الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الرسالة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 2022-02-16 الساعة: 01:19

 

كلمة الحياة الجديدة

يفضح هذا التغول العنصري الإرهابي الإسرائيلي، والذي بات يتصاعد يوميا على نحو محموم تماما، ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، في مختلف مدنهم، وبلداتهم، وقراهم، وبخاصة في عاصمتهم المحتلة، القدس الشرقية، في حي الشيخ جراح، وسلوان، ومجمل مواقع الصمود والتحدي والثبات الفلسطينية، يفضح هذا التغول الإجرامي، حقيقة تحكم العنصرية المطلق، بعقلية الحكومة الإسرائيلية، وسياساتها، ويكشف في ذات الوقت حقيقة وواقع التخلف الأخلاقي والحضاري الذي باتت عليه هذه الحكومة، بدولتها التي تأكدت في التصنيف الإنساني، دولة أبارتهايد.

للعنصرية في التاريخ حكاية كائنات الزومبي "الموتى الأحياء" الذين يحاولون حياة مستحيلة، وبالطبع هذا تشبيه يصح تماما، لأن ما أنتجته العنصرية في التاريخ، لم يكن غير مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء، الذين قتلوا، وأحرقوا، ونهشت أجسادهم بشهوة التوحش الدموية ثم انتهت الى هزيمة مدوية ...!!!، وسنقول إن محارق النازية هي من دون ذلك في التاريخ المعاصر، والذي ما زال يروي الكثير عن هذه المحارق، التي لا تتعظ منها الصهيونية حتى اليوم ...!!!!

لن تنجو العنصرية من حكايتها، ولا من مصيرها، وكلما توحشت في حضورها، اقتربت من نهايتها لأن الطبيعة بحد ذاتها، لا تقبل بالعرق الواحد، ولا ترضى بالفكرة الواحدة، بل إن الحياة لا تستقيم إلا مع التعددية، في الأفكار، والمجتمعات، وحتى في الأحلام والتطلعات، وليس للتعددية من سبيل لتحققها غير الأمن والاستقرار والسلام.

في الأديان السماوية، الوحدانية لله تعالى، والتعددية للناس في مجتمعاتهم، ولهذا الفكرة العنصرية، فكرة كافرة بكل ما في هذه الكلمة من معنى، كافرة بالتعاليم السماوية، وبالقيم الأخلاقية السماوية، والأرضية معا ..!!!.

لن نركن إلى هذا التشخيص بطبيعة الحال، فنكف عن المقاومة، لكن، وقد بانت حقيقة إسرائيل كدولة أبارتهايد، ألم يحن الوقت على المجتمع الدولي، أن يكف عن موقف المتفرج تجاه ما ترتكب هذه الدولة من جرائم عنصرية ضد شعبنا الفلسطيني، ويتحرك على الأقل باتجاه إقرار الحماية الدولية لهذا الشعب الأعزل، الذي ما زال في كل يوم له من أبنائه، شهداء، وجرحى، ومعتقلون، وله من بيوته ومساكنه ركام تخلفه جرافات الاحتلال، وفقط لأنه لا يقبل بالرحيل عن أرضه، والاستسلام لإرادة الاحتلال العنصرية، ولأنه ممسك بثوابته المبدئية، وتطلعاته العادلة، والمشروعة، في العودة والحرية والاستقلال.

لن نركن للتشخيص والتحليل، مع إيماننا المطلق بحتمية هزيمة الاحتلال العنصري، هذا الإيمان الذي عبر عنه، وأكد عليه الرئيس أبو مازن في اتصاله الهاتفي مساء أمس الأول،  مع الصامدة بوجه عربدة المستوطنين في الشيخ جراح، السيدة فاطمة سالم، حين شدد بثقة ويقين بالغ، أن هذا الاحتلال لن يدوم طويلا، ونهايته باتت قريبة.

وبكل وضوح فإن هذا الاتصال الهاتفي للرئيس أبو مازن، وهو يتابع على مدار الساعة، تطورات الأحداث في الشيخ جراح، وفي كل مواقع المواجهة والتحدي، لعربدة الاحتلال ومستوطنيه، إنما هو اتصال الرسالة الفلسطينية، لدولة الاحتلال، وحماتها، وللعالم أجمع، أن شعب فلسطين، بقيادته، وكل فصائله الوطنية، وكل شرائحه الاجتماعية، وفعالياته المختلفة، ليس في وارد الاستسلام، وأن كفاحه في دروب مشروعه الوطني التحرري لن يتوقف، ولهذا تظل نهاية الاحتلال أكيدة، إن لم يكن اليوم، فغدا، وبحكم التاريخ ولغته وحتميته تظل نهايته حقا قريبة في الزمن بشكل مؤكد.

رئيس التحرير

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024