الرئيسة/  مقالات وتحليلات

سنوار حماس.. قواعد تشبيك وليس "اشتباك"!

نشر بتاريخ: 2022-04-21 الساعة: 15:22

 

 موفق مطر


نعرف الفارق بين الاشتباك والتشبيك والتشابك، ونعرف ايضا أن جماعة الاخوان المسلمين عموما، وفرعهم في فلسطين المسمى حماس خصوصا بارعون في تضليل العامة من الناس، ويقينهم في ذلك ضعف قدرة الجمهور المثقل بالمآسي والمشاكل الحياتية، والحروب المستدرجة، أو المخططة سلفا في مراكز القرار لدى سلطة الاحتلال على التفريق بين معاني المصطلحات . 
مع كل تحول نوعي في دائرة المقاومة الشعبية، وعند اقتراب الانتصار الشعبي للقدس والمقدسات من نقاط انجاز فعلية على الأرض، وخلال كل هبة جماهيرية تتجاوز الحدود والمصطلحات المتداولة وتتجسد خلالها الارادة الوطنية الشاملة في اصرار الشعب على انتزاع الحق التاريخي والطبيعي في وطنه فلسطين من منظومة الاحتلال الاستيطاني العنصري، تنقلب الأجواء والأنواء الوطنية رأسا على عقب، بفعل فاعل معلوم، وليس مبنيا للمجهول، وتبدأ عملية السطو على حالة الاستنهاض الوطنية التي اوجدتها حركة التحرر الوطنية الفلسطينية وعززتها بغطاء سياسي وقانوني في المحافل الدولية، فيتم توسيع الممرات والظروف لتمكين حماس ومشتقاتها والدائرين في فلكها من انتهاز الفرصة، للعبث بالحالة الفلسطينية الناشئة تحت شعارات تعتبر في الظاهر وكأنها حق، لكن في الحقيقة ما أرادوا ومعهم أبو يائير وبينيت ومن سبقهما من حكام تل أبيب إلا الباطل.
يطلقون قذائف عمياء يسمونها (صواريخ)، تسقط عن سابق تصميم وترصد في أراض فارغة وبذات الوقت يطلقون طوفانا من الدعاية بعنوان تغيير قواعد الاشتباك، ثم يطلقون قذائف مضادة للآليات موجهة (الكورنيت) ثم يسارعون للقول بان قواعد الاشتباك قد تغيرت، فإذا بـ "الكورنيت" اليتيم قد خصص لإصابة حافلة عسكرية فارغة نزل منها عشرات ضباط وجنود جيش الاحتلال (العدو) لتوهم منها! ثم يستغلون توسع دائرة المقاومة والمواجهات الشعبية في مدن وقرى الضفة الغربية وفلسطين التاريخية انتصارا للقدس، ثم يبادرون لتوزيع شريط (مبهم) معتم ومظلم في الشكل والمضمون مدته بضع ثوان قالوا إنه لعملية اطلاق صاروخ "ستريلا" مضاد للطائرات، لنكتشف وحسب الصور التي بثوها أن (الستريلا العجوز) كان إرهاصا لعودتهم للحديث عن تغيير قواعد الاشتباك! 
رؤوس جماعة حماس لا يكذبون عندما يتحدثون عن تغيير قواعد الاشتباك، لكنهم يضللون الجمهور الفلسطيني والعربي أيضا تساندهم بذلك خمسمائة محطة وفضائية وأداة اعلامية، تصب جميعها في خدمة المشروع الصهيوني عن قصد أو عن جهل وإن كنا نرجح القصد بالنسبة الشهيرة (99%)، لا يكذبون لأنهم بعد كل موجة تضليل تطفو على سطح الحقائق تبدو لعامة الناس مفاجئة وفضيحة طافحة بالمتناقضات من العيار الثقيل، لكنها بالنسبة لنا معلومة ومعروفة، فنحن ندرك ونحلل كل ما يدور حولنا، ونتابع ونستخلص ونقرأ بعقل تجريبي النتائج، الى جانب عمل استطلاعي منظم ودقيق، يمكننا من معرفة حيثيات ما حدث وما يحدث وما سيحدث، لذا لا نسمح لأحد أن يجرب فينا وعلى حساب دمائنا وأبنائنا ومقدراتنا عبثيته السياسية، وإمكانية تمرير خيانته تحت شعارات (اسلاموية) زائفة، الدين منها براء. 
