فلسطين وحمد بن جاسم والمسحال وما خفي اعظم
نشر بتاريخ: 2022-02-17 الساعة: 23:52الكاتب: فهمي كنعان
احترت في اختيار عنوان مقالتي هذه، لان احد اطرافها فلسطين التي نحبها ونعشقها، وطرفها الاخر من يستهدف فلسطين، ويستهدف امنها واستقرارها، وكان من الواجب علينا ان نهب للدفاع عن فلسطين وشعبنا وندين اي مخطط يستهدفها؛
لقد تابعت مقابلة وزير خارجية قطر حمد بن جاسم التي ادلى بها، حول اغتيال الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات وتوقيته، وتابعت اعلان تامر المسحال في ما يسمى برنامج ما خفي اعظم، حول وفاة الناشط نزار بنات الذي ستبثه جزيرة الدوحه قريبا، فوجدت ان هناك توافق على التوقيت، واشبه ما يسمى بمنهجية غريبة في التعامل مع القضية الفلسطينية.
ولقد تابعت ايضا منذ اسبوعين تطورات الحالة الفلسطينية في الضفة، من تصاعد المقاومة الشعبية في الضفة، واغتيال ثلاثة من قادة كتائب شهداء الاقصى، وعودة كتائب شهداء الاقصى، التابعة لحركة فتح لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي في نابلس، وجنين والسيلة الحارثية وغيرها من مواقع المواجهة، مع الاحتلال الاسرائيلي في بيتا وجبل صبيح ونعلين والشيخ جراح والقدس بشكل عام.
واتابع كذلك قرب عقد الانتخابات المحلية الفلسطينية في الضفة ومنع عقدها في غزة، وبدء الحملات الانتخابية في مدن الضفة الفلسطينية لهذة الانتخابات.
فربطت بين هذين الامرين، من حيث التوقيت والهدف، فمعرفة التوقيت تدلنا على الهدف، لقد جاءت تصريحات حمد وتحقيق المسحال من حيث التوقيت في وقت خطير، يواجه الشعب الفلسطيني في الضفة آلة البطش الاسرائيلية، وتتصدى المقاومة الفلسطينية للاحتلال ومستوطنيه، في غالبية مواقع النضال وخاصة في القدس والشيخ جراح، وهنا كان على المسحال وجزيرته وحمد ودوحته، ان تساند الشعب الفلسطيني في المواجهة، وليس ان تحرف البوصلة من خلال اثارة قضايا اصلا تم تناولها، كالتحقيق في وفاة الشهيد ياسر عرفات، واعتقال 14 عنصر امن متهمين بقتل نزار بنات، ولا زالو محتجزين لمحاكمتهم.
وتسائلت لماذا في هذا التوقيت الدقيق يجري ذلك وما الهدف وهنا اجد ان هناك هدفين:
الهدف الاول: هو حرف البوصلة عن جرائم الاحتلال الاسرائيلي، واحباط المواطنين من شعبنا الفلسطيني في الضفة، واشغالهم عن مواصلة التصدي ومقاومة مع الاحتلال، وبالتالي اجهاض الهبة الجماهيرية ضد الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الصامدة.
الهدف الثاني: الانتخابات المحلية التي تجري في الضفة ، وضرب حركة فتح في تلك الانتخابات، خاصة في ظل تصاعد التأييد الجماهيري لها، بسبب ما بذلته من دماء وشهداء، وتصديها مع شعبنا للاحتلال الاسرائيلي بالضفة، فكان لزاماً على المسحال وحمد ضرب هذة الحالة، وتكريه المواطنين بحركة فتح ونضالاتها، وبالتالي التأثير عليها في الانتخابات القادمة.
من هنا اوجه كلمتي او نصيحتي للمسحال وجزيرته، ولحمد ودوحته، كنتم ولا زلتم سبب الانقسام الفلسطيني في غزة، ودعمتموه عشرات السنوات، حتى سلختم غزة عن فلسطين، والان تلعبون دورا تخريبيا في الضفة الفلسطينية، من خلال العمل على اثارة الفتنة بين ابناء الشعب الفلسطيني، لكن اقول لكم لن تفلحوا في الضفة، ولن تنجحوا في اراقة الدماء كما فعلتم في غزة، فالمواطنين في الضفة عندهم الدم الفلسطيني خط احمر لا يمكن تجاوزه بل ان عدوهم الوحيد هو الاحتلال الاسرائيلي وعملاءه.
اما للصحفي تامر المسحال، فاوجه بعض الكلمات لعلها تلامس ضميره او قلبه، عندما درسنا الصحافة في الجامعة، كان من اهم مبادئها الحيادية والتوازن ونقل الحقيقة، فارجو ان تبحث اين الحيادية في عملك الصحفي؟ فما خفي اعظم يتخصص للضفة، بينما لا تجرأ ان تعمل برنامج واحد عن العشرات الذين قتلوا في مسقط راسك، في سجون غزة واقربهم الشهيد عصام السعافين، الذي قتل مظلوما وتحت التعذيب دون تهمة تذكر.
كان من الحيادية والتوازن يا تامر، ان تعمل برنامج واحد "ما خفي اعظم" حول عشرات حالات الانتحار والحرق في غزة، والعشرات من حالات الموت في البحار من ابناء غزة بالمنافي، لكن انا اقدر انك تعمل بمؤسسة، تعمل ضمن سياسة قطرية محدده اهدافها، رأينا نتائجها، فيما جرى في الدول العربية من تفتيت وتقسيم للدول، فيما يسمى بالربيع العربي، وآمل ان يكون هناك صحوة ضمير، وان تغلب مصالح الشعب الفلسطيني، ففلسطين امانة في رقابنا جميعا، آمل ان تحفظ امانتها، وان لا تكون معول هدم فيها.
mat