القدس ومقدساتها وسكانها في خطر
نشر بتاريخ: 2022-06-08 الساعة: 12:54
الكاتب: عمران الخطيب
يشهد المسجد الأقصى المبارك حركة تصعيد متوالية من قبل الأحزاب اليمينة من المتطرفون الصهاينة بشكل يومي وبدعم وحماية جيش الاحتلال، التصعيد الإسرائيلي يأتي في إطار تعزيز يهودية الدولة وخاصة بعد الإنتهاء من شبكة الطرق تحت المسجد الأقصى ومدينة القدس وتصاعد وتيرة الاستفزازات الإسرائيلية بشكل خاص، بعد تولي الرئيس دونالد ترامب وفريقه الإدارة الأمريكية ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وإعتبار بأن القدس العاصمة الأبدية لدولة اليهودية.
هذا السلوك والنهج المشترك بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نيتنياهو ودونالد ترامب والإعلان المشترك عن صفقة القرن، دفع في العديد من الدول العربية في التطبيع المجاني مع الإحتلال الإسرائيلي والترحيب بصفقة القرن وورشة البحرين، معظم الدول العربية كانت مع صفقة القرن وهي تعني تصفية القضية الفلسطينية وتمكين حكومة الإحتلال من ضم غور الأردن وشمال البحر الميت ، وبذلك يتم ضم الضفة الغربية.
باستثناء المناطق ذات الكثافة السكانية إلى جانب القدس والضم الجغرافي بدون المواطنين الفلسطينيين بل سوف تعمل سلطات الاحتلال على ضم ودفع الفلسطينيين إتجاه الأردن ترنس فير وهذا ما يرفضه الشعب الفلسطيني،وفتح المجال أمام الشباب في الهجرة إلى كندا وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا، أي تفريغ سكان الضفة والقدس كم حدث وتمت عملية تهجير الشباب في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان وتهجير الفلسطينيين من العراق خلال الإحتلال الأمريكي للعراق الشقيق ، وبذلك يتم إقامة يهودية الدولة التي اقرها الكنيست الإسرائيلي، لذلك حين تم إنعقاد ورشة البحرين في العاصمة المنامة كان مستشار الرئيس دونالد ترامب وصهر الرئيس، يشرح عن إقامة الأبراج والاستثمار في قطاع غزة ، الجانب الفلسطيني قاطع ورشة البحرين ورفض المشاركة. بل إن الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية قد رفضوا صفقة القرن، ولذلك تم إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بالعاصمة الأمريكية واشنطن ووقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية ومؤسساتها وأيضاً وقف المساعدات الأمريكية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا والتي تبلغ قيمتها 250مليون دولار أمريكي.
هذه المواقف والنتائج دفعت عدد من الدول العربية الإمارات والبحرين والسودان والمغرب وعمان، في التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي ومعظم الدول العربية قد شاركت في ورشة البحرين ودعم صفقة القرن، بإستثناء الأردن الشقيق الذي بقي ينادي بحل الدولتين على أساس حدود الرابع من حزيران عام 67 وقرارات الرباعية الدولية، لكل تلك الأسباب المتراكمة والهرولة العربية إتجاه التطبيع مع الإحتلال ، وموقف أوروبي هزيل وضعيف ومتواطئ مع السياسة الأمريكية لخدمة "إسرائيل" وغياب النظام الدولي المتمثل فى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، وعدم إلزام "إسرائيل" من تنفيذ قرارات الشرعية الدولية و هذا هو الكيل بمكيالين ، الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن لم تأتي بجديد بل تسير بنفس الاتجاه ، لكل تلك الأسباب تتم عملية الاستفزازات الإسرائيلية اليومية في إقتحام المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، لذلك فإن السكوت على ما يجري في القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين هو وصمت عار في جبين النظام الرسمي العربي والحد الأدنى من الرد يستدعي وقف التطبيع وسحب السفراء وتلويح في إلغاء الاتفاقية الثنائية مع الإحتلال الإسرائيلي.
وعلى الأحزاب العربية والإسلامية والجماهير العربية من المحيط إلى الخليج أن تتوقف عن إصدار البيانات الخطابية وشعارات والإرشادات، إن توفر كل ذلك وتشكل عامل الضغط على الأنظمة السياسية وعلى المؤسسات الحكومية والبرلمانات لرفض التطببع مع الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني وتحويل دعم القضية الفلسطينية على حقائق ملموسة وعلى قوى المقاومة الفلسطينية والعربية وما يطلق عليه محور المقاومة، إذ يترجم الأقوال إلى أفعال ، لقد سمعت في إجتماع الأمس الذي انعقد بدعوة من المؤتمر العربي العام خلال جلسات المؤتمر من بعض الإخوة من قيادات المقاومة عن غرفة عمليات مشتركة للمقاومة وكانت تراقب عن كثب مسيرات الأعلام الإسرائيلية في القدس واقتحام باحات المسجد الأقصى وكانت المقاومة على هبة الاستعداد! يعني بصراحة ماذا كان ينتظر بعد ذلك؟
لقد مضت مسيرات الأعلام وما تزال الاقتحامات تكرر بشكل يومي أنا لا استطيع أن أصفق لمنظومة الخطابات الحماسية، القضية الفلسطينية وبكل التفاصيل والقدس بشكل خاص تمر بمنعطف خطير جدا يعني تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء الهوية النضالية والكفاحية لشعبنا الفلسطيني ممثل بمنظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، وبغض النظر عن كل الانتقادات لمنظمة السياسية وتنظيمه الإدارية، فإن حماية منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها ضرورة وطنية بإمتياز.
وفي السياق ذاته بغض النظر عن من يتفق أو يختلف مع السياسة التي ينتهجها الرئيس الفلسطيني فإن حملة الإعلام الإسرائيلي بالقنوات المختلفة والمواقع الإلكترونية الاخبارية التي تستهدف الرئيس وخاصة التي تتعلق في الوضع الصحي والأخبار المفبركة، تسعى "إسرائيل" للفتنة والفوضى الداخلية خاصة في داخل الأرض المحتلة، وتوجيه البوصلة نحو الداخل الفلسطيني وتكرار تدهور الوضع الصحي للرئيس يأتي في سياق متصل لزعزعة الأوضاع الداخلية في الساحة الفلسطينية.
لذلك علينا جميعاً بدون استثناء فلسطينيين بالدرجة الأولى عدم الانجرار خلف ما يصدر الإعلام الإسرائيلي من أخبار ومعلومات هدفها الفتنة وعلى القوى السياسية العربية من الأحزاب والمقاومة تعمل على الدعم والإسناد لشعبنا الفلسطيني الذي يجدد في كل يوم الوسائل الكفاحية والنضالية ولن يستكين بدون تحقيق التوافق الوطني الفلسطيني، وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري.