الرئيسة/  مقالات وتحليلات

مركزية المجلس المركزي

نشر بتاريخ: 2022-02-06 الساعة: 12:54

 الحياة الجديدة 

 تنطلق اليوم أعمال المجلس المركزي الفلسطيني، في دورته الحادية والثلاثين تحت عنوان "دورة تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، وحماية المشروع الوطني والمقاومة الشعبية" وبداية وبحكم هذا العنوان فإن المجلس المركزي سيكون ملزما بالبحث المسؤول، وعبر نقاشات، وحوارات ديمقراطية، للوصول إلى أفضل السبل الكفيلة بتحقيق الترجمة الفعلية لهذا العنوان، ومن هنا تكمن الأهمية القصوى لهذه الدورة، فتفعيل منظمة التحرير وتطويرها، يعني بالضرورة تعزيزها بيتا جامعاً للكل الوطني، لتحمل هذا الكل مسؤولياته الوطنية، ومساهمته في عملية اتخاذ القرار الأمثل والأجدى، تجاه مختلف قضايا الشأن الوطني العام، والتصدي لمهمات المرحلة الراهنة، التي تشهد تكالباً في التآمر على الشرعية الفلسطينية، الوطنية، والنضالية، والدستورية، وتصعيدا بالغ الخطورة في سياسات الاحتلال العنصرية العنيفة ضد شعبنا، والرامية للإجهازعلى المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع العودة، والحرية، والاستقلال الناجز في إطار الدولة السيدة، وعاصمتها القدس الشرقية.

من اللافت حقا أن يضع المجلس المركزي مسألة تفعيل منظمة التحرير وتطويرها في بداية عنوان دورته الحالية، لأهمية هذه المسألة، وضرورتها لتحقيق أفضل سبل الخروج من الأزمات الداخلية الراهنة، ونحو تمتين الوحدة الوطنية وتكريسها إطارا لا يقبل المساومة على المصالح الوطنية العليا، ويحتمل الخلاف الديمقراطي على قاعدة حماية هذه المصالح، وبالتأكيد فإن تحقيق التفعيل والتطوير الأمثل لمنظمة التحرير، سيقود حتما إلى برامج نضالية فعالة، تؤمن حماية المشروع الوطني، والمقاومة الشعبية التي باتت خيارا استراتيجيا في نضال شعبنا من أجل تحقيق أهدافه العادلة كافة.

وبلا أية مبالغات بلاغية، للمجلس المركزي في دورته الحالية مركزية المعنى والإطار، بحكم أنه أمام مهمات غاية في الأهمية الوطنية، للوصل إلى مخرجات تؤمن في المحصلة الاستراتيجية حماية المشروع الوطني التحرري، وتستجيب للتحديات الراهنة على مختلف الأصعدة، مجابهة الاحتلال الإسرائيلي وسياسته العنيفة، من جهة، والمضي قدمًا نحو إنهاء الانقسام البغيض من جهة أخرى إضافة إلى ضرورة وضع النقاط على حروفها، فيما يتعلق بالعلاقة مع الإدارة الأميركية، أمام تنصلها حتى اللحظة، من وعودها التي أعطتها لمعالجة أخطاء وخطايا الإدارة السابقة، إدارة ترامب وفريقه المتصهين، التي ترجمت انحيازًا أميركيًّا مطلقًا، لمشروع اليمين الإسرائيلي المتطرّف، وأطاحت بسمعة الولايات المتحدة، كدولة عظمى ذات مسؤوليات دولية متوازنة تجاه مختلف قضايا الصراع في العالم....!

كل هذا وأكثر هو ما سيبحثه المجلس المركزي الفلسطيني في دورته الحالية ولسان حاله، الوحدة الوطنية، والاستجابة للتحديات الراهنة للمضي قُدمًا في دروب المشروع الوطني التحرري، ومن كان اليوم هنا في هذا الإطار، وبهذا البحث والنقاش ولأجل تحقيق هذه الأهداف الوطنية الكبرى، سيكون في خندق النضال الوطني، خندق العمل والمثابرة، خندق الوحدة بأجدى حالاتها، وهذا ما سيجعله –حتمًا- في الجانب الصحيح من التاريخ، ولن ترى فلسطين، والعالم بأسره أيضًا، سوى أصحاب هذا الخندق الأصيل.

رئيس التحرير

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024