ربط اوروبا بدولة فصل عنصري اهانة لحضارة شعوبها
نشر بتاريخ: 2022-05-29 الساعة: 13:27
موفق مطر
قولوا لها : نحن الفلسطينييون ساميون ، وأن جنود وضباط جيش الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين الارهابيين يعتدون على مسجدنا وكنيستنا ويقتلون أبناءنا في باحات " اماكن عبادة الرب " ..ما يعني ان منظومة الاحتلال والعنصرية اسرائيل معادية للسامية .. ، ، فهل يعقل ألا تعتبر رئيسة البرلمان الأوروبي المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والحرم الابراهيمي " أماكن عبادة الرب " ؟! وأنها لا ترى إلا كنس اليهود وحدها المستهدفة في اطار معاداة السامية ، ونعتقد أن عاقلا حرا في العالم لا يقبل الاعتداءات على اماكن العبادة ، أما قولك :" أن تكون معاديًا للسامية يعني أن تكون معاديًا لأوروبا والبرلمان الأوروبي ملتزم بكسر هذه الحلقة من خلال محاربة معاداة السامية " فهذا حرف لأبصار عن الوقائع الثابتة والحقائق التاريخية وتزييف للثقافة الانسانية .
صامت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا عن الزيارات خارج دول الاتحاد منذ انتخابها في يناير/ كانون الثاني الماضي لتفطر على منبر (الهيئة العامة لكنيست ) منظومة الاحتلال الاستيطاني العنصري ( اسرائيل ) في أسوا مشهد انحياز لدولة الفصل العنصري ، في محاولة بائسة لتقديم اوراق اعتماد لدى هذه المنظومة الصهيونية الخارجة على قيم وأخلاقيات الدول البرلمانية الديمقراطية ، فهي قد قالت على خجل " إن البرلمان الأوروبي يدعم بقوة عملية السلام في الشرق الأوسط. نحن نؤيد حل الدولتين – دولة إسرائيل آمنة ودولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية وتنعم بتواصل جغرافي وقابلة للوجود - تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن. هذه العملية قابلة للتنفيذ " وكأنها بهذه الديباجة والاسطوانة التي لطالما نسمعها من مسئولي الاتحاد الأوروبي ، سعت للتمويه على موقفها المنحاز لمنظومة الاحتلال ، علما أنها لم تتجرأ أثناء خطابها على ذكر مصطلح ( الاحتلال الاسرائيلي ) ، ولم تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في وجوده التاريخي والطبيعي على ارض وطنه فلسطين ، وأن السلام مرتبط بزوال الاحتلال عما احتلته اسرائيل بعد الخامس من حزيران من العام 1967 ، وحق الشعب الفلسطيني بالقدس الشرقية عاصمة لدولته المستقلة، وإنما ذهبت لأبعد من ذلك بكثير عندما قالت :" إن أوروبا ستدعم دائما حق إسرائيل في الوجود، معتبرة أنه من غير المعقول، أن يظل حق إسرائيل في الوجود موضع شك "!!..وحاولت اصغر برلمانية اوروبية تتولى هذا المنصب تزوير التاريخ وحرف الحقيقة المعلومة لدى كل شعوب العالم بأن منظومة الاحتلال ( اسرائيل ) واستيطانها وقوانينها العنصرية وجرائمها ومجازرها بحق الشعب الفلسطيني هي المصدر الأول والعميق للإرهاب في الشرق الأوسط ، وتجنت على شعوب اوروبا عندما قالت على منبر الكنيست المشرع لأسوأ قوانين عنصرية في القرن الحادي والعشرين ، قوانين تخجل النظم الدكتاتورية في العالم على اقرارها ، فهي القائلة زورا عن تاريخ مشترك بين منظومة احتلال عمرها 74 سنة لا تملك جذرا حضاريا واحدا بالمعنى الحقيقي في المنطقة ، مع شعوب أوروبا الحضارية منذ آلاف السنين !! :" إن العلاقات بين اسرائيل والشعوب الأوروبية عميقة وأن الرابطة المشتركة بيننا أصبحت أكثر قوة بسبب ما اجتزناه معا خلال الأيام الرهيبة من تاريخنا المشترك " وقد تكون روبرتا ميتسولا صادقة في هذه النقطة ، اذا قصدت يهود أوروبا ( ألاشكناز ) الذين كانوا الغزاة الأوائل لفلسطين أثناء الاستعمار البريطاني بعد وعد بلفور عام 1917 ، وكذلك يهود اوروبا الذين كانوا ضحايا تعاون (التوأم العنصري : النازية الهتلرية والمنظمة الصهيونية ) وبذلك تذكرهم – بدون قصد - أن هؤلاء ذوي اصول اوروبية لا علاقة لهم بأرض فلسطين ولا بتاريخها ، ولا بالحضارات المتعاقبة عليها ، فبدت كمن ينطبق عليه المثل :" جاءت تكحلها فعمتها " !!..لكن من ناحيتنا وتحديدا في المسار الدبلوماسي والإعلامي يجب اعتبار كلامها إهانة شنيعة لشعوب أوروبا ، وان نذهب بكل قوة لطرح هذا السؤال على القوى الحقيقة التي تمثل الشعوب الأوروبية : هل أنتم على علاقة تاريخية عميقة فعلا مع " دولة الفصل العنصري إسرائيل " ؟! سؤال مرفوق بتقديرنا لهذه الشعوب التي بدأت تتحرر و تسترجع مواقفها وقيمها النبيلة من هيمنة سلطات دول استعمارية عميقة استخدمت الصهيونية ويهود من انحاء العالم لتثبيت اركان سيطرتها على فلسطين ، والمواقع الاستراتيجية في الدول العربية المحيطة بها القريبة والبعيدة على حد سواء .
كان على رئيسة البرلمان الأوروبي أن تلتفت الى رئيس الكنيست ، وتوجه سبابتها نحو نفتالي بينيت رئيس حكومة المنظومة وايتمار بنغفير كنماذج على ارهاب الدولة المنظم الرسمي والاستيطاني عندما قالت : "أولئك الذين ينشرون العنف ليس لديهم أجوبة. ليس هنالك أبدًا ما يبرر الإرهاب، والعنف لم يكن هو الحل أبداً، ولا يوجد عذر للإرهاب ".. ولا عذر لرئيسة البرلمان الأوروبي إذا لم تشاهد تقارير اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين ابو عاقلة ، والعدوان الهمجي الارهابي على روحها وحملة نعشها ، وحملة علم فلسطين ، وكذلك منع حكومة بينيت زميلها (مانو بينيدا) رئيس وفد من البرلمان الأوروبي من الدخول الى فلسطين المحتلة ، أما إذا شاهدت واكتفت بالأسف على المنع ، وصممت على توجيه هذا الكلام لغير رموز الارهاب الاسرائيلي الذين كانوا يستمعون اليها ، فنحن لن نسمح بهدم ركائز ثقة رفعناها مع البرلمان الأوروبي، لأننا على يقين بحتمية انتصار ارادة الشعوب ، على آخر نظام للاحتلال الارهابي والاستيطان والعنصرية في العالم .
-------------------