من ذلك في تشبيه هذه المنافسة بحلبة المصارعة الحرة التي نراها على شاشات فضائيات متخصصة، حيث يظهر للمتلقي مصارعان يدمي أحدهما الآخر ويكيل له ضربات ويسقطه في حركات كاسرة للعظام – كما تبدو– لكنها في الحقيقة مجرد أدوار متفق عليها لاستنزاف مال وعواطف ومشاعر ووقت الجمهور (الضحية) فالطرفان متفقان على عناصر الإثارة البصرية في الصراع (المصارعة المعدة سلفا) تحت إشراف منظم، رتب كل التفاصيل باعتباره (الرابح الأعظم)!.

دخلت جرافات سلطة حماس الانقلابية في غزة تحت غطاء ناري (رصاص حي) مباشرة، بدون مقدمات كقنابل الغاز أو الرصاص المطاطي، وهذه نقطة تسجل لصالح عسكر حماس ومنهجها في الإرعاب على سلطة الاحتلال العنصري الإسرائيلي ومنهجها الموازي في الإرهاب، ليس هذا وحسب، بل سحبت المئات ممن تسميهم (أهل الثغور) وزجتهم في حملة قمع المواطنين في القرية، فعرفنا عن أي أعداد للتحرير يتحدثون، وعرفنا المستور وبات المخفي الأعظم مكشوفا وأعظم من قدرتهم على تضليل الجماهير الفلسطينية، التي نفترض تأكدها بأن رؤوس حماس الذين زجوا بأكثر من مئتي مسلح وأطلقوا الرصاص الحي على المواطنين في القرية - أصيب خمسة منهم أحدهم جروحه خطيرة – بسبب ما يدعون أنها مخالفة بناء، لم تؤثر بهم مشاهد اغتصاب المستوطنين وجنود جيش منظومة الاحتلال الاستيطاني العنصري لباحات الحرم القدسي، وأداء طقوس تلمودية، ورفعهم علم كيانهم، وكل ذلك بفضل غزل بين رئيسهم يحيى السنوار ورئيس حكومة المنظومة السابق بنيامين نتنياهو، وللحفاظ على خط غزل جديد أطلقه رئيس حكومة المنظومة الحالي نفتالي بينيت ظاهره الإشادة بضبط النفس الذي أبداه رؤوس حماس خلال الحملة على القدس والمسجد الأقصى.

ما كان الرئيس ياسر عرفات رمز حركة التحرر الوطنية الفلسطينية – رحمه الله - ليختار اسم  (أم النصر) للقرية البدوية شمال قطاع غزة، لولا قناعته بأن صمود الفلسطيني على أرضه، وأن النصر لفلسطين سيتحقق عندما تصبح قضية تثبيت وجود الإنسان الفلسطيني على أرضه وتعزيزه بمقومات الصمود وتطويرها وتنميتها اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وسياسيا على رأس أولويات مهام العمل الوطني النضالي، فالقرية البدوية (أم النصر) كانت أول خندق مواجه ومانع للاستيطان الإسرائيلي الاحتلالي في شمال قطاع غزة، ولا تقل شأنا من الناحية الاستراتيجية عن كل المشاريع السكنية الكبرى والصغرى التي أنشئت في القطاع لمقاومة الاستيطان.

بات مؤكدا الآن أن الرقم (1111) الذي طرحه رئيس جماعة حماس في غزة يحيى السنوار يعني إزالة وتبديد أي إرث وطني تركه الشهيد الرمز ياسر عرفات أبو عمار، رغم محاولته وهو رأس الجماعة الانقلابية الكذب على الجماهير بادعاء صلة الرقم بتاريخ استشهاده، فهؤلاء معنيون باجتثاث الوطنية أولا من قلوب وعقول وسلوك المواطنين، لإدامة سيطرتهم وسلطتهم اللاشرعية، تماما كما يفعل الاحتلال الذي يشجعهم كما يبدو للسيطرة على الضفة الفلسطينية، ولنا في الأنفاق والوثائق والأسلحة والأموال التي انكشفت بانفجار بيتونيا دليل قاطع لمن لا يريد أن يصدق، وننتظر أجهزة الأمن لتقدم للشعب الفلسطيني الحقائق ليكون لنا في الأمر حديث آخر.

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024