يتحدثون عن قواعد (تشابك الأهداف) وليس قواعد الاشتباك مع حكومات منظومة الاحتلال العنصري، فرسالة يحيى السنوار رئيس جماعة حماس في غزة، ومكالمته الهاتفية مع بنيامين نتنياهو لا نراها إلا تتويجا لرسالة السنوار ذاته التي بعثها لنتنياهو على مرحلتين، الأولى: فيما يسمى (خطاب النصر الالهي  الاعجازي)، والثانية أمام أساتذة جامعات أعضاء في تنظيم جماعته، عندما قال بعد انتهاء الحرب السنة الماضية: لقد طلبنا من القيادة العسكرية لحماس (القسام) تجهيز 300 صاروخ (سبير) مستنفدة المدة لإطلاقها قبل ساعة من وقف اطلاق النار" فمرت عبارتا سبير ومستنفدة المدة مرور الكرام على من يقدمون العلم للطلبة! أي انها رسالة طمأنة لنتنياهو حينها أن الصواريخ التي نطلقها هي في اطار تشبيك الهدف المشترك وهو اسقاط تدمير المشروع الوطني وحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وأنها بمثابة تذكير لحكومات الاحتلال بأن حماس جاهزة لاستلام دولة ذات حدود مؤقتة، كما اتفق ممثلوها مع ممثلي منظومة الاحتلال الاسرائيلي ومثبت الاتفاق في محضر اجتماع جرى في سويسرا بحضور شخصيات أميركية.. وبناء على ذلك يمكننا قراءة حرص نتنياهو على ايصال الأموال بالحقائب الى حماس، وقوله لمن عارضه: "من يريد منكم رؤية دولة فلسطينية لا يسألني لماذا أسمح بإيصال الأموال الى حماس في قطاع غزة". 
رسالة رئيس جماعة حماس في غزة يحيى السنوار ومكالمته الهاتفية مع بنيامين نتنياهو أثناء توليه رئاسة الحكومة الاسرائيلية ليست فضيحة، أو سرا أفشاه خصوم نتنياهو السياسيون رغم أنهم ما زالوا على ذات خط اللعبة مع رؤوس جماعة حماس، فما يحدث وستثبته الأيام أن تشبيك جماعة الاخوان المسلمين مع منظومة الاحتلال الاستيطاني العنصري وصل لمراحل متقدمة وتحديدا في عهد نفتالي بينيت الذي تقف حكومته الآن على قدميها بفضل أربعة نواب في الكنيست (القائمة الموحدة) ينتمون لتنظيم جماعة الاخوان المسلمين فرع فلسطين ويرأسهم منصور عباس، وأن قواعد التشبيك الجديدة تقضي بعدم السماح للقوى الوطنية الفلسطينية من بسط ارادتها وبرنامجها النضالي الشعبي على الأرض، أي سحب البساط من تحت أقدام قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" التي تقود الهبة الشعبية نصرة للأقصى والقدس ودفاعا عن الأرض والشعب، وتطويق رئيس الشعب الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" قائد حركة التحرر الوطنية لمنعه من تحقيق انجازات سياسية وقانونية ضاغطة على منظومة الاحتلال، أو كفيلة بتقديم بعض ساستها وجنرالاتها وعسكرييها الى محكمة الجنايات الدولية. 
ما تفعله حماس ليس إلا تعزيزا وتمتينا لشبكة العلاقة العضوية بين جماعة تنظيم الاخوان المسلمين عبر فرعهم في فلسطين المسمى حماس وبين منظومة الصهيونية العنصرية، فكلاهما متفق على منع نهوض وانتصار الوطنية الفلسطينية، لأن انتصارها يعني تغيير وجه المنطقة، أي تطهيرها من افظع جماعتين ظهروا كجسم غريب عن هذه البلاد هما: الصهيونية والإخوان المسلمين.    

 

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024